المرأة وما قبل الثامن من آذار



عمر عبد الحميد الضابوس
2014 / 2 / 8


اليوم هو الثامن من شباط، أي ما يسبق الثامن من آذار بشهر(وهو يوم المرأة العالمي بشهر) ، اليوم لا حديث عن المرأة إلا ما قل وندر، اليوم كالعادة المرأة مهمشة وتابعة وناقصة تماماً كما هو الحال ما بعد الثامن من آذار (وهو عنوان مقال صغير كنت قد كتبته بأسف خلال العام المنصرم)، كنت قد تحدثت فيه وبكلمات مبسطة عن حال المرأة وخصوصاً الشرقية منها وآراء الناس بها في عيدها وما بعد عيدها، ففي يوم المرأة العالمي نرى الكتاب والشعراء والمدونون يتسابقون ويتلهفون بكتاباتهم عن المرآة "فهي عماد المجتمع ونصفه، وهي من كرمها الله في القران، وهي الأم وهي الحاضنة وهي ... وهي .... وهي .... إلخ، وعند انتهاء يومها العالمي فوراً ترجع الى ما هي عليه الآن، فينسى الكاتب ما كتب، وينسى الشاعر ما القاه من شعر، ويشطب المدون مدونته فقد انتهى يومها من الثلاثمائة وستون يوماً ... !!، فكان حقاً علي أن أكتب هذه الكلمات موجهاً لهم نصيحتي (لا تكتبوا، لا تمدحوا، ولا نريد ان نرى المزيد من الأكاذيب)، حقاً لا نريد ان نسمع ونقرأ عن المرأة في يوم واحد، لا نريد ان نجعل لها يوماً عالمياً، فكل الأيام يومها فهي من البشرية ولا فضل على احد إلا بالدين الذي بعث الله نبيه فيه الينا، إن من يبحثون عن حقوق المرأة هم أكثر من يقيدونها بتميزها عن الرجل، إن ما نحتاجه ان فهم ونعي ان لها ما لنا وعليها ما علينا ولا شيء بعد ذلك، فلا نريد المزيد من الشخصيات المعروفة في الدفاع عن حقوق المرأة وهم أكثر من يقيدها، فهم لا يأبهون الى حرية المرأة بل إن ما يريدونه تحرير أنفسهم فقط، وما أقوله لهم بحق "حرروا انفسكم قبل ان تطالبوا بحرية المرأة،،، حرروا انفسكم ... !!
إن ضياع المرأة الشرقية ما بين النص والعادة خلق منها مرمى لمن يريد "الإفتاء" بمعناه الواسع، فالعادة الخانقة التي تُجبر المرأة على تقييد نفسها قبل أن يقيدها الرجل يجب أن تتغير، فلا دين ولا قانون أمر بذلك، فالدين والقانون أمروا بالمسواة في الحقوق والواجبات، فالحقوق مقيدة ولكن الواجبات لا قيد عليها ... !! فلماذا الواجبات لا خلاف عليها والحقوق ضائعة ... !!! .
قد يسهيني اهتمامي للموضوع حتى يظن البعض أنى سأدخل ضمن من انتقدتهم، فلن اتحدث أكثر ولن أمدح، ولكن ما يجب أن تعلمه كل إمراه بأنها حرة وأن يومها هو كل يوم ليس فقط الثامن من آذار وأقول لهم وبكل قوة أنتم من يجب ان يبدأ فـ (اطرقوا جدار الحرية ... اطرقوا جدار الحرية).