انا اقول لكم كيف ننقذ ابو تحسين



صائب خليل
2005 / 6 / 17

مبادرة طيبة كانت الدعوة لإنقاذ "الرمز العراقي الأصيل (ابو تحسين)" كما وصفه اصحابها بحق. فهو الذي عبر بسلوكه العفوي عن مأساة والام وغضب الشعب العراقي. وبالفعل, فمن اراد "تأديب" (ابو تحسين) اراد به "تأديب" الشعب العراقي, واراد ان يجعل منه عبرة لمن يتجرأ على التعبير عن احتقاره للدكتاتور صدام حسين.

ويبدوا ان هؤلاء قد تمكنوا بالفعل من تحويل هذا الرمز الى تلك العبرة الى حد بعيد, اذ احرق منزله واضطر الى اللجوء الى كردستان العراق هاربا مهددا, وقد يقتل في اي وقت. تمكن هؤلاء من ذلك بفضل المساندة التي يلقونها من العديد ممن اوصلهم الى اعلى المناصب الأمنية, لتمكينهم من فرض نفسهم على الشعب العراقي من جديد.

الدعوة لحماية ابو تحسين مبادرة طيبة, لكن ما ينقصها انها تعتمد التفكير الشعبي الاستسلامي, دون قصد بالطبع. فلو حدث هذا في دولة ديمقراطية, لما طلب الناس من قادتهم ومثقفيهم, الخ, ان ينجزوا لهم ما يريدون, بل لبادروا الى التفكير بالقيام بذلك بأنفسهم. لكننا تربينا على ان لاحول لنا ولا قوة الا لقادتنا.

انا اقول لكم كيف ننقذ ابا تحسين: لتجمع الأحزاب والمنظمات تظاهرة تحمل صورا او رسوما كاريكاتيرية لصدام وتنهال عليها ضربا امام الناس والصحافة. وليفهم مطاردوا ابا تحسين انه ان حصل له مكروه, فستجدد تلك المظاهرة لثلاثة ايام متتالية, ثم يحتفل بنفس الطريقة مرة في العام. عندئذ لن يمسوا ابا تحسين, وان فعلوا فسيندموا!

انها نفس القصة القديمة. لو ان القتل الذي يقصد منه تفرقة الشيعة والسنة ادى الى تقاربهم لتوقف ذلك القتل. لو عرف القتلة ان قتل صحفي يعني ان حملة ستقوم لنشر ما كتب في الانترنيت والصحف وفي كتاب على الأقل لما قاموا بجريمتهم. لو ان موقع الانترنيت الذي يحجب من قبل دولة ما, يحصل على مكان لعرضه من قبل 10 مواقع اخرى تضامنا معه لحين ازالة الحجب لما حجب اي موقع.

والى ان تؤدي الجرائم الى ردود فعل قوية بعكس ما يشتهي المجرمون, الى ان تسود مثل هذه الروح المبادرة لدى الشعب ومنظماته, فسيقتل المزيد من الشيعة والسنة والصحفيين وغيرهم, وسيبقى ابو تحسين واي شخص غيره يتجرأ ليعبر عن رأي الناس بحق, موضع تهديد ومطاردة, ليعود الرعب القديم, ويعود الصمت القديم.