عندما تحض الامثال الشعبية على الحط من قيمة المرأة كأنسانة



بيان بدل
2013 / 6 / 15

الامثال هي نتاج حياة الشعوب اليومية منذ الازل
وهي خير مرآة لثقافة وعادات وتقاليد الشعوب
والامثال لا شك انها قاومت الاندثار كي تصل الينا وبعضها ربما لها مئات السنين من الانشاء ولا شك ان انشاؤها كان بحدث يومي عابر لذلك قيل ان وراء كل مثل قصة وجلها وصلت الينا بالرواية .
وحتما هناك اضعاف الامثال المتداولة بيننا الان قد اندثرت وذهبت مع الايام .
والكثير من الناس تعتقد ان جميع الامثال انما هي درر وحكم بليغة علينا الاستلام بصحتها ومنطقيتها .
ولكن الحقيقة هي غير ذلك فهناك المئات من الامثال التي تتعارض مع حقوق الانسان وكذلك بينها التي تعارض الطبيعة البشرية ، ولكنها نسجت وحافظت على نفسها كونها كانت مقبولة في الايام التي خلت ومثال على تلك الامثال هناك مثل كردي يقول (كجا شه رمين ب شاره كى و كورى شه رمين ب كارةكى) وترجمتها ان البنت الخجولة تساوي في قيمتها مدينة وما فيها والولد الخجول لا يساوي في قيمته اكثر من جدي (صغير الماعز) ، وعند تفتيت المثل اعلاه نجد كيف ان المجتمع كان يحارب الانثى ومن جميع الاتجاهات وكأنه يريدها آلة تستخدم لأغراض محددة فهو يحرض الانثى على التقوقع وعدم المساهمة في الحياة من خلال حضّها على الخجل ، والخجل هنا ووفق زمن صياغة المثل الهدف منه عدم الاختلاط بالمجتمع والاحتشام بالملبس والتخرس وغض البصر عن كل ما حولها ، وفي مجتمعنا الكردي ولسنوات قريبة مضت (وربما لغاية اليوم) فأنه عندما يريد احدهم ان يمتدح فتاة ما فأنه يقول عنها بأنه ليس هناك مخلوق قد رآى شعرة من شعر رأسها او ان احد لم يرى كعب ارجلها ، اذن هذه هي الفكرة .. حجز نصف المجتمع وراء قبضان البيت
ولكن في المقابل كيف ينظر المجتمع الى الذكر من خلال هذا المثل .
المجتمع يرى في (الولد) الخجول انه لا يعادل في قيمته اكثر من (جدي) في هذا تحريض واضح على الانحراف وتوجيه الذكر الى ارتكاب الموبقات كي يثبت في المستقبل رجولته وهناك مثل اخر يقارب هذا التصريح يقول ما معناه ان الرجل هو محلوق الشعر ، بمعنى انه لا يترتب عليه اية مسؤوليات اخلاقية عند مارسته اي فاحشة او منكر لأنه يحلق شعره وكأنه عندما يحلق شعره تسقط مع شعره المتساقط جميع موبقاته .
المجتمع لم يلفت في صياغة هذا المثل الى امر في غاية الاهمية وهو ان موبقات الذكر انما هي على حساب الانثى ، وهذا يظهر جلياً في عمليات غسل العار السيئة الصيت حيث يتم التركيز كلياً على الانثى وعندما يعترض احدهم على ذلك سيكون هناك العشرات من المتطوعين الذين سقولون وهل كان قد اجبرها على ذلك انه ذكر وهي انثى ، وهذا جرم في حق الانثى.
ويجدر الاشارة هنا الى ان الانسان الشرقي من الصعب عليه الانسلاخ عن شرقيته مهما ادعى التحضّر واستوطن في بلاد في الغرب ويظهر هذا في استدراج الكثير من البنات الكرديات من اوربا الى كردستان للفتك بهن غسلاً للعار .
لذلك ارى بانه قد حان الوقت كي نقم بمراجعة تراثنا وتنقيته من الشوائب وكذلك التصدي للأمثال التي تحط من قيمة الانسان وبالاخص المرأة ..