المرأة والتحرر .. إستدراك



ماجدولين الرفاعي
2005 / 6 / 14

مقالة موجهة.....
في نضالنا الدائم لإظهار صورة المرأة العربية بشكل لائق يتناسب مع ما تقدمه من تضحيات وبطولات لأجل وطنها وأبناء وطنها كتبنا العديد من المقالات التي تعزز تلك الصورة المشرقة والتي يحق للوطن العربي أن يفخر بها ويأتي التركيز دوما على إظهار الصور الايجابية لتشجيع كل امرأة تسير على طريق النجاح في إبراز قدارتها الفكرية والعملية وتهنئة كل امرأة تنجح في عملها في أي مجال كان وفي أي بلد كانت
ونندد بكل من يحاول الإساءة للمرأة أو التقليل من أهميتها وأهمية كونها نصف المجتمع الفاعل وعليها تعتمد الحضارة فالمرأة أساس بناء المجتمعات وكلما كان البناء سليما تطور المجتمع وازدهر
وفي قضايا المراة لا يجب التشكي والتباكي الدائم وإظهار صورتها على أنها مضطهدة ومستلبة وبالتالي لا تستطيع نيل حقوقها وأنها ضحية مقهورة غير قادرة على اتخاذ أي قرار في حياتها وحياة أسرتها..
لقد وصلت المرأة بفضل كفاحها الدائم إلى مراكز تخولها لتكون سيدة ناجحة في مجتمعها وسفيرة مميزة في مجتمعات الغير
رغم وجود الصعوبات والحواجز ورغم وجود شريحة كبيرة من النساء لازلن مقموعات مقهورات نسعى دوما إلى تحريرهن من الخوف ومساعدتهن للاندماج في الحياة ومحاولة الوصول إلى مواقع صنع القرار لأن المراة العربية أثبتت في كثير من المجالات أنها قادرة على العطاء والمساهمة في بناء المجتمع بتميز وجدارة...
ومقالتي هذه أكتبها ردا على بعض الأصدقاء الذي عقبوا على مقالاتي في هذا المجال..
الصديق تامر المصري يعاتبني قائلا:كتبت عن الصحفية المصرية وكتبت عن نجاح الأخت اليمنية لما لا توجهي مقالاتك إلى نساء فلسطين ونساء العراق ؟؟
لما لم تتحدثي عن الأسيرات في المعتقلات والسجون الفلسطينية ؟؟
صديق آخر لا أذكر اسمه قال:
أرى أن جميع النساء اللواتي يطالبن بالحرية والمساواة للمرأة أفكارهن شاذة ويبحثن عما يسيء للمراة بدلا من خدمتها.
وسأجيب بداية على الأخ تامر المصري:
إن المرأة الفلسطينية يا صديق مناضلة من الدرجة الممتازة وهي الأسيرة التي تحملت شتى صنوف التعذيب والمهانة ودخلت المعتقلات من أجل الخروج بالقضية الفلسطينية إلى الواجهة للحد من انتهاكات حقوق الإنسان الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية يوميا وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يرف لأحد جفن.. الأم الفلسطينية التي تزغرد كلما دفنت ابنها الشهيد كأنها تسير به إلى ليلة عرسه مفتخرة به وبنضاله رافعة هامتها إلى عنان السماء.. فجسدتها الروايات والقصص وأصبحت رمزا للمرأة في كل المجتمعات.. لم أتجاهلها ولو قرأت بتمعن كل ما أكتب لأدركت بأني كتبت عنها بحروف من ذهب فهي المداد لكل ما يكتب أما عن المراة العراقية فقد صورت من خلال أكثر من قصة واقعها وواقع خوفها على أولادها الذين إما تغربوا تعسفا أو قتلوا دفاعا عن حقوقهم المغتصبة من قبل المستبدين فهي بحق المرأة العربية الأصيلة التي تحملت كل هوان ولم تقف موقف المتفرج أو الخائف من الأحداث في العراق بل كانت سباقة لتقديم فلذات كبدها قربانا للحرية التي ننشدها جميعا والتي لم نفهمها حتى الآن كما ينبغي..
المرأة العراقية التي طالها الجور خلال الحروب وتعسف الحكومات السابقة وتعرضها للسجن والاغتصاب ولازالت تعاني على أيدي المحتل والمقاومة بان معا
وللصديق الذي اتهم الكاتبات المطالبات بحقوق المراة ومساواتها أقول:
كل من تكتب مقالة لصالح المراة هي إمراة ناجحة في حياتها وعملها ولهذا فهي تسعى دوما لمساعدة أخواتها ومد يد العون لهن ليصلن إلى مبتغاهن من النجاح والمساواة والتحرر
وأرى أخيرا أن مساعدة المراة لا تأتي من إبراز الصور السلبية لوجودها وإنما من.. إظهار الصور الايجابية لنساء ناضلن فنجحن وسنبقى ننادي بأقلامنا الحرة التي لابد لها يوما من إسماع ما لم يسمع.. وبالتالي إعطاء المرأة دورا أكبر ومساحة أوسع للتحرك والتعبير عن آرائها وأفكارها التي ستساعد حتما في التحرر من كل أشكال العبودية والاضطهاد لخلق مجتمع سليم وصحي بأبهى صوره..