فكر التغريب ...



نافزعلوان
2013 / 10 / 23

بسم الله الرحمن الرحيم

فكر التغريب …

فكر التغريب هو مصطلح أطلقه الدعاة والوعاظ على أي حركة ما من شأنها حسب زعمهم أن تؤدي بالمرأة الملسمة أن تتخلى عن طقوس دينها الإسلامي كحجابها وإختلاطها في العمل والدراسة وما شابه ذلك، وإن كنا نستغفر الله العظيم من هذ الفكر المشوه للمرأة المسلمة وللرجل المسلم على حد سواء، وكأنما يقول قادة الكفاح ضد التغريب هذا أن كل رجل مسلم هو رجل ماجن وكل إمرأة مسلمة هي إمرأةً داعرة والعياذ بالله- وبالمناسبة نحن نقول أن لا يوجد هناك تغريب للمرأة المسلمة ولا ما يحزنون- و التغريب هي إحدى دعوات وٕ-;-ادعاءات وإطلاقات الإخوان المسلمون والتي لقيت صدىً وقبولاً حسناً عند بعض المتزمتين في الدين الإسلامي، ونقول هنا المتزمتين في الدين الإسلامي، لأن منهجهم ومنطقهم يدعوا إلى التزمت والرهبانية التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضنا على طلب العلم ولو في الصين ولم نجده صلى الله عليه وسلم قد قال أن على الرجل المسلم فقط أن يطلب العلم ولو في الصين ولكنه صلى الله عليه وسلم أرسل وأطلق نصحية عامة تشمل رجال المسلمين ونساءها.

ثم من قال أن كثرة إحتاك الرجل بالمرأة في أماكن العمل والدراسة تؤدي إلي هذا المحظور الذي يخافونه ويسعون إلي تجنبه من خلال تلك الجدران والمحظورات التي يقيمونها بين الرجال والنساء، هاهم النساء والرجال في الأسواق والأماكن العامة ولا نجدهم يرتكبون المعاصي والعياذ بالله ذات اليمين وذات اليسار، ومثال أعطيه رغم كراهية كل علماء الدين أن نأخذ من الغرب أمثلة أو قدوة بأي حال من الأحوال لأن الغرب من وجهة نظرهم هو مجتمع منحرف كامل الإنحراف ولا يوجد لديه أي قيود أخلاقية، فنقول لهم إن قضايا الإنحلال الأخلاقي وقضايا الدعارة على سبيل المثال -وهذا من سجلات القضاء هنا في الغرب- هي أقل من قرينتها في الدول العربية وبفرق إستعجبت منه عند إطلاعي على تلك الأرقام وقمت بمقارنتها۔-;- إن المرأة في أمريكا على سبيل المثال لو ذهبت إلى السوق وهي ترتدي المايوه المخصص للسباحة يلقى القبض عليها ويطلق سراحها بكفالة مالية وتقام لها قضية ومحاكمة. بالطبع سيخرج علينا من يكذب هذا الأمر ويقول أن النساء في أمريكا تخرج بالشورت القصير إلي الأسواق والأماكن العامة فنقول أن القانون إذا كان قد سمح بإردتاء الشورت إلا أن المشرع قرر أن المايوه يدخل في خانة الملابس الداخلية حال إرتداءه في الشوارع العامة أو الأسواق رغم أن المرأة تستطيع إرتداءه على شاطئ البحر على سبيل المثال وإرتياد أسواق على شاطئ البحر ولكن ومن أجل أن يكون القانون عادلاً جعل من تلك المساحة التي تحيط بالشاطئ مباشرةً من المسموح فيها إرتداء المايوه ولكن لا تستطيع المرأة ولا حتى الرجل أن يقود سيارته أو سيارتها خارج تلك المنطقة لأن هناك إن صدقتم أو لم تصدقوا قانون يسمى بقانون الحياء العام، نعم هنا في الغرب الذي تطلقون عليه بالإباحي والداعر لديه قوانين لا يوجد حتى قرين لها في شدتها في دولنا العربية يسمي بقانون الحياء العام ومخالفة هذا القانون يعاقب عليه القانون عقاباً صارماً حتى لتظن والله أنك في إحدي الدول العربية بل أشد.

ما هذا الذي تتحدثون عنه، هنا في الغرب جرائم الإغتصاب والخطف بالمقارنة بتلك التي تقع في دولنا العربية المحافظة لا تصل العشرة بالماءة من تلك التي تقع على وفي دولنا العربية، ولماذا لأن هناك من قام بتهيئة التربة الخصبة والمناسبة لهذا الأمر. من منكم يعرف أن عقوبة الدعارة هنا في الولايات المتحدة على سبيل المثال قد تصل إلى السجن لعشرة سنوات؟ ومن منكم يعرف أن عقوبة القوادة قد تصل إلى السجن لمدة تتراوح بين الخمسين والثمانين سنة؟

أي تغريب هذا هداكم الله؟ لقد حرمتم نساء المسلمين من أن يأخذن مكانهن الصحيح في مجتمعاتنا ونعتموهن بالفاحشة وإرتكابها لمجرد أنها تريد أن تخرج إلى الحياة وتشق طريقها في هذه الحياة حالها حال الرجل الذي قام بسن تلك القوانين بحجة حماية المرأة من هذا الرجل ذاته الذى سن تلك القوانين وأقام تلك الحدود وحجز على المرأة وعلى وجودها في هذه الحياة، فما بالكم إذاً لا تعودون إلى وأد النساء أحياءً فما حالكم ومطالباتكم اليوم إلا من أمور الجاهلية الأولى.

إذا خفنا على النساء من الرجال فنحن إذاً نعترف صراحة ونتهم علناً كل رجل عربي مسلم أنه منحل ومنحرف يغتصب النساء لكثرتهن من حوله ولا وازع له من دين ولا مانع عنده من حياء وخوف من الله ولا من المجتمع. أي إهانة هذه نوجهها إلي الرجل في مجتمعاتنا العربية؟ إذا لم يمتنع الرجل العربي المسلم من ذات نفسه عن ما يعتقد أهل الفتوى والدعوة من أنه واقع فيه لمجرد أن المرأة قد تثير ما ليس للرجل عليه صبراً، ولم يجعل من دينه وتربيته وأخلاقه التي تربي عليها مانعاً له من إرتكاب تلك المحرمات، فوالله لو وضعتم المرأة في حصون مشيدة لهجم عليها صاحب كل نفس خبيثة خسيسة، إذاً من الواجب أن نستثمر في تنمية أخلاق الرجل وتوعيته التوعية الحسنة وإذا إختلط بها في العمل وفي الدراسة فإن عليه هو أن يطبق الشريعة الإسلامية وأن يقتدي بالسلف الصالح الذي كان يغض البصر ويحض على صون النساء سواء كن داخل أو خارج بيوتهن. أما علمتم أن خديجة رضي الله عنها قد تاجرت بمالها وخرجت في تجارتها قبل زواجها لسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ونسيتم أنها خطبته لنفسها صلى الله عليه وسلم، رضوان الله عليها، لأمانته ولو لم تره صلى الله عليه وسلم وما عرفته وعرفت أمانته فكيف كان لها خطبته لنفسها روضوان الله عليها؟

نحن نجهل من أمور ديننا إلا في ما نقبل أن نبصره وأما ما نتعامى عنه فمن الواجب إتباعه إتباع الأعمى لعصاته والتي قد تقوده إلى التهلكة وهو يحسبها تقوده إلى سلامته.

إن في قيادة المرأة للسيارة عتق للمرأة من عبودية سائقها لها سواء كان هذا السائق هو زوجها أو مستخدم لديها أو وضعها تحت رحمة وسيلة مواصلات عامة لا يجوز إجبار أي إمرأة على إستخدامها إذا كانت قادرة على شراء سيارة تصونها في ترحالها لقضاء حواءجها، وكذلك إن في قيادة المرأة للسيارة حفاظ على السلامة العامة ونجدةً لها، فكم من طفل مات لأن أمه لا تستطيع قيادة السيارة للذهاب به إلى المستشفي، وكم من أب مريض أو كبير في السن ليس في بيته سوى نساء وبنات عجزن عن إيصاله إلى أقرب مستشفي ليموت بسبب أن أيهن لا ستطيع قيادة السيارة لإنقاذ حياته، والكثير الكثير من الحوادث التي لو كان للمرأة الإستطاعة في مجرد قيادة سيارة أن تتغير نتائج أحداث كثيرة.

كفانا جهلاً وجهالة ولنتبع تعاليم ديننا الحقة إن العلم نور.

نافزعلوان لوس أنجليس