ديمقراطية الاغتصاب



ماجدولين الرفاعي
2005 / 6 / 2

أحداث مثيرة ومشاهد مؤلمة تلك التي بثتها وسائل الإعلام من اعتداءات وانتهاكات وتحرشات جنسية بسيدات و صحفيات تم تمزيق ملابسهن يوم الأربعاء الماضي في التظاهرات التي جرت يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور المصري
وقد اهتمت وسائل الأعلام العالمية بنشر الخبر والاعتناء بتفاصيله
في الوقت الذي لا تزال فيه المراة العربية تطالب بحريتها وهويتها الثقافية والسياسية وتسعى لا ثبات وجودها في كافة الميادين يأتي الحادث الذي هز وجداننا جمعيا في محاولة لثني المراة عن نضالها لصون حقوقها
فها هي المراة المصرية تخرج إلى جانب الرجل للإدلاء بصوتها ولممارسة حقها في قول ما تريده وما تراه خير لوطنها فتعود منتهكة ممزقة تفضحها وسائل الإعلام وتلاحقها الأعين والألسن
ترى ما هوراي العالم الذي كان يتابع عن شاشاته ما حدث لأخت لنا في مصر؟؟؟!!!
هل سيعتبر أن المراة العربية قد تحررت بالفعل؟ أم سيحكم على المجتمع العربي بأسره بأنه مجتمع متخلف متوحش لا ترعى فيه حرمة ولا تصان فيه حقوق ؟
إن المجرمين اللذين اعتدوا على الصحفيات وهتكوا أعراضهن ومزقوا ثيابهن لا دماء عربية تجري في عروقهم
لان العربي مشهود له بالشرف والأخلاق والذود عن عرضه فكيف يتجرا من يدعى العروبة على هتك عرض أخت له
إن السيدات واللواتي خرجن يوم الاستفتاء مهما كان انتمائهن السياسي هن نساء مصر وأمهات مصر وأخوات مصر
كيف يتجرا المجرمون على اقتراف جريمة بشعة كتلك لأجل كرسي ومنصب
لقد باعوا أنفسهم للشيطان
هل ماتت ضمائرهم للأبد ؟ أم أنهم باعوها بقليل من الجنيهات
والادهى والأمر أن بعض الصحف المصرية حاولت وبكل جرأة طمس الحقيقة والإشارة إلى إن الاتهام التي قدمته الصحفيات كاذب وأنهن مزقن ملابسهن احتجاجا رغم أن الأحداث جرت على الملا وأمام الكاميرات
أن الاعتداء بشكل فاضح على الصحفيات يجب الايمر دون توقيع أقسى العقوبة على الفاعلين بتهمة ارتكاب جرمين لان الاعتداء على المراة جريمة والاعتداء على صحفية تمارس عملها ودورها جريمة أخرى
وإذا كان المقصود من وراء تلك الجريمة ثني المراة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص عن قول كلمتها
وإخافتها إن هي فعلت فأنها ستعاقب بهتك عرضها فان المراة اليوم وبعد تلك الإحداث ستزداد تمسك بحقها وبإسماع صوتها للعالم سترفض بصوت عال أي استهتار بمشاعرها وبكرامتها وبحريتها وستمارس دورها السياسي إن شاء المجرمون أم رفضوا
ولهذا ينبغي على جميع النساء في كل الدول العربية التعاطف مع هذه القضية والتنديد بمرتكبي هذه الحادثة والمطالبة بإنزال اشد العقوبة على هؤلاء المجرمين وعلى من يقف خلفهم بالتحريض وبدفع الأموال لهم
وأقول لكل سيدات مصر العظيمات تحية لكن. دافعن عن حقوقكن ولا تصمتن قلوبنا معكم
وأناشد شعب مصر بأسره أن يصحوا من غفوته ويدرك إن الحاكم يتغير لكنكم تبقون أولاد مصر
مصر المحروسة مصر أم الدنيا التي فجعت بكم
واردد هذا البيت القديم من الشعر
هبوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمي الخطب حتى غاصت الركب