المَرْأَةُ خُلقت من جزء من الرجل، والمرأة هي كُلُّ الرجلِ –بعضكم من بعض



هنية ناجيم
2014 / 1 / 27

دأب العالم أجمع بعد عصر الأنوار، وتقدم الحقوق، وبروز حقوق المرأة على المستوى العالمي إبان القرن الماضي إلى الآن، على اعتبار المرأة أنها نصف المجتمع. وأنها نصف الرجل الثاني، في إشارة إليها على أساس أنها شريكة الحياة.
وكلنا نعلم، انطلاقا مما أشار إليه الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم، أن الأنثى/ حواء خلقت من ضلع الذكر/ آدم، عليهما السلام. وبديهي، عند استقراء الحكمة الكريمة، أن الله سبحانه وتعالى قد جعل تكوين المرأة من جزء من الرجل؛ حتى تكون مصونة من طرفه هذا الكائن في علاقة سامية وصفها الله سبحانه وتعالى بالمودة.
في مقابل خلق الأنثى من جزء من جسم الرجل، جعل الله حكمته في أن تحمل المرأة كلا الجنسين في بطنها، وأن يتكونا على مرِّ تسعة شهور، وقد تقل المدة إلى ستة شهور أحيانا. حيث ببطن الأنثى يتلقى الجنين كل ما يحتاجه للتكوين والتطور عبر مراحل.. مما يعد حكمة بالغة لا مثيل عنها، حيث يجب أن نقف عندها ملايير المرات.
فالله سبحانه وتعالى خلق المرأة من جزء من جسم الرجل، وفي المقابل خلق كل الرجال والنساء في بطنها، إجلالا لها ووصية سامية تمثل آيته في خلقه "بعضكم من بعض".
إن علاقات الجنسين، سواء داخل المجتمع أو داخل الأسرة، يجب أن تنتبه إلى حكمة الله سبحانه وتعالى، وأن ترقى إلى سمو هذه الآية في خلقهما.. وأن لا يتم فصل وتجاهل هذه الآية العظيمة في النضالات اليومية للحركات النسائية وغيرها، وأن تبني أن تحرك على هذا الأساس، باعتبار أن كلا من الرجل والمرأة بعض من بعض، بحيث لن تفلح أي سياسة وأي مطلب ولن يكون ذو بعد تنموي مستدام إذا ما تم إقصاء أحد الطرفين من السياسات المتبعة والمطالب..
فالمرأة خُلِقَتْ من جزء من الرجل، والرجل تكون في بطن المرأة، وبالتالي فالمرأة كل الرجل، وهما بعض من بعض لا تستوي حياتهما، أبدا، بعيدا عن هذه المعادلة الإلهية.