تلميذات المغرب في مقدمة موجة الغضب



طه محمد فاضل
2014 / 2 / 13


التلميذات المغربيات الشجيعات والرائعات في مقدمة الحركة الاحتجاجية للتلاميذ ضد برنامج "مسار" حكومة الرأسماليين في قطاع التعليم بالمغرب.


الدولة تريد سماعا زغاريد النساء في احتفالاتها، وتكره سماع صرخاتهن ضد سياستها ! ظل نظام الاستبداد وأجهزته الرجعية تشتغل على طول الزمان لحرمان ومنع الجنس الأنثوي من الحرية الثقافية والسياسية ، والتسلط على حقوقهن بالقوانين المتخلفة ، مستعملة البنيات الاجتماعية الذكورية وكل المؤسسات المتحكم فيها بدقة . كل هذا لم ولن ينفع مع النساء المغربيات المجيدات وفي مقدمتهن التلميذات الشجاعات اللواتي خرجنا حاملات مكبرات الصوت ويخطبن في زملائهن التلاميذ للدفاع عن حق التظاهر والاحتجاج ضد ما يعتبرونه ظلما وحيفا في حقهن. هذه الموجات الاحتجاجية في اغلب الثانويات المنتشرة بالمغرب ، فهي جد مهمة للشبان والشابات ألان ومستقبلا.

أول من يجب عليه دعم حركة الغضب والاحتجاج التلاميذي ، هي الأسر، أباء وأمهات وإخوان وأخوات ، بالتشجيع والمساندة والدعم . لان الدولة الطبقية المسيطرة على كل شئ ، ليس برنامج " مسار " في قطاع التعليم وحده ، بل كل المسارات ، وفي مقدمة مساراتها ، مصير أبناء وبنات الكادحين في الأساس، من المهد الى اللحد . إن التلميذات كن رائعات بالجدية والالتزام بدون مركب خوف أو نقص . والنظام السياسي بالمغرب يتحكم في قرارات وحرية التلاميذ من خلال أجهزته كلها، في مقدمتها الأسر والعائلات التي تتحكم في بناتهن وأبنائهن !! وأحيانا بتخويفهن من ممارسة علم وفن السياسة، لان الدولة البرجوازية تريد احتكارها وحرمان الشباب أبناء الكادحين من دخول معمعتها. وهي حق من حقوق الإنسان للدفاع عن ثرواته وخيراته وسيادته و حقه في تقرير مصيره بنفسه، وأن يكافح ضد كل المشاريع والقوانين التي يعتبرها ظالمة.

تحية واحترام وتقدير لكل التلميذات الشجيعات ، المؤمنات بان الحق ينتزع من الميادين وخوض المعارك في صفا واحد ومتشابك الأيادي مع زملائهن التلاميذ.

التلميذات المغربيات العظيمات يفرضن الحضور ويعشن المساواة الحقيقية على الأرض أما الخطابات الرجعية المتخلفة لا احد يبالي بها و يسمع عنها حتى . إن مستقبلا كبيرا في الأفق للنساء المغربيات ومغرب أخر سيتحقق ، بهن ومعهن.

عاشت النساء المغربيات اللواتي يشجعن ماديا ومعنويا بناتهن وأبنائهم على خوض المعارك والاحتجاجات.

النضال الميداني يوحد الصفوف بين الجنسين.

كان دائما يرفع شعار"..النساء والرجال..بحال بحال..في النضال .." على الثوريين أن ينتبهوا لهذه الحركة الاحتجاجية التلاميذية ، ويسجلون الملاحظات الدقيقة على كل خطوة تخطوها تلميذات المغرب الرائعات بنضالهن المتحرر من كل قيود التحكم . ولابد على الأساتذة المناضلين من تفعيل الفضاءات داخل المؤسسات التعليمية وانتزاعها من الرجعيين والظلاميين أعداء تحرر النساء ، ويجب الاهتمام كذلك بالأنشطة الثقافية والفنية والأدبية وكل الإبداعات لتفجير الطاقات الهائلة التي أظهرتها الفتيات من خلال قيادتهن للاحتجاج التلاميذي. إن خوض المعركة الإيديولوجية في كل الميادين ضد أعداء العقل أمر لا تهاون فيه ولا تراخي ولا تساهل . إن التيارات المحسوبة على الاسلام السياسي بالمغرب يريدون من فتيات ونساء بلدنا أن يخضعن للطاعة والحصار في البيوت إلى نهاية العمر ، والاشتغال يوميا في الطبخ والنظافة والاعتناء بالأطفال والمسنين بدون مقابل ، والتخلي عن كل الحقوق وفي مقدمتها النضال والتكوين السياسي .

ومن اجل تحقيق مزيد من التقدم ، تبقى المهمة على عاتق جميع الثوريين المغاربة ، وبالخصوص المناضلات داخل المؤسسات التعليمية والثانويات خصوصا لتطوير هذه الانطلاقة الجديدة والغضب العارم ضد مسار الرأسماليين الذين قطعوا النفس فينا. وهذه المرحلة التي انطلقت فيها الثورات العربية التي لازالت نيرانها مشتعلة تحت قصور الحكام الظالمين، بن علي ومبارك ومعمر وعبد الله صالح ومرسي، كلهم انتهى مصيرهم بغضب الشباب الثائر، أليس كذلك؟

لا احد بإمكانه وضع حجاب أو ستار بين التلميذات وزملائهن التلاميذ، وكل الساحات والفضاءات مختلطة الآن بالجنسين معا، وهذا هو منطق التطور والصراع .

مهما كان الأمر ، فالمناضل والمناضلة الحقيقيين موقفهم وموقفهن دائما مع غضب وتمرد الشباب ضد سياسة الطبقة البرجوازية ، وخصوصا إذا قادت موجة الغضب هذه التلميذات في مجتمع ذكوري رجعي تحت سيطرة حكم فردي استبدادي