نساء ...وشرق...



حنان فوزي المسعودي
2014 / 1 / 12

.   .نساء...وشرق..  

الزوجة المثالية........ .ماتعريفنا لها...........قد يقول البعض انها الجميلة... الذكية... او ربما الغنية.....ام نذهب ابعد فنقول المثقفة....ولكن بعيدا عن كل تلك المسميات الاعلامية الرنانة.......اعتقد ان الزوجة الشرقية المثالية..... . هي الاقل كلاما والاخفض صوتا.........المطيعة للأوامر.......والاقل جذبا للأنظار....التي تمتزج مع بيتها واولادها امتزاج الماء بالراح.....فتصبح بمرور الوقت ظلا للعائلة...دون وجود او كيان....هي التي لايشعر الفرد بحضورها او غيابها ولانلمس وجودها إلا من خلال اعمالها.......وجبات الطعام....   الملابس المكوية...والمنزل النظيف..... ..        انا متأكدة ان كل الرجال الذين سيقرأون موضوعي هذا ...سيتناولوه بالنقد والاستهجان مدعين  رفضهم لكل ماقيل فيه..... ولكني على يقين بأنهم في قرارة انفسهم لايحلمون بزوجة افضل ممن ذكرت....   تلك الصورة الأنثوية الشاحبة التي وصفتها هي وليدة عقود من التقليد الاعمى للنماذج القبلية الناجحة في مجتمعنا....فقد ينجذب الرجل لأمرأة مختلفة غربية ربما ولكنه سرعان ماسيملها وتتغلب عليه المفاهيم التي غرست منذ الصغر في جيناته ونتيجة لهذا لن يكلل زواجهما بالنجاح وسنجده يبحث  مرة اخرى عن النموذج التقليدي بشغف.....نموذج الوالدة والعمة والاخت الكبرى..ذلك النموذج الذي ارتبط في عقله اللاواعي بالدفء الاسري وبالزواح الناجح....   ولو تناولنا الامر من جانب فتياتنا الشابات هذا اليوم...نجدهن اصبحن اشبه بالغراب الذي رغب بتقليد الطاووس...واضاع المشيتين....فقد كان للثورة المعلوماتية والانفتاح العالمي دور في زيادة حيرة  الفتاة الشرقية... فأخذت تحاول ان تصطبغ بصبغة غربية لتنال الاعجاب ولكن في نفس الوقت ..تحظى بحياة زوجية بائسة ام تحافظ على نموذج الجدة الخالد فتحظى بزواج ناجح خال من المشاكل ولكنه خال من المشاعر ايضا......   الصراع الشرقي بين الشخصيتين....العربية التقليدية و  الغربية العصرية.. ليس وليد اللحظة او مقتصر على فئة معينة ...بل هو صراع ازلي ابتدأ منذ محاولات الاستاذ قاسم امين نيل حرية الفتيات في الثقافة والتعليم...ومن غير المستغرب  ان نجد بعد عقود من الزمان ان الصراع مازال في اوجهه وبدون اي بوادر انفراج او وعي وخاصة بعد تغلغل التيارات الدينية المتطرفة في مجتماعاتنا..حيث اصبحت حقيقة وجود خط متوازن بين النموذجين امر في غاية الصعوبة...وذلك بسبب افتقارنا الى نموذج ثالث معتدل يجمع بين الأستقلال والنكهة المختلفة محتفظا بالقيم الدينية والاخلاق التي نشأنا عليها...والموضوع مطروح للنقاش..