استعباد النساء 5



سامح سليمان
2013 / 10 / 8

إن المرأه كثيراً جداً ما تتزوج لا لسبب إلا لأن مجتمعاتنا قد روجت لفكره خزعبليه شديدة الضرر وهى حتمية الزواج وقدريته، وخلقت أرتباط شرطى حتمى بين أرتباطها برجل وحصول كيانها على القيمه،فالمرأه قيمتها مكتسبه وليست ذاتيه، وتعلوا قيمتها بأنجابها فهى مجرد رحم تختلف قيمته بأختلاف درجه الخصوبه ونوع المنتج،فالمنجبه للذكور أفضل من التى تنجب الأناث. ولكى تنطلى هذة الخدعه تم ربط الزواج والأنجاب بالعديد من الطقوس المبهجه كأطلاق الزغاريد وتلقى التهانى،والكرنفال الهزلى المدعوا "السبوع"، وتخصيص يوم كعيد للأم، والتأكيد المكثف على المكافأه التى ستحصل عليها بعد وفاتها، وتحقير من لم تتزوج ونعتها بالعانس، وتأويل المؤسسات الدينيه للعديد من النصوص لخدمه هذة الفكرة التى ظاهرها الرحمه وباطنها العذاب، والتى تهدف لأختزال المرأه لكائن قد وجد لخدمة الرجل وأمتاعه، ووعاء لأفراغ شهوته وأستثمار منيه، وتقزيمها وحرمانها من القوه الفكريه والنفسيه والأقتصاديه التى تمكنها من أدارة حياتها والأستقلال وأقتناص المساواه والنديه مع الرجل، وحرمانه من مركزيته كسيد وأله يملك أمكانية تقرير مصيرها.وأيضاً تتزوج لتأكيد وتفعيل أنوثتها ولترضى وتشبع غريزة الأمومه لديها، ولتمتلك أطفالها وتقذف عليهم كل ما تم قذفه عليها من تسلط وغبن وتشيئ وتحقير ونقائص وعورات فكريه ونفسيه، وتسيطر عليهم بأسم الرعايه والتفانى، والحمايه والخوف على المصلحه ولتلبية أحتياجاتها الجنسيه المكبوته والمقموعه فى أطار أعطاه المجتمع التفرد بالصواب والشرعيه والقدسيه، يحميها من التشهير والقتل فى حالة خروجها عن الأطار (الهزلى ) المعترف به وعدم أمتلاكها لختم الجوده الأخلاقيه الموجود بين فخذيها كما يدعوا قطيع الأبقار الثقافيه المقدسه، ويعتقد الجهلاء والمتنطعين من مراقبى وحراس النصف السفلى للبشريه، وأصحاب العقول الخربه الصدئه من معتنقى التوجهات الثقافيه والأيدلوجيات الأخلاقيه الفاشله المدمره .
* المرأة هي روح الحياة وسر وجودها:
أن اتهام المرأة بالنقصان أو الدونية عن الرجل هو اتهام لله بالعنصرية والفشل!
المرأة ليست جسد وشر مستطير، المرأة ليست إناء للشهوة أو مزرعة للإنجاب.
المرأة هي (الأم والأخت والابنة والحبيبة والصديقة والفنانة والطبيبة والأستاذة والفيلسوفة والكاتبة والقاضية والوزيرة).
المرأة هي ( جان دارك، سيمون دى بوفوار، ليليان تراشر، مدام كورى،......والقائمة طويلة ولن تنتهي).
إن المرأة حرة في أن تكون نفسها وتطور نفسها وتستخدم بصورة مبدعه عقلها ومواهبها وتؤمن بحقها في النجاح وقدرتها عليه.
إن المرأة حرة منذ أن تترك مرحلة المراهقة أن تحدد مسار حياتها وتستقل بها بصورة كاملة دون الارتباط بأي رجل إن أرادت ذلك، وأيضًا دون أي تدخل أو وصاية من أي إنسان. يجب على المرأة أن تثور وتكافح بكل قوة وصلابة من أجل أن تحصل على حقها في المساواة الكاملة مع الرجل وتسترد حقوقها الكثيرة المسلوبة، فالحقوق لا تمنح على طبق من ذهب بل تنتزع وبقوة، فكما قال الدكتور طارق حجى : إن تحرير المرأة من ربقه الثقافة الذكورية الرجعية والتي هي شكل من أشكال الرق وهزيمة الرجولة والمرؤة، تبقى أمرًا مستحيلاً ما لم تصبح المرأة نفسها في طليعة الساعين لتغيير هذه الثقافة الدونية بثقافة عصرية تكون فيها المرأة على قدم المساواة تمامًا وكليه في سائر المجالات وشتى المواضيع)
يجب علينا بصفة عامة أن نعيد النظر بعقلية علمية موضوعية متحررة وناقدة في الكثير من الأقوال والقيم والمعتقدات والأفكار التي تم تلقيننا إياها منذ الطفولة عن طريق أشخاص اعتقدنا لضعفنا وجهلنا وسذاجتنا بأنهم حتمًا على حق ولديهم الصواب المطلق لأنهم مقدسين معصومين، فهم أولي الأمر ورعاة القطيع،وكل ما صدر عنهم من أفعال ورؤى وأحكام ليست إلا صادقة ومقدسة وصالحة لكل البشر والأزمنة ولا تقبل الرفض أو النقد أو حتى التأويل. وأنا على يقين بأننا سوف نكتشف كم خدعنا وكم وثقنا في أشخاص لا يستحق أكثرهم إلا أن نحتقرهم، والأهم من ذلك إننا سوف نكتشف أن أفكارهم وأقوالهم الصائبة ليست سوى خرافات وخزعبلات وتفاهات وسخافات لا تصدر سوى عن عقول بدائية متحجرة متخلفة ونفسيات مشوهة مريضة بعقد النقص والتسلط، ولم تخلق سوى أجيال مريضة بمختلف الأمراض النفسية، أجيال تتوارث الجمود وروث الأفكار والخنوع لسلطة الجماعه والميل للقطعنه والببغاويه، أجيال تتلذذ بالعبوديه وتصنع الألهه لتعبدها، أجيال تكرس الجهل وتقدس الخرافة.

المراجع : 1 _ الإعلام وقضايا المجتمع: أ.د.سوزان القليني - د.منى حافظ .
2 _ عن المرأه : د . نوال السعداوى .
2 _ هايدى حنا: منتديات إنجيلي .
3 _ الأب منيف حمصي .