نساء في مهب الريح 3 حربٌ -- من أجل ِ النفط



نادية فارس
2005 / 6 / 9

رغم َ أن ّ تجار َ السياسة ِ يبذلون َ جهودا ً يائسة ً لأقناع ِ العراقيين بأن ّ الحرب َ كانت حرب ُ تحرير-- إلاّ أن ّ جهودهم تذهب ُ سُدى يوما ً بعد يوم
ورغم َ إعلان السيد جورج دبليو بوش --أن ّ الحرب َ ستحرر ُ المرأة َ العراقية -- إلا ّ أن كلامه ُ راح َ أدراج َ الرياح
ورغم أن ّ الحكومة َ العراقية -- التي ترفض ُ كل ّ ماهو عراقي وتقبل ُ كل ّ ماهو إيراني -- أكدت أنها جاءت من أجلِ الفقراء ِ والجياع الذين وعدتهم بتوزيع ٍ عادل للنفط --كشفت عن وجهها الحقيقي ففاقت حتى صدام وزبانيته في السرقات ِ والصراعات ِ على اقتسام ِ الغنائم

ورغم أن ّ حقوق َ الإنسان ِ كانت سببا ً رئيسيا ً لتبرير ِ حرب ِ التحمير -- إلا ّ أن ّ حقوق الأنسان ِ أصبحت في خبر كان -- ولم يتبق َ للأنسان ِ إلا ّ الحرب والتحمير

?مالذي ينتظرهُ الصابرون
بل كيف يمكننا أن نفسر َ أن ماحدث َ ويحدث ُ في العراق على أنه كان نقلة ً نوعية ً وكمية ً إيجابية ً لتحسين ِ أحوال المرأة ِ العراقية
?وكم هو مقدار ُ استفادة ِ المرأة من التحولات ِ الأقتصادية ِ في العراق
وكيف يمكننا أن نقول َ أن عدد َ النساء ِ اللواتي تحسنت أحوالهن المعيشية قد ازداد طردياً
كم من العراقيات تضورن جوعا ً وأطفالهن
وكم منهن من بعن َ أغطية َ أسرتهن وسجاجيدهن وأثاث منازلهن
وكم منهن من خبزت نخالة الطحين وأطعمت أطفالها
وكم منهن من ذرفت دموعها لعدم وجود دواء ٍ لمرضاها
وكم منهن حُرِمت صحتها وملبسها وطعامها أو سكن صحي لأسرتها
كم منهن عانت لأن أطفالها تركوا مقاعد الدراسة ِ ليبيعوا الصحف والعلكة َ عند مفترقات الطرق

كيف نقيس ُ معدل َ دخل المواطنة ِ العادية نسبة ً الى دخل المواطنة ِ الوزيرة أو زوجة ِالوزير
وكيف استطاع وزير ُ العدل تحقيق َ العدالة ِ القانونية ِ بين المرأة والرجل -- والمرأة والمرأة
وكيف تغلب رجل ُ الدولة على طمعه --ففضل َ إطعام شعب ٍ على إطعام حسابه ِ في البنوك
إن ماجرى ويجري في العراق -- لهو عملية ُ سطو ٍ على مستوى ً عالٍ --أو مستوىنعال
صار النفط ُ غنيمة ً تتقاسمها حكومة ُ العراق ودول ُ الأحتلال
أما المرأة ُ -- فقد تم ّ حل ّ ُ معاناتها من جوع الحصار الأقتصادي --وترملها في حروب القائد الضرورة -- وعُري أطفالها -- بسن ّ قانون ٍ إسلامي وشن ّ حرب ٍ طائفية ٍ دينية للثأر ِ لدماء ِ شهداءنا الذين قتلهم يزيد بن معاوية قبل أكثر من ألف عام

?أيجب ُ علينا تحمّل َ استحمارنا --وعينك عينك
متى سنعرف من حكومتنا العفيفة الشريفة النظيفة أين تذهب ُ واردات ُ النفط ِ ومن يتقاسمها

حين يتحدثون --ويكتبون --عن المرأة ِ العراقية يتغاضون عن تأثيرات العامل الأقتصادي على انهيار ِ الوضع النفسي والجسدي والصحي للمرأة--وهذا خطأ ٌ جسيم ٌ يُرتكب ُ بحقها

والحصار ُ الأقتصادي المفروض ُ على العراقيات --ترك آثارا ً خطيرة على صحتهن النفسية والجسدية
فهل تقدمت الحكومة ُ الرشيدة بمقترح --ولو واحد --لمعالجتهن من آثار الحصار --وهل تضم مجموعة اللطامات في الحكومة من تعي تداخلات الواقع الأقتصادي والأجتماعي والسياسي
على أوضاع النساء
!!نحن ُ نساء ُ العراق
لانستجدي لقمتنا ولقمة َ أطفالنا من موائدكم.. يامن صعدتم على أكتافنا وعلى جراحنا وآلامنا.. إلى مناصبكم ومناصبكن
نطالب ُ بحصتنا كمواطنات ..ٍ في نفط العراق ِ وموارده
نطالب ُ ببرامج تنمية ٍ وإعادة بناء لمادمرته الحرب
!!أشك ّ أنكم قادرون على هذا
فكل الوقائع الجارية تثبت ُ أنكم في وادٍ --والشعب ُ العراقي في واد ٍ آخر