نساء السودان عصيات على التركيع.



خديجة الدويحى
2013 / 10 / 7

منذ أن اتت مايسمى بالجبهة الاسلامية بانقلابها المشؤوم على الديمقراطية فى السودان،واغتصابها للسلطة فى 30يونيو 1989،وسيطرتها بالقوة على ذمام الامور فى البلاد ،فقامت بمصادرة كافة الحقوق والحريات ،وأنتهجت سياسة البطش والتنكيل تجاه كافة قطاعات الشعب فلم ينجو احد من سياساتهم الا حفنة من الموالين/المواليات لهم/ن. فكان للنساء النصيب الاكبر على مدى ربع قرن من حكم النظام الشمولى –الديكتاتورى ، فلم يتوانى هذا النظام وازياله لحظة واحدة من استخدام كافة اساليب البطش والطغيان تجاه النساء للحد من حراكهن وطمث هويتهن النضالية ذات الجذورالعميقة. فوؤدهن بسن القوانين والتشريعات التى تبنى فلسفتهاعلى التمييزواضطهاد النساء (قانون الاحوال الشخصية-النظام العام وغيرها من القوانين المذلةوالمهينة). فقامو بفصلهن وتشريدهن من العمل باسم الصالح العام ومنعهن من مزاولة بعض المهن ،وفرض عليهن ارتداء الحجاب بالقوة،وسلطت عليهن سهام الذل والهوان بتشريدهن-وقتلهن –واغتصابهن- بسبب ويلات الحرب التى ارغمنا على دفع فاتورتها باهظة الثمن، فاصبحت الالاف النساء منذ حرب الجنوب قبل الانفصال ،ودارفور،شرق السودان ،جنوب كردفان ،النيل الازرق فاقدت للماوى وفلذات الاكباد ،والازواج ،والاهل فظلننا يعشنا فى الم وانين ولم تقتصر معاناتهن عند هذا الحد بل قاموا بمحاربتهن فى كسب لقمة العيش بفرض الضرائب والجبيات على بائعات الاطعمة والشاى والبائعات الاخريات بتظيم حملات مطاردة حتى راحت ضحيتها (نادية صابون) ،وجلدهن بسياط مايسمى بالنظام العام ،ومحاكمتهن بمواد وهمية لاتساوى ثمن الحبر الذى كتبت به، والتحرش بهن ،،ومضايقة الطالبات وتقييد حريتهن،وملاحقة الناشطات واعتقالهن وتعذبيهن وسجنهن. بل عملوا على تغيب وعي النساء وتجهليهن عن طريق وسائل الاعلام وبفتاوى تصدرها هيئة مايسمى بهيئة علماء السودان (جهلاء السلطان) اللذين لايتعدا تفكيرهم القاصراجهزة المرأة التناسليةونظرتهم الدونية للمرأة واعتبارها وعاء للاستمتاع والتناسل وناقصة عقل ودين ،واستخدامه للاتحاد المرأة السودانية الذى يحاول تجميع النساء حوله لتمرير خطوط النظام. وتنصل الدولة من مسؤوليتها تجاه النساء بتقديم الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وغيرها من خدمات اخرى حتى وصلت نسبة الامية وسط النساء فى السودان 72% ،وارتفاع نسبة الوفيات بين الامهات،وتدنى الرعاية الصحية الاوليةوانتشار زواج الطفلات،وغيره من الاشكالات الاخرى. فكل ماحدث ويحدث الان طيلة ربع قرن من ارهاب وانتهاك للحقوق للنساء واذلال واهانة لكرامتهن لم يكن بمحض الصدفة بل هو فعل منظم ومرتب له من قبل النظام وازياله وهدفه الاساسى هوتركيع وارجاع النساء الى حوش الحريم. فعلى النظام وازياله ان يعرفوا تماماً ان حفيدات الكنداكة اماني شخيتو،والسلطانة مندى ،هن عصيات على التركيع والاذل ،فمسيرتهن النضالية تشهد لهن بذلك ،وأن الاعتقال والملاحقة والاساءة لن تثنيهن عن مسيرتهن. وكما قالت الاستاذة :فاطمة القدال فى قصيدتها:التى تقول فى مطلعها: كلنا نحن النساء ،نحن فى قلب الحياة ....نصنع التاريخ مجداً وضياء ...من أجل انسان جديد..