مَن قال بأن المرأة عور ؟؟



نيسان سمو الهوزي
2013 / 8 / 14

مَن قال بأن المرأة عور ؟؟
هل فعلاً المرأة عور وحوض السمك وعار على المجتمع وهل الرجل افضل منها ومَن يحدد ذلك ؟؟
اهلاً بكم في برنامجكم ( الإضاءات ) وهذه الإضاءة ستنورها لنا ضيفتنا الجميلة الفنانة المبدعة والرائعة والرشيقة ( واكثر من ذلك ) هيفاء وهبي .. في البدأ سيدتي يتزوجونكم ويطلقونكم بسرعة البرق فهل هذا لأنكم عور او حوض للسباحة او ( للسمك ، كما يقولون ) او لأنكم حوض التخصيب والتلقيح المؤقت كما يُسميكم البعض الآخر .. تفضلي ، بالعربية رجاءاً وهل تعلمت الكوردية !!
بصراحة هذا الموضوع مرعب وفيه تناقضات وأكاذيب وخرافات ظهرت وتولدت بظهور الاختلافات بين الجنسين عبر التاريخ السحيق ، وكذلك وبحسب الظروف التي مرّ بها الانسان والبشرية بصورة عامة عبر مراحل تطوره القديمة وصولاً الى يومنا هذا ( البعض لازال في الطور الاولي ) .
لا يمكن اختزال او تحليل دور المرأة وجذورها عبر التاريخ في كلمة او كِتاب او حتى ( فضائية ) وكل ما يتم تداوله هي اجتهادات وتحليلات فردية اكثر مما هي حقائق علمية . فليس لأحدهم العلم اليقين بالفترة التي بدأت تتطور الكائنات وتتحول في طفراتها الى كائنات عاقلة . فلا علم حقيقي بالنوعية الجنسية القردية التي بدأت تتطور قبل الآخرى ولا دراية في ايهما كان السباق وقاد الآخر عبر التاريخ السحيق وهذا الذي لا يهمنا هنا وليس بموضوعنا ولكن الذي نعلمه جيدا هو الفرق بين الكروموزومات الأنثوية والذكرية ( الاكس والكس واي ) وهذا الذي جعل ان تسمى المرأة بالعور ( لاحقا ) بالإضافة الى بعض الفروقات الهرمونية والتي تعطي بعض الصفات الخاصة والمختلفة لكل من الجنسيين وبعض الفروقات في نوعية الأعضاء التكاثرية وكذلك موقعها ..
فهذا الاختلاف في الأعضاء التناسلية للرجل ( والذي استخدهما للتكاثر ) وموقعها جعل وضعية الجنس الخشن افصل واكثر اهمية بقليل عن الجنس اللطيف ( بنظر الحاقدين طبعاً ) وحتى هذه الوضعية لم يبقى لها الاثر الكبير بعد ( الشبكة العنكبوسكسية والثورة الخلاعية ) . فالوضعية التكاثرية والتضاجعية اوالتلقيحية سحب معه وعبر ملايين السنين النظرة الفوقية للذكر بالرغم من ان الانثى تقوم بنفس الادوار ولكن من وضع مختلف ولعمر القضية السحيق سوف لا نستطيع ان نخوض في تلك المستنقعات والوضعيات المختلفة ( الآن حتى تلك الوضعية اصبحت مقلوبة وغير مهمة ) وبسبب واختصاراً للرحلة تلك الوضعية والحمل والولادة وفترة النقاهة بعد الوضع والرضاعة والطمث والعناية بالمولود وغيرها جعل الرجل يخرج الى البرية والانثى ترعى شؤون الطفل والبيت فتكشلت نظرة العور ووصلت الى وقتنا هذا ( عند القسم طبعاً ) ..
ومما زاد الطين بلّه هو تأكيد بعض الكتب على ذلك العور والحوض التفقيسي . فقد عمقت تلك الاوهام النظرة الدونية في مخيخ ذلك الكائن حتى بدأ الامر وكأنه مقدس وإلهي ( طبعاً الرب سوف لا يصف المرأة التي خلقها بالعور او حوض السمك ) !! ولكن تمّ استغلال تلك الاوهام لتوهيم المرأة بذلك وايضاً لأغراض دونية فردية ، ولكن هناك بعض الكتب الاخرى تشيد بدور المرأة وتكون فيها نصف المجتمع الآخر ونصف المكمل للرجل ولا فرق بين الاثنين لا بل يزداد في احيان اخرى دور الانثى على الذكر ولا يوجد فيها اي دونية او حقارة للجنس اللطيف .وهذا يؤكدو لنا بأن الدونية والعور التي نحن بصدده ليس إلهياً بل ارضياً .( اعلم لقد طولناها ولكننا اختصرنا اكثر من سبعة ملايين سنة في صفحة واحدة ).
لنعود الى الوضع الآني للأنثى ، ففي كل العالم الحر والمتقدم ( الغير المعقد والحاقد ) للمرأة نفس دور ومكانة الرجل ، وتقوم بما يقوم به الذكر وفي كافة المجالات سياسية كانت ، اجتماعية ، رياضية ، تجارية ، قتالية ، حياتية ، علمية ، مهنية ، تسويقية ، عاملة ، موظفة ، وفي كل المجالات الاخرى بالإضافة الى وظيفتها التربوية والبيتية في التنظيف والترتيب والتطعيم بالإضافة الى التطعيم الجنسي للذكر ومع هذا يعتبر نفسه افضل من العور ( ياريت لو الذكر يصل الى مستوى العور ) ؟.
وإذا ما قارنا هيكلية المرأة بالرجل لنجد هناك فرق كبير بين جمالية الأنثى وبين خشونة الذكر . فهناك فرق كبير بين جسم الرجل المشعر بشعيرات عنكبوتية وبين جسم اللبوة والتي لا يمكن وصفه او رسمه ولا حتى من قبل افضل فناني العالم ( ومع هذا يقولون عنها عور ! شنو العور ).. فقد اعتمدوا على التخلف العلمي والكتابي في تلك التسمية ، فعندما كان الرجل ( عور ) عاقر ولا يملك تلك الحيامن للتلقيح والتخصيب كان اللوم ينعكس على المرأة بسبب عدم استيعاب عقورية الرجل . فبمجرد تخصيب الرجل للمرأة كان ينتهي دوره والباق يقع على عاتق المرأة من عدم الانجاب او الانجاب المتكرر لنفس الجنس ( والذي اثبت العلم بأن الرجل هو المسؤول عن نوعية الجنس وليس المرأة ) فهو الذي يحمل كروموزوم الذكر والانثى وليس العكس ( مسألة مهمة يجب إدراكها ) وكذلك التأخير في الانجاب وغيرها من الامور والتي عانت وتحملت المرأة وعبر التاريخ تبعاته وقساوته دون الحق في ذلك ودون ان يكون لها اي شأن في تلك الحالات ( لا ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بختنها حتى تغدو فعلاً عور ) .. وبهذين المثالين البسيطين سنتوقف ونقول بهذا الاسلوب التخلفي تمّ الحكم على ذلك المخلوق الجميل وتم معاقبته عبر التاريخ والى يومنا هذا وعلى هذا الأساس تمّ تسميتها بالعور ( بدأت في الآونة الاخيرة تحصل على رخصة القيادة في بعض الدول ولكن بوجود ولي امرها بجانبها ولا تحتاج الى النظارات الشمسية لأنهن محميات بواقيات ضد الشمس ) . الحمد لك ربي .
اما مسألة خلقها من ضلع الذكر فهي قضية اخرى وبما ان الانسان وجد لأكثر من ملايين السنين وبما انه مرّ بمراحل حيوانية لملايين السنين فلا اعتقد سيخلق الرب انثى من ضلع ذكر وهو لا زال في طور الحيوان .. فإذا كانت المرأة المخلوقة من ضلع الرجل وهي عور فيكون الذكر ( ابو العور ) غلطان معاكم او مُقَصّر ؟؟..
شكراً يا هيفا الرقيقة والله وبقبر زهير الحبشي والكليب بن الخفزدقي لا يمكن لنا ان نصفك بالعور ونحن من ضلعك وعوّر اولاد العور .. شكراً يجب عليك ان تتعلمي الكوردي لأنك ستحتاجينها يا هفوتي ..
لم يبقى إلا ان نقول :
المرأة أحلى هدية خص بها الله الرجل .... بلا عور ولا عارة ولا هم يحزنون ..
لا ننسى تذكيركم ب : لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ... !! نيسان سمو ..