الوريث



حنان فوزي المسعودي
2014 / 1 / 13

      .......الوريث.....

  الزواج بالمفهوم العملي هو وسيلة شرعية لإنجاب الاطفال وتحديد الأنساب........هذا تعريغه والغرض منه بإختصارفي مجتمعنا...... دون التطرق من بعيد او قريب للألفة او المحبة التي تجمع بين الشريكين.......تلك المشاعر التي تدفع رجال الغرب الى الإرتباط بنساء عقيمات احيانا....وبالعكس..................وليس بمقدورنا ان ننسى الجملة التقليدية قبل كل زفاف..اريد اشوف ولدك ابني وافرح بيهم......طيب هل الذرية هي الغرض الرئيسي من هذه المؤسسة الاجتماعية التي تقوم عليها كل الحضارات....................... كل فتاة.....هي ام المستقبل.......وكل شاب.......هو اب المستقبل.......وهذه اهم الأدوار التي يتوجب عليهم اجادتها في مسرحية الحياة الشرقية المحدودة............................. ماتزال تلك القيم البدوية مترسخة في دهاليز النفوس مهما ادعينا التطور........وارتدينا احدث الازياء وتكلمنا بمختلف اللغات......فستبقى الخصوبة هي الصفة المفضلة في نساءنا..........ومن المستحيل ان يقدم رجل على الارتباط بأربعينية....مهما بلغت من الجمال والأدب والثقافة......فعانس الشرق تستحق هذا اللقب حين تبلغ الخامسة والثلاثين...........فقط... وسائل الاعلام.....كتبنا.........وحتى اعلاناتنا التافهة لاتتحدث إلا عن الامومة ولكأنها الغرض الوحيد الذي خلقت لأجله المرأة...وبدونه تكون مخلوقا غريبا يصعب تصنيفه......... بعد الشهر الاول من الزواج...يبدأ قلق عروسنا الشرقية.........ويكثر همس العجائز خلف الابواب المغلقة...........في انتظار الدليل.................الدليل الذي سيضع الفتاة ضمن اطار المخلوقات البشرية........ويتوج الزوج على عرش الذكورة المتناقلة بفخر من الأسلاف....... وعندها ياتي الوليد.....كائن برئ مرحب بوجوده وغير مخطط له اطلاقا......فهو القيد الذي سيربط الزوج بإمرأته.....وهو وريث سلالة من التخلف والعشوائية...... الزواج قبل كل شئ.....توحد...شعور بالأمان ..احساس بالألفة..فمن طبيعة الأنسان انه اليف...ومعنى هذه الكلمة...انه لايتمكن من العيش بمفرده ويحتاج دائما الى من يأنس اليه ويطرد وحشته وبخلافه يتحول الى متوحش...شأنه شأن الضباع في البراري والقفار... ...ولكن اعرافنا وتقاليد اجدادنا لاتفقه من الزواج سوى...النسب...والذرية......ولايمكن بأي شكل من الأشكال اقناعهم بالعكس....بل ان محدثتكم ستكون اول من تبحث عن عروس خصبة لأبنها.......عقود من التخلف المتوارث والدائر بحمق في الاوردة والشرايين لن تغيرها كلمة من هنا او فلسفة من هناك.....الأمر يحتاج الى بزوغ اجيال واعية.....مثقفة...وشفافة تدرك حاجات الروح قبل الجسد وتعمل على تحقيقها.......   . . ومازلت نأمل......وننتظر......