شيعة للبيع



محمود جابر
2013 / 11 / 26

كتب الزميل الاستاذ عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو اليوم فى صفحته بالجريدة سابقة الذكر زاوية بعنوان " شيعة للبيع" وقال : تعلن جمهورية مصر العربية عن نيتها بيع الشيعة لمن يرغب ، كما تؤكد جمهورية الثورتين المتتاليتين ان حرية العقيدة تخص اهل السنة والمسيحيين بكافة مذاهبهم واليهود والكفرة والمشركين ، وتحذر ذات الجهة انها لن تسمح لشيعة مصر بممارسة شعائرهم الا عبر جهة المشترى ".
واقول لو لم اكمل هذا المقال لكفى ما قاله العزيز "عصام".... فالمتابعة لقضية الشيعة المصريين ليس عبر الثورتين المتتاليتين، لكن عبر الرئاسات السابقة كلها يجد أن مبارك قام بوضع هؤلاء الشيعة فى الزاوية وانهال عليهم بكافة اجهزته بدأ من التحريض الاعلامى والدينى عبر وسائل الاعلام الرسمية والخاصة والوهابية بكل صورها منذ الاعداد الاولى لمجلة التوحيد الصادرة عن جماعة انصار السنة ... وعبر موقع الاستخبارات السعودية " المصريون"، الجميع اتفقو ان يدعسو كل من يتفوه بحب آل البيت أو يناصر قضيتهم واعتبرو ان قضية نصرة آل البيت ما هى الا مدخلا لوجود لوبى ايرانى فى مصر .
وعليه جرى تلفيق عشرات القضايا لمجموعة من الناس عبر تنظيم الزقازيق وتنظيم طنطا وتنظيم " المحشى" و" هم اللى قالولى" ......
وصولا الى محاولا البحث عما يرد على السيد حسن نصر الله مدعيا انه قيادى شيعى حتى لا يكون لحزب الله وبالتالى ايران قدم فى مصر، ثم تطور الامور بعد حرب تموز بناء على طلب مشترى قديم لمنع مجموعة من الشيعة ووضعهم على قوائم ترقب الوصول والسفر وكان منهم كاتب هذه السطور .... كل ذلك كان فى القديم بناء على رغبة المشترى .
وفيما يبدو ان المشهد لم يتغير كثيرا بعد الثورة الا فى ان جهة البيعة ولمدة محدودة لم تعد مصر وحدها فقد دخل بعد الثورة لاعب جديد من اجل بيع "شيعة مصر" ولكن وكما كان هذا الطرف محددا فإن المشترى كان هو الذى يمكن أن نصفه - تجاوزا- بشكل او بآخر صاحب البيت .... ولكن ربما الصفقة لم تدم كثيرا وسرعا ما انهار العقد مع تغير الظروف التى كانت خارج ارادة البائع الذى باع مالا يملك لمن لا يستحق حتى الحياة .
المهم وفى هذه الظروف الصعبة وكلما لاح فى الافق زيارة شيخ او مرور جماعة لقراءة الفاتحة تجد الصحف السيارة ووسائل الاعلام المتعددة افردت عناوين عريضة ملونة بالون الدم وربما بالشفتشى ان القيادى الشعى فلان فعلا كذا وكيت وكيت .... وان تم اكشاف حوزة من طراز فريد وفيها اشياء لن نبيح عنها لا لمن يدفع الثمن .
وتم اصطناع كيانات وهمية منهم ابناء " الشر" واتباع " الدجال" وقطعان " الماعز" والجميع يتسابق الى محاربة الشيعة واستباحت دمهم ..... والمشهد يشبه المزاد العلنى لبضاعة لا يملك المشترى منها سوى سلاح النصب والاحتيال والكره والغضب والبحث عن بيع دماء الناس فى زجاجات ملونة .
يتم الاعتداء على الناس مرة فى القنوات الفضائية ومرات فى الشارع ولا احكى لكم عما جرى فى هذا الفضاء السيبرى الفسيح ....... فالامر يشبه حلقات مصارعة الثيران فى شوارع مدريد .....
اشخاص يتنصتون على الهواتف يتلقون تمويلات من هنا وهناك ينسقون مع اجهزة الامن يقومون بتهديد فلان وعلان يطلقون النار على مرة ومرة يحاولون قتل رجل استاذ جامعى ، يحاصرون منزلا ، يحتلون قرية ويقومون بحفلة قتل جماعى ......
الاعلام المصرى ..... صمت وصمت ولما اقترب موعد 30 يونيه وجد فى هذه الحادثة ضالته للبرهان على كفر وتعصب وكراهية الاخوان للشعب المصرى ورغم صحة هذا الادعاء، الا انه لم يكن كل الحقيقة فالمجرمين الذين قتلو الناس هناك هم من قاموا بعدها يتحدون ويهددون ويتوعدون علانية وعبر وسائل الاعلام المختلفة برامج " التوك شو " فى كل الفضائيات تفرد لهؤلاء القتلة ساعات وساعات حتى يروجو البضاعة لمن يشترى ..... لكن المهم فى حوادث الثورة الاولى والثانية ان الاطراف الشيعية خارج مصر باستثناء جهة واحد لا ترغب فى شراء "شيعة مصر": فقط يرغبون فى بيعهم وكأنهم من ممتلكاتهم والباقين زاهدون فى البضاعة .....
الاعلام الاشهر فى الساحات الشيعية تكلم ساعات وايام وشهور عن ازمة " سورية" وعن " ثوار البحرين " وعن " كتكوت ليلى" ولكنه لم يتكلم عن الشيخ حسن شحاته او اغتيال الدكتور راسم او تهديد عماد قنديل او اطلاق النار على محمود جابر او ترويع الشيخ عبد الولى نصر ..... وكانهم تعجبهم الحكاية وربما يجدون فيها مادة درامية مستقبلا يمكن عرضها إذ ا ما نضجة الحكاية وسال الدم لان الدم اداة جيدة فى التسويق السلعى لتجار البشر .....
الحال ومن خلال اشياء يطول شرحها ومنها ما هو تجارب شخصية ومنها ما هى تجربة عامة اصبح " الشيعة " فى مصر سلعة يمكن رسملتها لمن يدفع اكثر ويمكن ان توفر مادة استهلاكية اذا ما اردنا ان نغطى على حدث لا نريد الجمهور ان يلتفت اليه ....
كل هذا يجرى وسوف يجرى والمزاد مفتوح تحت عنوان " شيعة للبيع "