سيدات القوالب الجاهزة



حنان فوزي المسعودي
2014 / 1 / 11

      سيدات القوالب الجاهزة.....   منذ الساعات الاولى لزواجها تبدأ فتاتنا الشرقية المعدومة الخبرة بالبحث عن قالب يحتويها...سواء أكان قالب والدتها....خالتها...او حتى جدتها....ومن الممكن ان تذهب ابعد من ذلك فتتقولب كحماتها لتنال مزيدا من الرضا....فليس بإمكان العروس الجديدة التصرف في حياتها الزوجية وقراراتها بناءا على خبراتها...واي خبرات تمتلكها تلك الساذجة للتعامل مع زوج متطلب وعائلة جديدة....فلابد اذن من التقليد ان لم يكن بإمكانها الابتكار.... من النادر جدا ان نجد إمرأة تسير حياتها الزوجية وفق قناعاتها الخاصة...فما نحن سوى نسخ مكررة لنماذج صدف انها قد نالت استحسان آدم .......بل حتى المثقفات منا او من يدعين الثقافة فسوف يعمدن الى خلق نماذج مصطنعة جديدة من وحي الكتب التي قرأنها او الحلقات التلفازية اللاتي تابعنها.....انها القصة ذاتها تعيد نفسها عروس قليلة الخبرة وتوصيات والدة حذرة.. كلنا تلقينا نفس التوصيات من امهاتنا...ومنها......ترة الرجال مرات يصير عصبي...وهذا من حقه....اذا ماطلع عصبيته بالبيت لعد وين يطلعها..............طيب........... هناك سؤال لم يتبادر الى اذهان العرائس......هل يحق لي ان اكون عصبية بدوري.....ومتى يجوز لي هذا...........؟؟؟ في الاول من الشهر.......في ايام الثلاثاء........ام في الأعياد الوطنية...؟؟؟؟؟ لا   لا    لايحق لك ان تبدي العصبية....فبرغم كل تغيراتك الفزيولوجية وتقلباتك الهرمونية ...والحمل ...والولادة.......عليك ان تستقبلي زوجك طوال حياتك بالابتسامة.... لأنه يتعب خارج المنزل....... ومن التوصيات الشهيرة...ترة الرجال مثل الطفل ممكن تكسبيه بكلمة وتخسريه بكلمة..خليج ذكية...........ممتاز...وكيف سيحاول هو كسب ودي...ام انه لن يحاول اصلا......ولم المحاولة....اذا توفرت لديه زوجة مطيعة ترضى بعصبيته ومزاجه....وتحاول كسب رضاه...فلم التعب  اذن....... ولاننسى المقولة الشهيرة...الطريق الى قلب الرجل...معدته........نصيحة حكيمة بالطبع...ولكن ما الطريق لقلب المرأة.............لاضرورة بالتأكيد لمعرفة الجواب...فبعد تطبيق كل التوصيات المذكورة اعلاه......ستكون لديك حياة مثالية..... ..الخلل يا اخواتي لايكمن في انعدام الخبرة والتي تعتبر من مواصفات الزوجة المثالية...وليس الخلل في توصيات الام الحنون......اقلب القدر على فمها تطلع البنت لأمها.......الخلل الحقيقي يكمن في انعدام التوعية الضرورية للفتيات بكيفية التصرف في حياتهن بواقعية....ولايمكنني هنا سوى ان اتذكر درس الاسرية...الله يذكره بالخير.....وكيف حفظنا عن ظهر قلب مواقع السكاكين والشوك والملاعق على المائدة.....وخطوات غسل الصحون حيث يجب البدء بالاقداح..ثم الملاعق....او طريقة تزيين الممر...واتذكر تلك المزهرية اليتيمة التي اصرت وزارة التربية على وضعها على درابزين السلم...........وهلم جرا....ولكن هل كان يتضمن الكتاب دروسا واقعية بعيدة عن فلسفة سيدات الصالون الازرق وتفاهتهن.....هل تحدثوا عن مزاج المرأة والرجل وكيفية التلاقي بين ثقافتين........بالطبع لا......... ولولا وصايا الوالدة حفظها الله...لما اكملنا سنة واحده من الزواج...........   مرحبا.....انا انثى الشرق...الخبيرة في فن تقليد الجدات....روبوت ياباني الصنع....يبتسم دوما.......مع جهاز تحكم..........وضمان لعشرين عاما.......يالسعادتي....