المرأة وتحدياتها



حيدر ناشي آل دبس
2013 / 9 / 25

المرأة وتحدياتها
حيدر ناشي آل دبس
ان الحديث عن المرأة الشرقية عموماً والعراقية خصوصاً ذو شجون ، حيث الازدراء المستمر لها وتحجيمها وتهميشها عن ممارسة حقوقها الطبيعية ، فضعف مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية أدت الى اختلالات واضحة في البناء الاجتماعي ، والانفراد الذي اخذه الرجل على عاتقه في اتخاذ القرارات الحياتية بشكل عام بوتق المرأة وجعلها كائن مسلوب الارادة ليس له دور مؤثر في الحياة العامة ، فمستويات تعليم المرأة متدنية جداً وذلك نابع من عدم السماح لها بأكمال دراستها او عدم تلقيها التعليم منذ البدء واعتبارها خلقت للانجاب والخدمة المنزلية لاغير ، مما اثر على بنية تفكيرها ونظرتها الى الحياة ، فنجدها تعزو اغلب الظواهر الطبيعية والاجتماعية الى تفسيرات اسطورية غيبية مبتعدةٍ عن التفكير العلمي الذي لم تحصل عليه مثلما ذكرنا اعلاه ، معتمدةٍ على تحليلات واستنباطات المراكز والمؤسسات التي يضيرها نهوض المرأة واستقلالية رأيها وعلمية طرحها ، فالرؤى والافكار التي تبثها القوى المحافظة التقليدية ( الدينية تحديداً ) وتروج لها بأستخدام اساليب الترغيب والترهيب ، وكذلك المقاييس التي وضعوها والتي يحددوا من خلالها عفة المرأة هي عار على الفكر الانساني ، فقوى الاسلام السياسي وهي صاحبة الحضور الاكبر من بين القوى المحافظة ، استطاعت وللاسف الشديد من ابعاد المرأة عن الدخول في مجريات الواقع المعاش ومشاركتها به ، معتمدين في ذلك على تفسيرات وتأويلات للدين الاسلامي غير صحيحة انتهجوها كي تخدم مصالحهم وتبقي الوضع الراهن على ما هو عليه غير عابئة بالتطورات السياسية والاجتماعية والعلمية التي طرأت على المجتمع الغربي والذي كان للمرأة الدور الكبير في وصول هذه الانجازات الى مستويات عالية من التقدم والرقي خدمت المجتمع البشري بشكل عام ، وما سبب هذه النجاحات الآ وهو النضالات الكبيرة التي خاضتها المرأة الغربية وعلى مختلف الجوانب والاتجاهات في سبيل انتزاع حقوقها وتثبيتها ، واخذ دور فاعل في الممارسة السياسية والاجتماعية ، وكذلك استطاعت وعبر اساليب وطرق ناجعة من دحض الافكار التي حاولت المؤسسة الدينية ترسيخها وبيان خطل ادعاءتهم في انها لا تمتلك المقومات التي تمكنها في اخذ زمام المبادرة في عملية نهوض الفكر الانساني ، اذاً نحن الان امام تحدٍ نواجه فيه هذه الموجة من الافكار والسلوكيات البالية والتي لا تتوائم مع روح العصر ، تحدٍ يحتاج الى تظافر وتكاتف جهود القوى الديمقراطية المدنية التي تؤمن بقدرات المرأة وامكانياتها في التغيير ، تحدٍ يفرض علينا ايجاد طرق ووسائل تنمي قدرات المرأة ويعزز مشاركتها الفاعلة في المضامير التي يمكن للمرأة ان تبدع فيها ، تحدٍ يحتم علينا الوقوف بوجه القوى المحافظة ذات الافكار الجامدة المتحجرة وطرح البدائل المرتكزة على التفكير العلمي الانساني العصري الذي يقّوم المرأة ويعطيها الثقة بنفسها وقدرتها على خلق الفارق والحد من التخلخل الاجتماعي الواضح والمستمر ومحاولة تقليص آثاره السلبية ، والذي كان سببه ابعاد المرأة عن المشاركة المجتمعية وتحّمل مسؤولية النهوض بالعقل الجمعي بجانب زميلها الرجل والذي كان من الفترض ان يشعر بأهمية وجودها وفاعليتها وان لا يغمط حقها الطبيعي ، اذاً نحن الان وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق المعاصر حيث سيطرة قوى الاسلام السياسي على الواقع السياسي والاجتماعي امام مهمة شاقة تتطلب منا الوقوف صفاً واحداً مع المرأة وحقوقها ووجودها والدفاع عنها بشتى الطرق السلمي التي تضمن استرجاع حقوقها المسلوبة ، مهمة يجب على القوى الديمقراطية المدنية ان تبذل فيها الجهود الكبيرة ، والعمل على استنهاض المرأة وزرع الثقة بنفسها وتحريكها وتشجيعها للتصدي لكل الاساليب والوسائل التي تريد ان تخلق منها كائن هامشي ، لنتحرك ايتها الديمقراطيات ايها الديمقراطيون ، ايتها المدنيات ايها