عشر سنوات من العنف.. المخدرات.. كوسيلة للهروب من الواقع بين بعض النساء العراقيات



عماد شريف
2013 / 6 / 6

عشر سنوات من العنف..
المخدرات.. كوسيلة للهروب من الواقع بين بعض النساء العراقيات
سارة برايس*
ترجمة- عماد شريف

عشر سنوات من العنف في العراق تركت اثرها على طول البلاد وعرضها، وقادت الكثيرين الى القيام باعمال بعيدة عن اخلاقياتهم وإراداتهم من اجل لقمة العيش. فالبعض من الرجال انضموا الى الميليشيات نتيجةً للعوز المادي والبطالة، وقلة من النساء لجأن الى الدعارة لمساعدة عوائلهن. ولكن بالنسبة لمعظم النساء فان العنف والارهاب جعلهن سجينات في بيوتهن واتصالهن قليل بالعالم الخارجي. اضافة الى ان العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية والعشائرية زادت من كآبتهن ومعاناتهن وشعورهن المستمر بالاحباط والعزلة، وكنتاج طبيعي لذلك، اصبح تعاطي المخدرات وسيلة للهروب من الواقع المزري.

* اريج موحان 33 عام متزوجة منذ خمس سنوات، بدون اطفال، وجدت نفسها طوال الوقت وحيدة في منزلها، وزوجها هو الآخر لا يسمح لها بالخروج او الاختلاط مع المجتمع، وشعورها بالوحدة والكآبة قادها الى الادمان على المخدرات. بدأت اريج تعاطي المخدرات عن طريق احدى صديقاتها التي تعاني هي الاخرى من مشاكل اجتماعية ونصحتها بالتعاطي في محاولة للتخفيف من التوترات والمعاناة. حاولت اريج طلب الطلاق في محاولة للتخلص من سجنها وعزلتها عن المجتمع ولكن اهلها رفضوا ذلك بحجة نظرة المجتمع الى المرأة المطلقة.
تقول اريج: بدأت اتعاطى المخدرات وبعد مرور بضعة اشهر، بدأ زوجي يشعر بتصرفاتي الغريبة وانتابه شعور بالقلق واراد ان يعرف ما الذي يجري، ولكني لم اخبره بالحقيقة، ونتيجة ذلك تعرضت للضرب من قبله. وقام بأخذي الى احد الاطباء، ظناً منه بأنني مريضة، واخبره الدكتور ان ما اعانيه هو نتيجة ادماني على المخدرات. ومنذ ذلك اليوم وضع زوجي رقابة صارمة على تحركاتي، ولكنه لم يفلح. وتضيف اريج: انها تحاول التخلص من عادة الادمان على المخدرات لتستعيد صحتها، ولكن محاولاتها هذه باءت بالفشل فمسببات التعاطي ما زالت موجودة ولم يتغير نمط حياتها.

* هاجر رحيم طالبة في جامعة بغداد تبلغ من العمر 19 عاماً بدأت تعاطي المخدرات منذ عام ونصف وبالتحديد عندما كانت طالبة في الثانوية، تقول هاجر: ان تعاطي المخدرات اصبحت ظاهرة شائعة بين الفتيات بسبب ابتعادهن عن وقع المجتمع وشعورهن المستمر بالفراغ والكآبة. وتضيف: ان حياتها تسير بطريقة رتيبة من البيت الى المدرسة ومن المدرسة الى البيت لا اكثر. فتحت عيني على القتل والدمار الذي يحيط بي من كل جانب.
قبل عامين فقدت هاجر ابيها واخيها في عملين ارهابيين منفصلين. وامها هي المعيل الوحيد لها ولاخواتها الثلاث. إذ منذ ان فقدت والدها واخيها اصبح التعاطي هو المتنفس الوحيد لها لنسيان احزانها. وتنتقد هاجر المجتمع الذي تعيش فيه والذي يعتبرها كائن ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية، والرجل هو الوحيد القادر على تحملها.

* ام زيدون تاجرة مخدرات معروفة في بعض مناطق بغداد، والتي تجلبها من ايران تحت مرآى ومسمع من القوات الامنية والبعض من السياسيين، فهم الذين يوفرون لها الحماية.
تقول ام زيدون: ان زبائنها من النساء فقط، وبضاعتها تحقق رواجاً واسعاً. وتضيف لدي المئات من الفتيات اللواتي يتعاطين المخدرات، وهن في ازدياد يوماً بعد آخر، وانا حريصة على اسعادهن!! في ظل ظروف حياتية صعبة.

* الدكتور مشتاق طالب مدير برنامج مكافحة المخدرات في وزارة الصحة قال:
لا توجد ارقام حقيقية وذات مصداقية حول عدد النساء اللواتي يتعاطين المخدرات وذلك يعود الى العادات والتقاليد التي تمنع المجاهرة بمثل هكذا امور حساسة.


* عن صحيفة THE SUN البريطانية