حريتي و ديني صراع أبدي



خديجة درار
2013 / 8 / 25

عدد قصائدي كعدد دقائق عمري بأكمله ألام كثيرا على ما أنا عليه أخاف فرقة الأخلاء بعد البوح و أخاف عذاب ضميري ان ألقيت بتلك اللعنات في خابية حينها أمسي منهكة القوى أمام عقلي................ على وسادة الموت الصغرى خلال السواد الذي لا يراه أحد غيري يأتيني ندس في أذني يسائلني كما في كل ليلة تمضي فتزداد دقات قلبي لأسمعها كنواقيس القلاع العتيقة وأقوم لأن صدري قد حرج و لم أعد أستطيع التنفس ,ما الذي يحدث لي ؟ ذلك اللئيم لم يفارقني فأدركت بأني في حاجة لمن ينصت معي لهذا الضالع ,هو مني و أنا منه فكرت مرات عديدة بأن أتجاهله لكن كيف لي أن أتجاهل عقلي الذي لم أعد أستطيع السيطرة عليه فهو يعيش زمنا من المخمصة لعدم اقتناعه .مضى شوط من عمري و أنا لازلت أفكر و في كل مرحلة منه تزداد تساؤلاتي صعوبة طبعا كنت أبحث عن مجيب في كل مرة لكن تفكيري يقودني دائما للإصغاء لأطراف عديدة و كأني أقف على سلم عددي ثابتة منذ بداياتي على نقطة الصفر الاتجاه السالب بالنسبة لي هو نفسه الموجب ,عندما ولدت وضعني والدي على رقم من ذلك السلم و انتظرا تقدمي و لكنهما فوجئا كثيرا بتراجعي المفاجئ الى نقطة الصفر ثم أدركا أني انسانة لا تتقبل ان لم تقتنع . لم أظهر للناس هذا الجانب مني لأني أعلم أنه لا أحد منهم يفكر بهذه الطريقة الكل يعاني التبعية يسجد و لا يدري لماذا يسجد ؟ يسجد فقط لأنه رأى أبويه يسجدان لا ريب في ذلك لأنهما وضعاه على رقم ما في السلم و لأنه لم يفكر مضى كما مضيا يعيش نوعا من المسلمات و يعاني عقما فكريا ,صحيح أن العيش في شك متواصل يسبب تعاسة كبيرة لكني أفضل أن أعيش التعاسة على أن أقتل تفكيري لأني أعلم أنه يوم أدرك شمس الحقيقة اما أن أسجد لرب محمد سجدة واحدة ملئها حب و اشتياق توازي سجداتهم الباردة أو سجدة حرة تقديسا لربي الذي أدركته وما أتمناه فعلا أن أدركه قبل أن تذهب أنفاسي فالتسويف لا ينفع و قد يؤدي الى الردى لازلت مزمعة على ايجادها رغم محاولاتهم لمنعي .
تفكيري السرمدي المتطاول كما وصف لا يزال غارقا في عاصفة الشك ,لا أدري من أين أتيت بهذه التساؤلات و أنا في سن مبكرة جدا من عمري عندما يجيبونني أنتقدهم فيعجزون عن التوضيح يحدقون بشكل مخيف و يقولون بصوت منخفض :أصمت سوف يحرقك الله و بطبيعتي البريئة ألزم الصمت و تمتلئ محياي بتضاريس الخوف و يبقى سؤالي مطروحا في سجل ذكرياتي. لا علاقة لهذا التفكير الحر بطبيعة الوسط الذي أحيا فيه لأني استنتجت منذ زمن طويل أن الانسان في مجتمعي قد تاه بتبعيته و عقمه الفكري و من أستمع اليهم للإجابة عن تساؤلاتي هم بدورهم اتبعوا ما وجدوا عليه فبحثوا و للأسف بحثهم كان ضيق الأفاق و لم يأتوا إلا بما يخدم تبعيتهم و هذا مطبق على جميع المفكرين لهذا لم أستطع الانحراف عن الدائرة المرعبة و أصنع زاوية عن قناعة و أستقر فيها ولكوني امرأة تساؤلي الأعظم كان دائما هل الدين الاسلامي هو حرية بالنسبة لي أم حرية تقاس بطول سلاسل القيود حول عنقي ؟أحسست في وقت ما أن ديني في مجتمعي ليس نتاج ايمان كما يدعون انما هو نتاج عادة متوارثة أبا عن جد و الخروج عن خط هذه العادة يمثل انحرافا و ليس تحررا ,ان الرجل في الدين الاسلامي يكاد يكون حرا طليقا بالمقارنة مع المرأة التي توصف بأنها ضعيفة الايمان كيف لا أضعف و ضعفي ناتج عن كبت حريتي الشخصية و الجنسية و تحديد مسؤولياتي الاجتماعية و نحر قدراتي العقلية بدليل أني شهوة بقدمين للرجل و أني عورة وجب على مجتمعي سترها
ففي سن مبكرة وجب علي ارتداء الحجاب ليس لأنه بند من بنود الدين الاسلامي و انما لأنه عادة متوارثة و تبعية بحثة لما وجدت عليه والدتي فكما توجد جوانب فاتنة للمرأة يوجد أيضا جوانب فاتنة للرجل كان من الممكن تقييد الرجل كما قيدت المرأة لكن الدين الاسلامي لم ينجح في صنع التوازن بينهما. ثقل شأن الرجل في كفة ذلك الميزان و انخفض فارتفعت كفة المرأة و لم تعد قادرة على رفع كفة الرجل لكن الرجل المعاصر بدأ منذ التفتح الفكري برمي تلك البنود التي تقيد المرأة الواحد تلو الأخر من كفته فارتفع اليها و استطاعت المرأة بذلك أن تراه في الطرف المقابل ,ان ما تعيشه المرأة من حرية وسط هذه الفوضى الدينية ليس حرية صنعها لها هذا الدين انما هي خرق مباشر لبنوده في اطار ما يخدم مصالحها و مصالح العالم المعاصر و ستزداد هذه الحرية اتساعا بعد سنوات من الزمن حينها لن يكون هنالك أثر للدين الاسلامي في حياة المرأة و الرجل و سنستنتج أن ما عاشه كلا الطرفين في الزمن القديم لم يكن إلا تعصبا من طرف أجدادنا كانت ضحيته المرأة و كان السفاح في عينها الرجل فلو كان هذا الدين يضمن الحرية لها و يرفع قيمة المساواة بين الجنسين لما فكرت المرأة باختراق البنود و ضربها عرض الحائط بتشجيع و دعم من الرجل نفسه فبين الرجل و المرأة و التفتح الفكري حلقة مستديمة مركزها الاسلام كلما اكتسب الرجل ثقافة معاصرة بطابع مستقل حر يدفع بدوره المرأة الى المضي قدما و هكذا تزداد الحلقة اتساعا و يبتعدا عن المركز .
بين الفينة و الأخرى تأتيني أجوبة عن تساؤلاتي تكاد تميل الى الفلسفة البحثة من طرف النقاد لم يسبق لأحدهم أن أتى ببند حرفي يجيز للمرأة المعاصرة ما تريده بل يختارون الاتيان بالحكمة من تقييدها ,ألف كتاب أقرأه و ملايين الاجابات المتناقضة تتصارع داخلي و الكثير من النقاد يهاجمونني من جميع الجهات و لأنهم من العالم الذكوري اكتفوا بترديد عبارات حفظتها عن ظهر قلب (لا يجوز لك ,غير ممكن ,ذلك محرم ,فرض عليك ذلك ,الجحيم ,الحساب ,ضعف الايمان )لا تزال نساء الأمة المحمدية في عالم ثالث غير العالم الثالث عالم يجتمع فيه الموت و الريشة البيضاء والصحيفة الصفراء لم يجدن حبرا يخطن به نسائم الحرية فمنهن من لا تعلم من تكون و ما هي غايتها و لا تأبه لذلك تعيش يوما كيوم و غدا كغد وفي انتظار فجر جديد يكتفين فقط بشراء العبودية و دفع الثمن .