الشيخ العجلوني و ملكات اليمين !!



فوزية الحُميْد
2013 / 12 / 22

الشيخ الأردني ياسين العجلوني يفتي( بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كسوتها وسترتها وإيوائها أن يدخلها في عقد ملك اليمين كي تصير ملكا ليمينه. معتبراً أن من حق الرجل الواحد أن يكون لديه( 50) امرأة كإماء) ! صراحة الرقم أرعبني كون الإسلام سعى إلى عتق الرقاب لا استرقاق الأحرار والحرائر! من أجل الكسوة والستر والإيواء!! كما يحدثنا الشيخ في الفتوى العار. بل البلوى التي تعافها الفطرة السوية ,ويرفضها العقل السليم في ثقافة النقل المسؤولة عن الفتاوى الكارثية ! بل أين نحن من الحديث النبوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال/ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاتهم ـ من تقدم قوماً و هم له كارهون ، و من استعبد محرراً ، يعني فتوى فارغة من الأسباب الشرعية التي زالت بزوال ظرفها التاريخي. فلا داعي لتشويه ديننا الإسلامي تحت مبررات واهية غرضها المرأة المسلمة التي أصبحت حديث من لا حديث له, وغنيمة فتاوى الاسترقاق والتملك ! و العجلوني يريد أن يستعبد الحرائر في ممارسة جاهلية أخرى أكثر قبحا وتخلفا .وبدلا من الحث على معونة الشعب السوري في أزمتهم من الكسوة والطعام يفتي بجمع أكبر عدد من الإماء الجواري ! من خلال فتوى خائبة ما تزال تنظر إلى المرأة نظرة قاصرة عن ماهية الإسلام ,ومقاصد الدين الذي كرم الانسان.
والسؤال من هن الإماء اللواتي تفتقت ذهنية هذا الشيخ من أجلهن؟ وهل يوجد إماء في عصرنا ؟وإذا وقفنا على الحالة السورية .فالسؤال الذي يطرح ذاته بقوة من يحارب من ؟ حتى نخترع الفتاوى التي ترى في المرأة غنيمة لإرضاء الرغبات والنزوات للذكورة العربية وتحريضهم على استرقاق الحرائر بملك يمين- يعني جواري ! المسألة بسيطة وحلوة أليس كذلك ! إنها شبيهة بأعمال قطاع الطرق في عصور التخلف والهمجية .ولكنني أمام فتوى كهذه أسأل الشيخ هل سيرضى بها لأهله إذا وقعن في نفس الحالة والوضع ؟ بل أين نحن من هذه الصورة الإسلامية ؟ حين فتحت برقة في المغرب العربي كتب عمر بن عبد العزيز في اللواتيات أن من كانت عنده لواتية، فليخطبها إِلَى أبيها ، أو فليرددها إِلَى أهلها ..وحين فتح عمر بن العاص مصر أسر بعض الناس الذين حاربوا المسلمين وأرسلهم إلى المدينة المنورة، وأعادهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مصر, وجعلهم من أهل الذمة من المجتمع القبطي .وهو القائل (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) هذا هو الإسلام . الذي أسس للعدل والحريات لا التأويل المسيئة للدين. بل هناك من يصدق هذا الهراء الاجتهادي في الفقه . لسبب أننا مجتمعات لا تقرأ, ويفكر عنها بالإنابة! وإلا لما تجرأت الفتوى على المرأة بهذه الطريقة المهينة لكرامتها من ذهنيات معتلة لا ترى في المرأة بغير ما تريده !
والمصيبة ( 50) امرأة ! من حق الرجل الواحد ! تحولن بقدرة فتوى إلى جواري في عصر الحريات وحقوق الإنسان والمواثيق الدولية !! وقبلاً الإسلام الذي كرم الانسان! إننا في عصر الفتاوى المستبيحة والمنتهكة لحقوق المرأة ولابد من مقارعتها بالمعرفة والحجة حتى نستطيع أن نتحضر ولكي نعي مفهوم التمدن . ولأن جل المؤشرات في ساحتنا العربية لا تبشر بخير بفضل ثقافة التقليد و الفقه الذكوري والتأثير على الناس الكسالى باختطاف ذهنياتهم حول مفهوم المرأة .
ونستخلص من هذا أن ثمة جنوحا وتطرفا تجاه المرأة يلعبه العقل الرجعي تحت وطأة التراث لا الدين في فتاوى العقم الفكري , وفي غياب الفكر الديني الذي هيأ الطريق كي يكتسح التقليدي الساحة في اجتهاد يتم توظيفه على نحو ما من المآرب والمكاسب .في عصرنا الذي فتح فيه باب الاجتهاد على مصراعيه في ثقافة تعسفية تقليدية تكرس مبدأ الغلبة والتمييز ,واستغلال الصراعات والفتن في جمود ذهني يعجز عن الوصول لمجتمع مدني يتحرر من خرافاته ونزعاته الاستعبادية التي تجيز للرجل في عصرنا بخمسين امرأة ملك يمين ! وهنا لا فرق بين انتهاك الحرائر في المعتقلات ,وبين هذه الفتاوى الفاضحة للثقافة الدينية المريضة التي لا تتوانى عن تصدير صورة قاتمة تعبث في إسلامنا وتصدره وفق التأويل المريض والحاجات القذرة .