هواية ذكورية أم فخ أنثوي



حنان بديع
2005 / 6 / 4


اذا كان ضرب الحبيب زي أكل الزبيب على رأي صناع الأمثال الشعبية في مصر، وإذا كانت المرأة (مثل السجادة ما بتنضف الا بالخبط) ومثل (الزيتون ما بتحلى الا بالرص ) أي بالضرب كما يقول أهل الشام في أمثلتهم الشامية، فمن الطبيعي بعد أن تعودنا مشاكسة المرأة بهذه الأمثلة أن نتعجب ونندهش بل ونستنكر تأسيس جمعية لحماية الرجل من طغيانها الأنثوي.
خبر كهذا قد يكون دليل مؤكد على دخول الرجل في مرحلة التمرد على صمته وإفشاء اسرارا حقوقه المهد وره والتصريح بوجود مشكلة حقيقية باتت تستدعي تكوين جمعية !
يحدث هذا في الوقت ذاته الذي تعقد فيه المؤتمرات والندوات لمناقشة العنف ضد المرأة خاصة ذلك الذي يتطور الى حد الجريمة...
علم الانثربولوجيا الراصد لذبذبات الانسان بتطوره واختلافه وتناقضه يكشف و يعري الصراع بين الرجل والمرأة ، ففي بعض المجتمعات الشرقية يعتبر ضرب الزوجات (سنه) مألوفة ومتأصلة في نسيج الأعراف حتى أن احداهن صرحت في دراسة ميدانية في مصر قائلة : احنا متعودين على الضرب .. أخويا من صغري كان بيضربنا قبل الجواز !
بينما قالت أخرى: بيضربني بالأقلام ( الكفوف)، بس أصله مش زي الرجاله التانيين الي بيضربوا بالخرطوم لأ .. هو حنين !
لكن هذا التمرد الخجول لا يناسب الزوجات الأفريقيات في بعض المناطق حين يتباهين فخرا بأنهن تعرضن أكثر للضرب ومن لا يضربها زوجها فانه حتما لا يحبها !!
فالضرب ليس الا "مداعبة غرامية" من بعولهن في نادرة من غرائب الظواهر في المجتمعات الأفريقية.
لكن انقلاب الآية ليصبح الرجل من يشتكي ويتذمر من عنف شريكته يضعنا أمامها عاجزين عن تفسير هذه الأنثى الظالمة والمظلومة في آن .. فإلى أي مدى تبدو هذه الظاهرة ذات بعد اجتماعي ونفسي والى أي مدى هي خاضعة لمزاج المرأة ؟
وهل لعلاقة الأنوثة بالرجولة دور في لعبة الممارسات العنيفة التي تقع من الطرفين ؟
يقول (سرفانتس) .. بين "لا " و"نعمها" لا يوجد متسع لممر ابره ..
طبعا لا تكمن المشكلة في عباءة القبول التي ترتديها المرأة وهي رافضة.. أو مظاهر الحب وهي كارهه.. أو الكره وهي محبة عاشقة .. لكن المشكلة في طريقة تعاطي الرجل مع هذا العالم الغامض فتحدث الاشكاليه وتتحول المداعبات الى عنف والعنف الى جريمة والتمرد الى مظاهرات وجمعيات لحماية الحقوق.
هذا العنف الزوجي يبدو الانسان سيده بلا منازع دونا عن بقية المخلوقات فلا يمارسه سوى الرجل وفصيلة العناكب !
لكن هل هو هواية ذكورية .. أم فخ أنثوي ؟
لنسأل أبطاله وضحاياه.


في قلب كل امرأة يكمن عبد .. وطاغية ..
"نيتشه"
شاعرة لبنانية