امراه ,,, يخشاها كل الرجال



سلمان محمد شناوة
2005 / 6 / 22

المراه التي يخشاها الرجال

( نظرة الى نضال امراه ,, وليس الى سياسة دولة )

كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الامريكية , امراه ليست كباقى النساء ,, امراه من عالم الرجال ,, بل هى تثير الرعب فى قلوبهم هذه الايام ,, الكل فى استقبالها ,, الكل يخشون نظراتها , كلماتها , تصريحاتها ,و بل يخشون الانطباع الذى سيتولد لديها فى هذه العاصمة او تلك ,,,,
اقوى الدول العربية ,, قامت قيامتها هذه الايام ,, زيارة سريعة للسيدة الوزيرة , اقامت الدنيا ولم تقعدها , من ابو مازن ( محمود عباس ) الذى يخطب ودها ,, وتصاريحها لقيام الدولة , الى الرئيس حسني مبارك ( العجوز المتهالك ) الى الامير عبدالله ولى عهد السعودية والذى احتضن يديها بصورة غير متوقعة ابدا ,, وكانه يريد ان يبث لها حبه بالاضافة ,, رغبته بعدم التطرق الى المواضيع الشائكة لنظام الحكم السعودى , مرور بملك الاردن ,,,
امراه استقبلها اكبر الرجال فى المنطقه ,, لم ينظر احد الى سحنتها السوداء , ولا الى بنيتها الضعيفه ,, ولا وجهها الشاحب ,, انما كان الخوف والخشية من انها تمثل القوة الاولى فى العالم ,, وهاهي تمثل هذه الايام المراه الاولى فى المنطقة ,
هذه المنطقة والتي لازالت ترفض المراه فى صور مختلفة ,, وفلا يزال الخليج يرفض توزير امراه , وان فعل هذه الايام فانه فعل على استحياء , بخجل ,,حتى يزول العتب عنه ,, ولاتزال المراه تشهد اقل مستويات التنمية فى مجموع الدول العربية ,, واقل فرص العمل ,, والمهانة فى التقاليد البالية للمجتمع ,,
هل كان بفكر هذه السيدة السوداء ان حضارة امريكا الشمالية ,, هذه القارة الجديدة ( ارض الفرص ) لكل الناس ,, ما عدا العرق الاسود ,, ابنة التاريخ الطويل للنضال فى سبيل الحصول على الحرية ,, ربما حين خطت رجلها على ارض اقوى دولة عربية ويستقبلها هذا الملك او ذاك الرئيس ,, ان اجدداها كانوا عبيدا ,, يحرثون الارض للسيد الابيض ,, فى القارة الجديدة ,, وكيف جاء اجدداها مكبلين بالقيود والاصفاد وبيعوا الى من يدفع يبحثون ليس عن الاذكى ,, انما يبحثون عن الاقوى ,, كالثور لحراثة الارض ,, ومسيرة طويلة من الالم ,, والنضال والهروب من اسر العبودية ,, مرور بوجه الرئيس لنكولن الذى اصدر قانون تحرير العبيد ,, والحرية الجديدة ,, والنضال فى سبيل اثبات الوجود ,, فالحرية اصعب من العبودية ,, الحرية تحتاج اثبات وجود اكثر من العبودية التي لاتحتاج سوى اقرار بواقع ,, ومن قضية الى قضية ومن موضوع الى موضوع الى النضال فى تثبيت الحقوق المدنية ,, خطوة خطوة ,, ولحظة بلحظة ,, ويوم بعد يوم ,, فلم تكن المراه السوداء تناضل فقط لاثبات وجودها امام الرجل ,, قبل ذلك كان الامر لاثبات النفس امام العرق الابيض ,, تثبيت الحقوق المدنية الطبيعية للانسان ,, الحق فى الدراسة ,, الحق فى العمل ,, الحق فى السير فى الطرق ,, الحق فى المشاركة فى ركوب الباص ,, الدخول لنفس المطاعم الدراسة فى نفس المدارس ,, العنصرية البيضاء البغيضة ,, وان اعطت للاسود الحرية الا انها قيدته فى مجموعة قوانين ظالمة جائرة , مدارس منفصلة للابيض وللاسود , مطاعم منفصلة , مقاعد بالباص منفصلة ,,, قراءة للنضال الاسود فى القارة الامريكية ,, نشعر كم هو الانسان يظلم اخاه الانسان ,, ونشعر كم هو عظيم الانسان حين يكافح لاثبات حقوقه المدنيه ,, مرور بشهداء هذه الحقوق ( مارتن لوثر كنغ ) او الدكتور كنغ كما يحبون ان يسموه ,,
كوندوليزا رايس ابن هذا الارث ,, تاتي اليوم الى المنطقة ويقف امامها الرجال خشية ,, مجرد كلمة منها ,, ربما تغير وجه المنطقة ,, هى تمثل السياسة الامريكية ,, مع ذلك السياسة هى مجموعة افراد وهى احد هؤلاء الافراد ,,
كواندوليزا رايس ,, اتت اليوم تبشر بعالم الديمقراطية ,, وقالت (( فى السابق وقفنا خلف الانظمة لنثبت الاستقرار ,, ولم نحصل لا على الاستقرار ولا على الديمقراطية )) ونحن اليوم نراهن على الديمقراطية , ولا بد من حدوث اصلاحات .
كواندوليزا رايس ,, وجهت الانتقاد الى الرئيس حسني مبارك ,, وبدا امامها وهو عجوز السياسة المصرية والذى يشبث بكم سنة باقية له من العمر , بدا وكانه ياخذ منها التعليمات والتوجيهات ,, خرقت كل الممنوعات والمحرمات فى السياسة المصرية ,,قابلت المعارضين ,, ايمن نور الذى رشح نفسه ,, قابلت كثير من وجوه المعرضة ,, انتقدتها الصحف القومية والحزبية مثلما تنتقد كل شي ضد السلطة قائلة ,, لا يحق لها ان تتدخل فى شئون داخلية لليلد ,, ولا نقبل اصلاحات من الخارج ,, اصلاحات يجب ان تاتي من الداخل ,, لكنها لم تقابل رموز الاخوان ,,
فى السعودية ,, وحين نرى الامير عبدالله وهو يحتضن يديها ,, وكانه يخشي انتقادتها ,, انتقدت سجن الاصلاحيون الثلاثة ,, انتقدت عدم مشاركة المراه ,, انتقدت طريقة الحياة السياسية ,,اجابها سعود الفيصل ,, الاصلاحات تاتي من الداخل ,, لا نستطيع قبول ديمقراطيه اتاية من الخارج ,, لكل بلد له خصوصيته ,,
هل يمكن ان تكون مثالا للمراه العربية ,, ربما وربما لا ,, ربما بما تمثل ما ,,, للسياسية الامريكية من وجه بغيض ,, تثير النفور منها فتقول المراه العربية ,, من غير المعقول ان تكون هى المثال الذى نلتزم ,, وربما يقول غيرها ,, اذا ازلنا كل الاطر والرتوش حولها ,, فهى امراه بادت قبل مئات من السنين فاقدة الحرية ,, وهى الان تقف على راس مؤسسة من اكبر المؤسسات فى اكبر دولة فى العالم ,, هذه ستكون المثال الذى يجب ان نكون علية , قوة الارادة ,, والقدرة على الوصول ,, مع صعوبة و مرارة الايام ,

امراه ليست كالنساء ,, وهى كذلك ليست كالرجال ,, فى انتقادتها كانت تمزح ,, حين نرى وجوه الرجال وقد تجهمت ,,, من هذه المراه السوداء التي تقتحم عالم الرجال ,,ونضطر ان نقف امامها صاغرين ,, لو كان الامر قبل مائة سنة ,, من كان يتصور ان امراه وسوداء ايضا ,,, تاتي ,, لتوجه وتوبخ وتنتقد الرجال ( تنتقد الشيوخ والملوك والروساء ) ولا يستطيعون لها سوى ,, الابتسامة المرة ,, المراه التي كانت اجمل الجميلات لم يكن سوى وسيلة استمتاع ولا تفكر سوى بالفراش ,, وان كانت قبيحة او سوداء فهي امه وجارية للخدمة والاعمال الشاقة ,, ومن كان يتصور ان تاتي ويكون لها كل هذه الحفواة ,,, والكل يدعو متى ترحل هذه السوداء ,, وربما هى تبتسم فى دخيلة نفسها ,, هل هى امريكا التي حققت لها كل هذا المجد ,, او هو نضال اباءها السود فى القارة البيضاء ,,
وهل من الممكن ان نتصور امراه عربيه سوداء فى يوم من الايام ,, لها مكانه فى بلادها او خارج بلادها ,,, ربما ,, وربما ,, لا

سلمان محمد شناوة
[email protected]