الحقيقة المأساوية



سامح محمد
2013 / 9 / 20

نعم انها تلك الحقيقة المأساوية التى نحيها نحن الباحثين عن الحرية و بصورة يومية و ذلك حين تعيش فى مجتمع يقدس من يطعمه و يحب من يستبيه و يوعده بالغفران و كان الله سبحانه (حاش و كلا ) قد فوض له الامر بذلك . فالحب من أجمل المشاعر التى أنعم الله علينا بها بل و نزهها عن غيرها فجعلها رابطة لتحقيق صلة الارحام و حماها بتحريم الفواحش و الانسياق وراء الشهوات وذلك لكى تظل نقية صافية تشبع الذات الانسانية بالحياه و تحميها من الكراهية .

قصتى تبدأ منذ رؤيتى لها هى ليست بالجميلة الفتانة ولا القبيحة المنفرة و لكنها هى الانسان المتحمل للمصاعب أو هكذا هى أظهرت لتخفى ضعف الانثى الذى بالفطرة هو موجود فيها ، بالنسبة لى فاننى قد تنازلت عن كبريائى و قررت خوض المغامرة معها و لكننى لا يمكننى ان اتنازل و بسهولة عن فلسفتى و افكارى التى منحتنى القدرة على العيش منذ بداية اتخاذ طريق التفكر منذ عشرة سنوات مضت ، و لهذا قررت أن ابدأ مغامرتى معها بعرض لافكارى و بصورة واضحة و تحملى لسخافات كل من حولى بل و النضال من أجل بناء ذاتى و ان كان الطريق الذى أنا فيه لم يكن من ضمن خططى المستقبلية لارساء قواعد حياتى التى بها سأعيش و أنفى تاركا خلفى كل ذلك الظلام الموحش المنسق بنور الشمس و المعروف بدار الدنيا ذلك دون تفكير عما سيأول له الحال فى الدار الاخرة .

الا انها و للاسف لم أجد منها سوى استحباب العبودية فرفضت كل فكرة عن الحرية بل دافعت عن وضعها المرثى له داخل مجتمعنا كأنثى ضاربة بذلك كافة مبادئها التى أعتقد أنها تناضل من أجل تحقيقها ، فكانت تستغل قربى لها للاستفادة فقط مما انعم الله على بخبرة بسيطة جدا فى مجال عملى فهى تفعل مثلما تفعل الجوارى اقصد النساء فى مجتمعنا بالتملق للرجل بصورة تظهر ضعفها على طريقة ظل رجل ولا ظل حائط ، كما انها لا تأنف عن مجابهتى متملقة بالدين و الذى لا تعلم عنه شيئا فانا كنت ما احاول ان اصله لها ان الله سبحانه لا يراها مفعولا بها و لكنه يراها انسان كامل له ماله و عليه ما عليه و أن اى قائل بغير هذا ليس سوى مهرطقا لا يعلم من دين الله شيئا و لا يرغب سوى أن يعيش حياة سلاطين بنى عباس دون النظر لاحتياجات الشعوب و دون استرقاق السمع لصراخها طالبة بتحقيق الحرية و العدالة .

فتلك المفعول بها ( هكذا أصبحت فى نظرى ) لم ترى من عشقى لها سوى الشهوة و اننى احاول التملق اليها و كأننى مراهق بالصف الثانوى رغبت بالكلام معها و قد فعلت و لمحت لها تلميحا لشاب عاقلا لا يعرف العبث أهتممت بأمرها فلم أجد منها سوى الضجر و المجابهة أعتقد فى البداية انها تسير على خطى مجتمعنا يجب اولا الذهاب للنخاس ( والدها ) و طلبها منه و أن يقوم هذا الاخير بوضع الثمن المناسب و التأمين المناسب حتى يطمئن صاحب السلعة على بضاعته و انه ستحى حياة الآمة التى انجبت من سيدها دون الاخذ فى الاعتبار ان ذلك زواجا غرضه اثراء المجتمع بافراد يكون لهم دورا فى تنميته و أن غايته للاستقرار لكلا الطرفين و للبعد عن الفواحش و اججتنابها .
فما كان أمامى سوى اعلان انتفاضة بسيطة أوضح فيها أننى ضد التابوهات الاجتماعية و أننى ارغبها حرة لا ذليلة فما كان أمامها سوى السخرية منضمة للاخريين من الزملاء و الصاق تهمة اننى اتعنت لرأى و أننى من أصحاب لعبة ( اللف و الدوران ) و غير جاد فيما أدعى منها .

الغريب انه أثناء استمرار تلك العلاقة كنت تلك المتملقة للعفاف تتملق للزملاء أحيانا و كانت تخطىء القول حين تكشف عن سر من حياتها أثناء الجامعة و خروجها هى و زميلاتها مع زملائهم الذكور مستمتعين بجمال كرنيش النيل و خاصة كرنيش المعادى و المعروف بأكبر تجمع للعاشقين و المتملقين للعشق هناك .
الغريب ان كل هذا لم يفرق معى فأنا لا يمكننى محاسبة انسان على حياته السابقة كما ان ذلك شائعا بين الفتيان و الفتايات فبعد مرحلة الثانوية العامة و التى تعد من اهم مراحل التكوين و التى يدمرها مجتمعنا ( بعفريت ) الثانوية العامة كمرحلة حاسمة فى حياة الفرد هنا مما يترتب عليه خلق مواطن ذو نفسية مشوهة ضائعة لا تعرف اينما تذهب و اينما تريد مما يخلق تلك الشخصية الازدواجية المميزة لحياتنا فيقوم الفرد باتخاذ طريق الابواب الخلفية مما يفقد معه امكانية حل الامور و معرفة الحلول و الضعف فى مواجهة المشكلات .

المهم أننى شعرت اننى قد أضغيت بعض الشىء و كان و لابد من اعادة و ضع أسس كثيرة لعلاقتنا و قررت حينها الكلام من جديد ففوجئت بتصرفها الشبيه بل المقتبس تماما من تصرف الجوارى فتنكر حقيقة ما بيننا و تتهمنى بالمراهقة و اننى تعديت حدودى معها ( لا أعرف كيف ) بل و أصبحت تنزوى منى و تبتعد و كأننى غريب عنها ذلك التصرف التى تربت عليه جوارينا فازداد الامر سوء و خرج من بين الرجال أشباه الرجال كالمتحرش و الجاهل و المتسلط و غيرها مما نراه من واقع حياتنا اليومية ، الامر الذى جعلنى أتخذت قرارا و هو اننى لم و لن أعشق جارية مرة أخرى و ان عشت حياتى كلها أعذرا و لن أومن بالحب داخل مجتمع لا يعرف سوى الكراهية و لا يعلم سواها لاولاده و بناته بل و يصنع المقدسات بأسمها فهل من الممكن حقا ممارسة فعل الحب داخل مجتمع يؤمن بالكراهية المقدسة .

و أخيرا فأننى ادعوا كل شاب مؤمن بالحرية و بالعقلانية و يرى ان ذلك هو المتمم للايمان بالله سبحانه بجانب اركان الدين و الايمان التى علمها لنا رسول الله صلوات الله علية و تسليمه .. أن يتيقظ جيدا و ان يعى أنه لا يجوز له أن يحب جارية فالناس مقامات هكذا خلقنا .