النقاش بين الزوجين....حوار الطرشان



حنان فوزي المسعودي
2014 / 2 / 6

النقاش بين الزوجين....حوار الطرشان  

بالأمس جلست مع مجموعة من النساء..وكانت تدور بيننا نقاشات متعددة..ولا أدري كيف ساقنا الكلام ووجدنا انفسنا نتحدث عن الحوار بين الزوجين ولا اخفيكم سرا فقد قمت بإستغلال الفرصة وطرح العديد من الاسئلة على جليساتي اللواتي كن ينتمين الى مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة.. سألت كل واحدة على حدة..."هل هناك حوار ذكي بينك وبين زوجك "؟ وقد ادهشني الجواب فعلا...   اكتشفت عدم وجود حوار من اي نوع بين الزوجين عدا عن متطلبات المنزل وشؤون الاولاد..وعندما تعمقت بالسؤال وبالاصغاء ادركت سر المشكلة. تتجنب 90% من النساء خوض الحوارات مع ازواجهن لسبب بسيط وهو عدم الإصغاء.. فالزوج الشرقي المنهك في العمل ومتاعب الحياة لايتقبل فكرة خوض نقاشات جادة مع شريكة حياته بل يعتبر ان وجوده في المنزل هو وقت راحته وان النقاشات الذهنية بعيدة كل البعد عمن تقوم برعاية منزله وتربية اطفاله....وتلك مصيبة واحده.... المصيبة الثانية هي محاولة حسم النقاش الدائر بإتهام الزوجة بالفهم المتدني والاحكام المشوشة...فقد حاولت احدى النساء عرض مشكلة تواجهها في العمل لزوجها فما كان منه إلا ان اتهمها بالبلادة وقصور الأدراك..فالنقاش بالنسبة للزوج الشرقي هو فرصة سانحة للأنتقاص من زوجته وكأنه لم يكتف من اهمالها وتهميشها الأزلي ليجهز بسيل كلماته الجارحة على البقية الضئيلة المتبقية من كيانها.... وهناك نموذج اخر يبدو الطف وقعا ولكنه يؤدي الى نفس التأثير وهو النموذج المهادن...الموافق على كل شئ..  حيث يتجنب بهذا خوض النقاشات ويبتعد عن وجع الرأس ويوافق زوجته على كل ماتقوله....والمشكلة هنا إن الزوجة تكون غير راضية ايضا حيث اخبرتني إحداهن انها تشعر بأنها تكلم نفسها وإن المقابل حجر اصم او مرآة قديمة تعكس صورتها وحسب. حسنا....في علاقة زوجية صامتة كهذه..كيف يفهم كلا الطرفين متطلبات الأخر..وكيف يستطيع الزوج التعامل مع شخصية الأنثى التي تشاركه حياته اذا كان لايكلف نفسه عناء الأستماع اليها او فهمها ؟.. ولكن من ناحية أخرى...ماحاجته الى الإدراك والفهم...ألم يتناول عشاؤه....ألم يشرب شايه....ألم يستحم اولاده ويذهبوا الى اسرتهم مسرورين....فلم يصغ اصلا....وهل يمتلك وقتا للأصغاء ؟....كان الله في عونه...ففي الصباح هو مشغول بالعمل وفي كسب قوت العائلة...وفي المساء هو مشغول بتصفح النت والبحث عن بروفايل إمرأة جميلة ليحادثها ويبتدأ الحوار معها بكلمة.....انني وحيد ولا أجد من يفهمني ؟؟