المراة....وسياسة تحرير السوق



ابراهيم الثلجي
2014 / 1 / 28

ان التعليم والعمل وكل ما هو خارج البيت يخضع كرها ام طوعا لنظام واعراف السوق المبنية على معادلة العرض والطلب والحاجة والاهمال
فلما قررت المراة الهبوط من قصرها او سجنها ( سيان) للسوق كان عليها ان تدرك بانها ستصبح تبعا لاحكامه واولها كانت ومن ثم عادت احكام تحرير السوق وعدم تقييده لتستمر حياته كما استمرت الراسمالية وجددت شبابها في لحظات موتها التي انتظرها الكثير وماتوا قبلها وهي تنتعش بفضل تحرير السوق
الملزم الوحيد الاخلاقي والقانوني للسوق هو الحلال والحرام ومن خلاله يتم التقاضي بمدى المشروعية
وجود المراة بالسوق كعنصر انتاج في نطاق الحلال له مقاييسه الانتاجية فامراة تنتج 50 قطعة اجرها يكون بحسب جهدها المبذول التي تتحكم فيه كثيرا الفسيولوجيا التي اصبحت عنصرا يسير نحو التهمش مع تقدم التكنولوجيا وتقلص الاعتبار للقدرة الجسدية
ولفرضية ان التكنولوجيا ازالت نهائيا الفرق في قدرات النوع الجسدية نكون دخلنا في منافسة حقيقية تكون الفرصة السوقية فيها للاقل اجرا وقضية التفوق المعرفي تسقط من بحثنا لانها شخصية ولا علاقة للنوع بها
ولن يبقى المجتمع كما هو بان تكتفي المراة بالقليل لقلة واجباتها الانفاقية فعند الامتزاج مع الرجل في سوق الانتاج والمنافسة على العمل سيتساوى الانفاق تماما لتساوي فرص التحصيل هذا لو افترضنا ان الزوجين يعودا سويا للمنزل ولا يوجد لاحدهما حرية الخيار بالبعزقة الشخصية لان اي خلل سيتحمله المسرف شخصيا
فنحن امام حالة قريبة جدا وغريبة ستنسف قانون العائلة تماما
قد يقول البعض سبقنا اليها امم قبلنا فقل اي امم، قد امتلكت صناعات جبارة ودخل قومي مرتفع وانتفاع مباشر بالثروات
وعند الحديث عن العرب فلا نملك اي مقومة لصمود المجتمع وعدم انهيار جدران الخلية الاجتماعية الاولى الاسرة بفطرتها وتوزيع مهام اركانها
والاستعمار والمانابولي من اشد اعداء الانتقال لمجتمع السوق النامي في العالم العربي لرفضه امتلاكنا لمقومات المجتمع الحالم الجديد وهي كما قلنا السيطرة الذاتية على الثروة والتصنيع وبالتالي استحالة تامين دخل قومي لمشروع حرية المراة ولا الرجل بالسوق
تفتقت افكار الراسمالية للخروج من هذا المازق، فبعد ان اصر منظروها على سفور المراة وخروجها للسوق بدون ضوابط وتطلب اكتمال الامر بالتحرر والاستقلال لتامين شروط السوق الناجحة ، فتراهم يرفضون التحرر ورفع الهيمنة والنهب مع قتالهم بمرارة لضرورة السفور
فاقترحوا بقاء المراة في السوق.... ولكن هذه المرة كسلعة؟؟
او مستخدم ضعيف في سوق ضعيف تتطلب المنافسة فيه بيع كل ما توفر لديك من مجهود ومنافع تباع ومنها الجنسية
لعدم الاطالة انظر للمراة في تايلند والفلبين ......ماذا انتج فيهم الاستعمار حولوهم الى سلع ورقيق ابيض
واينما حل الانجليز افشوا الدعارة والمخدرات ليس من باب حب الاذى الاخلاقي ولكن من باب السيطرة على اسواق الغير وانتاج سلعهم باقل التكاليف بدون منافسة من مجتمع مفكك الاركان
فالمراة العربية طموحاتها وطلباتها محقة ولكن عليها مجهود كبير وفعلي في مقاومة الاستعمار والاستبداد السياسي المحلي ذراع الامبريالية المدارة عن بعد
وهي نصف المجتمع الذي لم يشارك في التحرر وان شاركت فكانت مشاركة رمزية فسمعنا عن مناضلات عظيمات ولكن لم يكن ثقل يذكر للقطاع النسائي بمجمله
لان الاستعمار كان وما زال العدو الاول للمراة والمسبب الرئيسي للتامر على حريتها بعكس ما تبثه وسائل مبعوثيه من منظمات ممولة هدفها اشعال معركة بين افراد الجنس الواحد لتنهار قلعة المجتمع المكون للذكر والانثى من الداخل
وحلم المراة مهما بلغ السوق من عدالة في التوزيع لن يحققه لها الا اجر الله
الذي يتم الاجر غير منقوص على قاعدة القيام بالتكليف حسب المقدرة والتاهيل الخلقي لكل انسان بغض النظر عن مواصفات جسده وليس حسب الكم والعدد
اي بالطاعة والاخلاص
وننتج بقدر ما نقدر وناكل بقدر ما نحتاج ونسعف الاقل حظا وسط الزحام بما يزيد
هذا سر سعادة في حياة قد يستطيع صناعتها البشر من ذكر او انثى
عدوهم فيها الاستغلال والاستعمار وابشعهم الاحتلال ومن جنس البشر
والعدو الثابت غير المتغير الى يوم الدين الشيطان المقترن بالانسان من جنس اخر