نساء تافيلالت تخضن غمار تجربة العرض



علي بنساعود
2005 / 5 / 13

بين 6 و8 ماي الجاري، نظم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت معرضا محليا لمنتوجات النساء القرويات بالرشيدية.

المعرض الذي ساهمت فيه زهاء ستين جمعية محلية عاملة في مجال تنمية المرأة القروية، لقي إقبالا جماهيريا غير مسبوق، ودفع بالنساء القرويات إلى الخروج من قصورهن- قراهن وخوض غمار تجربة عرض منتوجاتهن التي ظلت، حتى الأمس القريب، حبيسة القصور والقرى، ومواجهة الجمهور والزبناء، والاحتكاك بتجارب أخرى لتحسين الخبرة، والبحث عن أسواق في أفق النهوض بالمرأة وبمستواها السوسيو- اقتصادي.

المعرض أبرز الغنى الثقافي للمنطقة، وكشف عن جهود جبارة تبذل في الميدان: في الواحات والسهول وأعالي الجبال...، بعيدا عن الأضواء وثرثرة الصالونات. لذلك لم يكن غريبا أن يدعو أحد المسؤولين إلى تحويله إلى "متحف متنقل دائم"، كما لم يكن مفاجئا أن تعبر مختلف الفعاليات، التي استطلعنا آراءها، عن استحسانها للمبادرة باعتبارها مكسبا ينبغي تحصينه في أفق ترسيخه وتطويره.

وهكذا مثلا، فقد حرصت "عائشة همورى" رئيسة جمعية أمغى بملاعب، على تثمين المعرض باعتباره "فرصة لإبراز طاقات النساء ومؤهلاتهن"، أما "لطيفة بورزيم" من شبكة الجمعيات التنموية لواحات الجنوب الشرقي فأضافت "أنه مكن الإطارات المشاركة من التعارف والاحتكاك وإبراز مؤهلات المرأة القروية والنسيج الجمعوي بالإقليم"، بينما اعتبرت "حفيظة الفريندي" عضو مكتب جمعية عدي أوزنو من قصر تاعرابت، أن "الإيجابي في هذه المبادرة هو أن من شأنها خلق منافسة شريفة بين الجمعيات، وتغيير الرؤية والتمثلات السائدة عن المرأة والجمعية". ولعل خلفية المنافسة هذه هي ما حدا بالمنظمين إلى تخصيص جوائز تشجيعية للأروقة العشرة الأولى.

وإلى ما سبق، أضافت السيدة "فاطمة جري" المهندسة المكلفة بتنمية المرأة القروية بمكتب الاستثمار الفلاحي لتافيلالت، أن ما أثارها في المعرض، رغم نقص الإمكانيات، هو أنه كشف عن "خبرة محلية فاقت التوقعات...، وجدد ثقة القرويات بأنفسهن، وبعث حركية على مستوى المدينة والقصور وخلق رواجا اقتصاديا". نفس المعنية أضافت أن "من شأن هذا المعرض تغيير النظرة... للمرأة القروية" لذلك، فقد دعت إلى تكراره والانتقال به إلى فضاءات أرحب وطنيا ودوليا، "على أساس أن يتحمل المجتمع المدني مسؤوليته في التنظيم..."
أما المرشدة الفلاحية "بشرى التهامي القادري"، فرغم النقص الذي سجلته في حراسة المعرض والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، اعتبرت أن "من شأن هذا المعرض، الذي خلق متنفسا للساكنة، أن يعطي دفعة قوية لمختلف الجمعيات بالإقليم" دون أن تفوتها الدعوة إلى جعله "تقليدا سنويا، وتمديد مدته لتصبح أسبوعا على الأقل، على أن يتم إشهاره وبرمجته في الجولات السياحية الداخلية والخارجية"

وعلى هامش هذا المعرض، نظمت المناظرة المحلية الرابعة حول العمل الجمعوي تحت شعار "من أجل تنمية قروية مندمجة" شاركت فيها مائتا جمعية، واستهدفت تنمية الشراكة، وتحسيس الجمعيات المحلية بأهمية استثمار خبرات النساء القرويات ومؤهلاتهن من أجل إنجاز مشاريع لفائدة هذه الشريحة لضمان تنمية قروية مندمجة ومستديمة... كما قدم عرض حول القروض الصغرى، ووقعت اتفاقيات شراكة لانطلاق "برنامج الإدماج الاقتصادي لأحواض غريس وزيز وكير".

للإشارة، فإن عدد الجمعيات التنموية بإقليم الرشيدية بلغ، حسب آخر الإحصائيات: 386 جمعية أكثر من 90% منها تأسس خلال الخمس سنوات الأخيرة، وهو ما يوضح الدور المتنامي للمجتمع المدني بهذه الربوع، والمهام الجسيمة التي يضطلع بها.

هذا، ولا يفوتنا أن نسجل الغياب التام والمطلق للمنتخبين، كبارا وصغارا، عن هذه التظاهرة، بل إن بلدية الرشيدية رفضت حتى المساهمة بكهربة المعرض!!!