مظاهرة نسائية لا تصدق



مروان هائل عبدالمولى
2013 / 10 / 9

اختلفت نظرة الشعوب إلى المرأة عبر التاريخ ولكن في البلدان الديمقراطية نجد أن المرأة قد حصلت على حقوق وحريات بضمان التشريعات والقوانين في بعض الدول وفي كثير من مجالات الحياة وهذا تكريماً واحتراماً لدورها في بناء المجتمعات , ولكن الذي صدم المجتمع اليمني مؤخراً وهز الفكر الإنساني في اليمن هو خروج مظاهرة قبل أيام في صنعاء لآلاف من النسوة رفضاً لمنح المرأة حقوقاً مدنية ورفضاً لانفصال الجنوب و لأي تحركات سياسية من شأنها أن تخرج بتعديلات قانونية تمنع الكثير من الانتهاكات بحق المرأة بينها تجريم زواج الصغيرات في اليمن , وكانت مظاهرة صادمة للعقل من حيث المطالب والشعارات السوداء التي رُفعت و تشابهت مع لون ألبستهم السوداء التقليدية , مطالب تصور فداحة ألمأزق الحضاري ومدى انتشار الوجه المتخلف والقبيح الذي يقوده شيوخ الظلام من وراء كواليس السياسة اليمنية ألمتعلقة بالنساء وحقوقهم , وكأننا نعيش في عصر الجاهلية عصر ما قبل الإسلام حيث كان العرب يغيرون و يأسرون النساء، و يجعلون منهم إما جواري أو أزوجاً لهم ودون أي حقوق , هل تعلم النسوة أن بمظاهرتهم تلك والمطالب التي طرحوها قد عكسوا الواقع المخزي الذي وصلت إلية المرأة اليمنية بفضل تعاليم ممثلي الإسلام السياسي من أدعياء الحجر على المرأة شيوخ الإفتاء بزواج الرضيعة الذين يعتبرون المرأة كائن للإمتاع فقط , حيث عكست الشعارات عقلية ممثلي حزب الإصلاح ومن يدور في فلكهم من الذين نظموا تلك المظاهرة وحولوا غالبية نساء اليمن عن طريق غسيل الأدمغة والتخويف الديني باستخدام سلاح الحرام والحلال ونصوص الشرع في المصالح الحزبية والفساد إلى نساء ضعيفات جاهلات مغيبات نساء همل تحت الطلب , يسوقوهم كالقطيع ويستقبلن الإهانة بفرح , ألم تخرج هؤلاء النسوة يطالبن بدولة مدنية والتحرر من الاستبداد إثناء الثورة التي أطاحة بصالح , ولماذا ألان يقبلن بشروط العبودية والذل والهوان , ولماذا يغضن النظر عن قوانين الإسلام الحقيقي التي كفلت المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية باعتبارها مبادئ إنسانية , ما فعلته هؤلاء النسوة بصنعاء هو انعكاس لفكر طالبان الحجري المتطرف والاقصائي للمرأة , ومطالبهن لم تفعله ولم تطالب بة حتى النساء في أدغال أفريقيا .
بعض الشيوخ لا يحملون في رؤوسهم نصف عقل امرأة يمنية درست الابتدائية فقط , ولكن شعارات النسوة الأخيرة هو تنفيذ أعمى لمطالب شيوخ الجهل وعلاقات خوف وخضوع وذل علاقات المتشددين بالمرأة القائمة على التحقير وألاهانة والقوة والتهديد , في تلك المظاهرة عبرت بعض النساء عن القبول بالعيش الدائم في المرتبة الأدنى من الحقوق الإنسانية المنطقية , مع ممارسات همجية ضدهن ليس للدين ولمسيرة الحضارة والتطور أي علاقة بها , واستطاعن دخول كتاب جينيس للأرقام ألقياسية ودون منافس كأول تظاهرة في العالم لنسوة تقف ضد حقوقهن السياسية والمدنية التي من المفترض أن يتحصلن عليها , لتظل المرأة اليمنية محافظة على مركزها في أسفل السلم البشرى راضخة خاضعة لتعود إلى مكانتها كما في العصور الجاهلية , أما من يقف من وراء تلك المظاهرة من السيكوباتيين الإسلاميين اليمنيين فأقول لهم ان الظلم الذي يلحق بالمرأة اليمنية وعقلها لا يضاهيه أي ظلم , وسياسة استغلال الفقر و تحويلهم إلى روبوت بشري يتحرك بالأرز والسكر و الزيت لتنفيذ أوامركم ما هو إلا عار عليكم ودليل على أن الإسلام السياسي في اليمن مُفلس من أخلاق الرجال ...