حرام..حرام..يافرات..



توفيق الحاج
2005 / 5 / 31


كنت أول من قرأ بالصدفة ما كتبته الشاعرةوداعية حقوق المرأة "فرات أسبر" تحت عنوان"حريم ..حريم.." ولاحظت بوضوح أن الشاعرة التي نحترمها نحن الرجال كونها امرأة أولا ومبدعة متميزة ثانيا تصر مع بعض رفيقاتها المتشنجات على مواصلة خوض حرب نسوية عنيفة ضد الذكورة..!!
لماذا..؟!!
حسب ما أسعفني فهمي المتواضع من طرحها عرفت أنها تنتصر لمثيلاتها من بنات حواء العربيات اللائي يعانين من اضطهاد الرجل وانحياز المجتمع ولابد لها من الثورة لنيل حريتها الكاملة وتسوق الشاعرةمثالين يوضحان مدي الغبن الذي تتعرض له المرأة العربية
أولهما : عن أخ يبيع اخته باسم الزواج في بلاد الغربة وهي لم تختر أو تستشر وعندما ترفض اتمام الصفقة يطردها لتواجه غربتها وحيدة ودون جواز سفر .
وثانيهما :عن الام التي تخلى عنها الابناء لتجد نفسها تحت احتلال زوجة الابن الشنيع
وللحقيقة فاني كرجل أتفهم جيدا مشاعر شاعرة كفرات وغيرها من النساء العربيات ولا أختلف معهن في المقدمات بل وأكاد أجزم بان هنا وهناك امثلة أشد قسوة وأشبه بالأفلام الهندية القديمة.. ولكني أختلف معهن في كيفية التناول والتوصل الي النتائج.
ان الاصرار على نيل الحقوق من خلال خوض حرب عنصرية وغير مقدسة ضد الذكر لن يخدم أحدا وانما سيتهدد النواة الاولى لأي مجتمع مستقر ويثير فتنة أسرية لاتحمد عقباها وربما نرى بسبب ذلك الزوجة تتسلح بمدفع رشاش في مواجهةراجمة زوجها أو تقتحم الصالون حيث زوجها يشاهد التلفزيون من المطبخ فجأة وتفجره بحزام ناسف..!!

تبدو الصورة كاريكاتورية ولا يعني هذا البتة اني أسخر-لاسمح الله- من تعبير المرأة عن همومها وقضاياها ..فليكن وبصوت عال ولكن بعيدا عن الاستفزار والتشنج وبشكل يؤكد ثقة المرأة بنفسها.
ان النظرة النمطية والأحادية لمعظم المرافعات عن حقوق المرأة هي نقطة الضعف فهي ترى ان المرأة العربية مظلومة دائما وأن الرجل العربي بالمقابل ظالم دائما كما لو انها توزع الادوار في مسرحية الحياة فالرجل يمثل الشيطان والشر والمرأة تمثل الملائكية والخير وهذا من الناحية الواقعية ليس صحيحا وليس عدلا
لان المرأة والرجل كليهما يحملان بذور الخير والشر معا
واذا كان لابد من اثبات ان المرأة كالرجل حتى أمام الجريمة فاني أحيل الشاعرةورفيقاتها الثائرات مع اعتذاري عن خدش مشاعرهن المرهفة الىأخبار الحوادث عن المرأة التي قتلت زوجها بالسم و قطعت جسد ه كأمهر جزار ثم وزعته بحرفية واقتدار على مجمعات الكلاب والقطط الاستهلاكية..!1
أو عن المرأة التي قضت ليلة ساخنة مع عشيقها على جثة زوجها المقطوع الرأس قبل أن يلقيه الاثنان في بالوعة المجاري..!!
نعم ان الرجل قديضرب او يخون او يطلق أو يغتصب ولكن المرأة أيضا قدتغوي أوتخون أوتخلع أوترتكب..
وللحق فان الشاعرة القديرة فرات اسبر تقع في نمطية ثانية حين تصور المرأة في المجتمع الغربي بصورة زاهية بينما تصورها في المجتمع العربي بصورة قاتمة جدا وكأنها لاتعلم ان الغرب يعرض المرأة كسلعة جنسية مبتذلةفي الاباحيات المنتشرة عبر الفضائيات ومواقع الويب وبيوت الدعارة ويكفي هذا وحده ان يحيق بكيان المرأة وكرامتها ظلما مابعده ظلم.
ولا أخدع نفسي بان صورة المرأة في المجتمع العربي على مايرام وليس السبب قطعا فيما تعانيه هو مبادىء الشرعية وانما في الممارسات والتقاليد الخطأ وهنا يجب التفريق ويجب ان تدرك الشاعرة وبنات جلدتها أيضا ان الوطن العربي يضم بين أحضانه ملايين الاسر الهانئة المستقرة على تفاهم ومساواة بل وفي بعض الحالات تبدو المرأة حكومة أو احتلالا لذيذا يقبله الرجل عن طيب خاطر حرصا على واحة ليله وعصفور نهاره وهدأة اولاده
اني كرجل يحب االمرأة ويحترمها احترامه لنفسه أهيب بالاخت الشاعرة فرات اسبر أن تتلطف في مخاطبة النصف الاخر وأهمس لهاباسم كل الرجال الذين لاينظرون مثلي الى المرأة كوعاء للشهوة فقط وانما كروح وكيان مساو لاغنى عن وجوده ودفئه
حرام..حرام..يافرات..وسامحك الله.