التشدد الديني وانعكاساته على حقوق المرأة 1



أسماء صباح
2013 / 5 / 21


في البداية، يتوجب علينا تعريف التشدد الديني أو"الأصولية" بتعبير اخر، لمعرفة ما اذا كانت تؤثر، بشكل أو بآخر، على نيل المرأة وتمتعها بحقوقها الانسانية.

لا تتفق ناشطات حقوق المرأة على تعريف واحد لمصطلح "التشدد الديني" فهن يعرفنه بشكل مختلف اعتمادا على تجاربهن في مجتمعاتهن واختلاف العادات والتقاليد والاديان من بلد لاخر.
لقد تم اعداد اسئلة تخص المرأة (حقوقها) والتطرف الديني، وتوزيعها على ما يزيد على 1600 ناشطة تعمل في هذا الحقل من أجل سؤالهم عن تعريف لهذه الظاهرة واذا ما كانت جديدة، وتؤثر سلبا او ايجابا على حقوق المرأة في العالم.
ولاجل هذا الهدف أجرت AWID لقاءات مع 1600 فرد ومنهن 51 مقابلة معمقة في سبتمبر 2007.
وتعرض هذه الورقة كيفية فهم نشطاء حقوق المرأة للاصوليات الدينية، وتحليلهم لتأثيرها على حقوق المرأة، واذا ما كان في استطاعتهم وصفها بالظاهرة المعاصرة.
الا ان بعض النشطاء والناشطات، بعد البحث والتحليل، وجدوا أنفسهم في صراع من خلال الحياة اليومية مع السياسيين والمجتمع والقانون والثقافة الذين غالبا ما يتفقوا حول موضوع ابعاد المرأة عن تلك الدوائر المحرمة، لذلك فلم يعد بامكانهم تحديد اذا ما كانت هذه الحركات الاصولية الدينية هي السبب الذي يبحثون ويحللون على أساسه.
بعيدا عن ذلك التوهان، كان لابد من الاتفاق على تعريف لهذا المصطلح، وعلى المؤسسات التي يمكننا أن نطلق عليها هذا الوصف، واذا ما كانت هناك سمات مشتركة بين هذه المؤسسات والافراد والمجموعات.
فكلمة أصولية "والتي لا بد من الاشارة الى أنها اتخذت بعدا سياسيا في القرن الحالي" تنطوي على العنصرية وكراهية الاخر "كراهية الاجانب" كراهية من هو مختلف، وقد ترددت بكثرة بعد الهجمات التي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر،واستخدمت بعد ذلك كاستراتيجية مفيدة وطريقة لتعريف هذه الظاهرة "الاصولية المعادية للمرأة والكارهة لها".
وهنا لابد من الاشارة الى ان الاصولية لست واحدة، بل هي متعددة، ولها فاعلون مختلفون، كما ستشير ناشطات حقوق المرأة لاحقا، اعتمادا على خبرتهن في مجال الدفاع عن مثيلاتهن من النساء، ومن هنا لابد لنا من القول ان جميع التقاليد الدينية لديها عناصر اصولية بالاضافة الى العوامل المحلية والعالمية والنخبوية وغيرها.
إذا كيف عرف الناشطين والنشيطات في حقوق المرأة الاصولية الدينية؟
لقد نشأ مصطلح "الاصولية" في مطلع القرون العشرين عندما قامت مجموعة من المتشددين المسيحين الانجيليين في امريكا الشمالية أنفسهم مكان المدافع عن الله والمقاتل من اجل الحفاظ على" أساسيات الايمان" عندما جرى تحديث معظم القيم والممارسات الدينية ذات الاصول المسيحية.
ويشير أيضا مصطلح أصولية الى مجموعة متنوعة وواسعة من الجماعات والجهات الفاعلة تسعى لتطبيق ايديولوجيات قد يكون ليس لها علاقة بالدين ثؤثر من خلال هذه الافكار والايديولوجيات على الافراد والمجتمعات واحيانا تسعى لفرضها بالقوة، وقد تنوعت طرقها وتطبيقاتها في والوقت الحاضر الى درجة أصبح تعريفها وتحديدها يكاد يكون مستحيلا.
لذلك فقد تم تم اقتراح تعاريف لها لتبيان بعض الغموض الذي تعمل به هذه الحركات، فكان لا بد من البحث عن خصائصها في البداية.
خصائص مشتركة بين المؤسسات الدينية الاصولية:
بناءا على الاستبيان الذي وزع على المشاركات في البحث عن اثر الاصولية الدينية على حقوق المرأة، وضع المعرفون ثمانية كلمات أو مفاتيح أساسية تغطي تعريف الاصولية وخصائصهاعلى الرغم من الاختلافات الدينية والمناطقية.
وقد جاءت الاجابات والنسب على هذا النحو:
عدم التسامح...42%
ضد المرأة، أبوية ...24%
متشددون جدا في اصول الدين...18%
أقوياء ولديهم دعم سياسي...17%
ضد حقوق الانسان، والحريات...17%
جهلة ولديهم اعتقادات بالية...11 %
يتسمون بالعنف...7%
ملتصقون بالعادات والتقاليد...2%
أخرى...3%

وقد كان صعبا على النشطاء والناشطات تحديد الاصوليات الدينية بوصفها ظاهرة متعددة الابعاد ولا يمكن ان نطلق عليها سمة واحدة فقط، لذلك عرف الكثير منهم هذا المصطلح باستخدام عدة تعريفات ومصطلحات اخرى.
ووصف الكثيرون من المشاركين والمشاركات الاصولية الدينية على انها رجعية، قديمة، غاضبة، قمعية، سوء الفهم، مرض عقلي، مواقف قوية وصارمة، وسائل لتحديد النسل، خوف، محافظة، فرض، أنانية، تلاعب، عقيدية، غير تقليدية، متعصب، محافظة متطرفة، احتكار، فوضوية، حكم مطلق عفا عليها الزمان، كراهية، أعمى، ظلم، قوة واكراه،و نقص في المعرفة.

تابع


جزءمن بحث أجرتة مؤسسة AWID من خلال لقاء عدد من النساء اللواتي يعملن في مجال حقوق المرأة.