معاناة امرأة يمنية.. لماذا لا يغطي الرجال وجوههم؟



عماد شريف
2013 / 5 / 26

معاناة امرأة يمنية
لماذا لا يغطي الرجال وجوههم؟

بقلم- هند العرياني*
ترجمة- عماد شريف

عندما كنا صغاراً اعتدنا على اللعب سوية في بيت عمتنا بنين وبنات، لا يوجد فرق بيننا، نضجنا معاً.. نمارس ألعابنا الطفولية بكل حرية، نشاهد التلفاز ونبكي احياناً على صور كارتونية حزينة. وعندما كبرنا قليلاً كنا نطالع دروسنا معاً.
ومرت الايام...
الآن اختلفت الامور، انا وابنة عمي نحدق من النافذة باتجاه الحديقة لنشاهد من كنا نلهو ونلعب معهم بكل حرية في يوم ما من ابناء عمومتنا من الذكور وقد اصبحوا كالغرباء، واصبحنا حبيسات في المنزل، بينما هم يلهون بممارسة كرة القدم، ما الذي تغير؟ هل نضجنا؟ هل تغيرت اجسادنا؟ هل اصبحنا مثار إغراء ولا بد من ان نبتعد عن العيون؟ أليسوا هم نفس الصبية الذين كنا نلهو معهم في يوم ما؟ لماذا اصبحوا كالغرباء؟ لماذا اركض واختفي بعيداً عندما اسمع اصواتهم؟ وبدأنا نشعر بقلق وارتباك عندما نتحدث سويةً..
وتمر الايام
في المدرسة كانوا يعلموننا ان على المرأة ان تكون محتشمة، فكل ما فيها يوحي بالاغراء ، شعرها، عيناها، حواجبها، اقدامها. اتذكر هنا مطربي المفضل كانت عيناه جميلتين وشعره كذلك، لماذا لم يخفهما؟ سؤال كنت اوجهه دائماً لنفسي، ولم اجد الجواب. اتذكر انني كنت ممنوعة من اللعب في الحديقة لكوني مراهقة، ولكن اقراني من الذكور لم يكونوا كذلك، رغم انهم مراهقون ايضاً، لماذا احبس في المنزل؟ ولا جواب. كنت اسمع طوال الوقت: ان المرأة مثل المجوهرات او الحلوى ينبغي حمايتها من اللصوص او الحشرات.
وتمر الايام
في الجامعة كنت اشاهد بعض الطلبة يوزعون كتيبات دينية تحت عنوان "اغواء المرأة" قرأت في هذا الكتاب ان شعر المرأة وعينيها واقدامها وكل ما فيها يوحي بالإغراء ويذهب الكتاب الى ابعد من ذلك ويطالب المرأة بتغطية احدى عينيها، فكلتاهما توحيان بالاغراء، وكأنه لا يوجد شيء آخر يستحق التدقيق والتحقيق والكلام غير المرأة في هذا العالم.
انا الآن اعيش في مدينة اوروبية والنساء من حولي يسرن بمنتهى الحرية وهن يرتدين ما يشأن من الملابس الطويلة والقصيرة ولا احد من الرجال يحدق فيهن او يستنكر وجودهن.
الرجال في مدينتي يرتدون الابيض والنساء يلتحفن بالسواد.. اسئلة كثيرة كانت تدور في رأسي منها: لماذا لا يرتدي الرجال الملابس السوداء ويغطون وجوههم؟ ولم استطع ان اجد جوابا شافياً لاسئلتي..
وهكذا ولت الايام
* صحافية يمانية..
عن صحيفة The Sun البريطانية