قضية المرأة واعدائها الحقيقيين



اميرة بيت شموئيل
2002 / 11 / 13

 

تعتبر قضية المرأة احدى القضايا الانسانية التي يناضل العالم الحر من اجلها لما لها من تأثيرات ايجابية في خدمة الانسانية نحو الافضل. فالعلماء والباحثون اعتبروا المرأة الام هي اول مدرسة للاجيال ، وعلى ايديها يبدأ الانسان بتعلم اللغة والتربية الاجتماعية والانسانية وغير ذلك . فالتأثير الذي تتركه الام على اطفالها ، سلبا ام ايجابا ، يستمر معهم طوال العمر على الرغم من وجود جهات الاخرى تشارك فيه كالمدرسة والمجتمع ، ولهذا استوجب على العالم الاهتمام بهذه الحالة المهمة لخلق كوادر انسانية قادرة على خدمة المجتمعات على افضل وجه . بالاضافة الى هذا الدور، للمرأة ايضا ادوار اخرى تؤثر بها على المجتمع الى جانب الرجل . فالكل يتفق على اهمية دور المرأة في تدبير الامور الداخلية لادامة الحياة في البيت ، كذلك اصبحت تشارك الرجل في الاعمال المختلفة خارج المنزل استجابة الى متطلبات الحياة . وقد اكدت الكثير من النساء نجاح المرأة في المجالات المختلفة في العالم بالرغم من العراقيل التي كانت توضع في طريقها من قبل ارباب الاعمال انتقاصا من مكانتها كأنسانة كاملة واستغلالا لمجهودها ، وهذا ما حدا بها للمطالبة بحقوقها المشروعة في المجتمع ، في الوقت الذي بدأت حملات التحرر من العبودية تأخذ طريقها الى العقول ، فكان نصيب المرأة فيها كالعامل والفلاح والشعوب المستعبدة تنال من الظالمين الشيئ الكثير ولكنها لم تفقد الامل في التحرر والعيش والعمل في ظل مجتمع ديمقراطي يؤمن لها الحياة الكريمة .
ان طرح قضية المرأة وضرورة الاهتمام بتحسين اوضاعها في المجتمع قد استغل من قبل الكثير من الجهات كأرباب العمل ( استمرارا لاستغلالها في العمل ) والكثير من اللازواج ( استمرارا لاستعبادها في البيت ) وحتى بعض النساء ( المتكاسلات في خدمة المجتمع ) بخلق هوة بين المرأة والرجل بشكل عام لدحر القضية . ولكن وعي الانسان للحرية والديمقراطية واصراره لتحقيقها اخذ يزداد ويتفاعل اكثر ، وهكذا دخلت قضية المرأة ايضا في حيز القضايا الانسانية التي تطالب بها الشعوب الحرة . وقد سقطت من اجلها الكثير من النساء شهيدات سقين بدماءهن طريق الحياة الكريمة للمرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام . والنتائج الايجابية التي ولدتها هذه القضية في الدول المتقدمة ، هي التي حدت بكل الحكومات والاحزاب والمنظمات في العالم ( وحتى الرجعية منها ) لجعل الاعتراف بقضية المرأة احدى البنود الاساسية في مناهجها .
ورغم هذا نجد ولحد اليوم الكثير من المستغلين يقومون بزرع سموم الشك والريبة حول هذه القضية ومطاليبها العادلة ، ونجدهم يصورون القضية كثورة ضد الرجل ، والمرأة المؤمنة بها كعدوة للرجال ، فما حقوق المرأة في نظرهم الا انتقاصا من حقوق الرجل وقيمته ومن هذه الثغرة يفتحون نيرانهم ليسألوا " ايهما الافضل .. المرأة ام الرجل ؟!!" ويبدأوا حربا طائشة لا حدود لها ضد المرأة والانسانية .
ان طرح سؤال كهذا ( ايهما الافضل ...) لا بنم عن اي ادراك ، لانه لا يوجد ابدأ انسان افضل من اخر في كل مجالات الحياة ، فقد يكون احدا افضل من الاخر في الرياضيات مثلا ولكن الاخر يكون افضل في العلوم الاجتماعية .. وهكذا ، فكيف نضع جميع النساء في كفة ميزان وجميع الرجال في الكفة الثانية لنعرف من هو الافضل ؟!! وفي اي مجال يستخدم اعداء المرأة هذا المقياس ؟؟؟
فاليوم ومن هذه البلدان التي جاءت اغلب قوانينها لتحمي قضية المرأة ، نستطيع تحديد اعداء هذه القضية بمتابعة مواقف المنظمات النسائية في العالم والتي وقفت وبشكل علني ضد :

1- الحكومات الرجعية التي مازالت تحارب حق المرأة في المشاركة في المجال السياسي وتستعبد حرياتها الفكرية بقوانينهم الجائرة.
2- اصحاب الاعمال والمصالح اللذين يستغلون بعض اوضاع المرأة لمصلحتهم ، وخاصة وضع الامومة.
3- الرجال الذين يتعاملون بعنف مستخدمين عضلاتهم في الحوار مع المرأة ( الام والزوجة والابنة .. وغيرهن من النساء ).
4- مؤسسات المومسات وبنات الهوى التي تسئ الى الصورة الانسانية للمرأة في المجتمع .

ونحن نجد ان وجود واستمرار هذه السلبيات يؤدي فعلا الى تخلف المجتمعات والعالم ، لهذا تصبح محاربتها في مجتمعنا واجب، علينا جميعا، لنساهم حقيقة في خدمة مجتمعنا والانسانية.