دور المرأة في بناء المجتمع



قصي طارق
2014 / 2 / 16

عندما نعلم بان الأسرة نواة المجتمع وهذا يعني أن المجتمعات قد تكونت من تجمع الأسر أما الأسرة فقد تكونت من الزوج والزوجة ثم مجموعة من الأطفال وهنا نحب أن نبتعد عن الإطار السياسي ولو أن السياسية داخله في كل مفاصل الحياة .ولكي تعرف المرأة دورها في المجتمع سيكون هذا المدخل في هذه المحاضرة مبنيا على علم الاجتماع وعلم النفس فاذا ما علمنا كما قدمنا بأن الأسرة نواة المجتمع وإذا أردنا أن يكون هناك مجتمع متعافي يجب أن تكون الأسرة صحيحة متعافية .في هذه المحاضرة نريد ان نعطي فكرة إلى المراة ونبتدا معها منذ الصفر. هذه المرأة التي ذهبت إلى زوجها وكونت أسرة يوما ما كانت هي نفسها فردا من افراد الأسرة منذ نعومة أظافرها أخذت شي من أبيها وأخذت شي من أمها وكانت تلك الأشياء الركيزة الأولى لتعليمها وتكوين شخصيتها ثم ذهبت الى المدرسة وأخذت تتعلم وتنظر إلى المعلومات ثم المدرسات واتخذت من أحداهن قدوة لها .فتكونت شخصيتها وتكونت ما يسمى في علم النفس (الأنا)ومعنى الأنا هنا سيكولوجيا هي مجموعة من القيم والأعراف والتقاليد وكل شي يخص الفرد وجبل عليه .اختلف علماء الاجتماع في السقف الزمني الأعلى لتحديد الأنا لكن جلهم اكدوا على أن سن (21) سنه تكون الأنا لدى الإنسان ذكرا كان أم أنثى قد اكتمل أي أن لاتغيرا يحصل بعد ذلك في القيم الأساسية التي جبل عليها وهذا يعني عندما نستعرض الطفولة وما قلنا عن اجتماع الزوج والزوجة وتكوين أسرة جديدة ستنتقل كثير من قيم وعادات حتى نوع الطعام وطبيعة الطعام ومذاق الطعام إلى البيت الجديد فيختلفون بينهما نضرب مثلا زوجها أتى من عائلة تعودت أن تشرب الشاي خفيفا ً بينما هي تعودت أن تشرب الشاي كما يقال ثقيلاً . تكون وجبة الطعام دهنية يحبها الزوج الفتاة لا تحب ذلك فقد تعودت في بيت عائلتها أن يكون الطعام قليل الدهن ومثل هذا وذاك كثير جدا حتى في الوان الملابس يختلفون في الذوق، يختلفون في السلوك ،ويختلفون في نبرات الصوت . فالرجل جاء من الطبقة العالية والصوت العالي والفتاة جاءت من بيت يستخدمون الصوت الهادئ حتى في الاستماع للأغاني. حتى في متابعة التلفزيون . هنا الذي نريد أن نقوله أن تعلم المرأة أن أمها وأبيها أيضا جاءوا من عائلتين مختلفتين لكن اتفقوا تدريجياً وتواصلوا إلى الوسطية وتعودوا على هذه الوسطية وعدم إلغاء الأخر حتى كونوا أسرة جديدة .أذا أردنا من المرأة أن تكون عضوا فاعلا في المجتمع عليها أن تبني الأسرة أولا فأننا اشد ما نخشى من الأسر المهدومة نتيجة الفراق والخصام والعراك والتصدع حيث أن كل ذلك يؤدي الى تصدع الذات في الأطفال ويشكل خطرا عليهم في النمو الفكري وفي تكوين الأشياء بشكل صحيح وسوي .قد يكون الطفل الذي أنتجته أسرة متصارعة مثل فراق الزوجة لزوجها سنة او أشهر ثم تعود إلى بيتها أو مثلا الطلاق . جميع الدراسات أكدت وهذا أيضا "يخضع إلى النسبية ولكن العموم أكدوا أن هؤلاء الأطفال يتميزون أما بالانطواء أو الخجل أو التطرف أو الفراغ النفسي والعاطفي في فترة الطفولة ويترتب على ذلك ان يكون عضو هذه الاسرة شاباً كان ام فتاة يعاني من اضطرابات نفسية لا تجعل منه عنصرا نافعا وفعالا في المجتمع . نذكر هذا لتعي المرأة ان من اولويات واجباتها العمل على بناء أسرتها بناءاً صحيحا بعيدا عن ما ذكر نا من تداعيات وهذا ما على الرجل ان يدركه ايضاً فلابد من عملية التوافق والانسجام مع زوجته حتى يكونون أسرة جديدة وتؤكد الدراسات في علم الاجتماع بان هذه الأسرة الجديدة تحمل أشياء كثيرة من أسرة الرجل وأسرة المرأة لكن الأسرة التي تكونت أسرة جديدة وهكذا . اذن على المرأة أن تدرك هذه المعلوماتية وان تعمل جاهده على التوافق مع زوجها وكذلك الرجل ولكن حديثنا عن المرأة لأنها تحمل على كاهلها كامل مسؤولية الأسرة . عليها ان تعطي تنازلات أكثر وان تعمل


على وجوب حالة من التوافق بينها وبين الرجل ثم يأتون الأطفال بجو صحي بين الرجل والمرأة وتتكون بهذا أسرة صحيحة متعافية كل أفرادها يعملون في بناء المجتمع كذلك المرأة تلعب دور كبير في أدارة البيت حتى في الحفاظ على نفسية الرجل وهي تعلم ان الاقتصاد او المال هو شريان الحياة فعليها ان ترشد هذا المال وان تعمل على مقدار دخل الأسرة المالي وان لا تذهب بعيدا وتكون حالمة أو تسرف في المال وتضطر الرجل إلى الاقتراض فهذا يولد مشاكل أوهي ذاتها تقترض المال من هنا وهناك فهذا يولد مشاكل أوهي ذاتها تقترض المال من هنا وهناك فهذا يولد مشاكل للأسرة وبدون هذا يحصل الاستقرار الأسري والقناعة وما أحلى أمثالنا في العراق منها "مدد على كد غطاك "منها "القناعة كنز لا يفنى "وهكذا المرأة بهذه المواصفات تنتقل الى المجتمع وتلعب نفس الدور الذي تجلى في التأثير على الزوج وأفراد العائلة الذين كبروا ووصلوا إلى الجامعات وأن تعلمهم مفهوم الوطن ومفهوم المواطنة وان الوطن هو البيت الذي نسكنه وانه الهوية التي نحملها فلا نعمل شيئا" لا يتفق ويتوافق مع مصلحة الوطن ولا يكون اي فرد منهم خارج على القانون . وعلينا أن نحترم القانون وعلينا أن لا نتطرق وننبذ العنف وكذلك المحاصة ونبذ الطائفية وان تحترم الإنسان مهما كان من أكثرية أو أقلية فهو شريك لنا في الوطن وان نحترم الضعيف قبل أن نحترم القوي وان نساعد الضعيف ونأخذ بيده وان نعمل على التكافل الاجتماعي وان نعمل على تحقيق السلم الاقتصادي والأهلي وان يكون وطننا آمنا "مستقرا" وهذا كله يجب أن يترجم بالعمل لا بالكلام فقط وكل يعمل من دائرته ومن وسطه الذي يعيش فيه . هكذا تبدأ المرأة مع العائلة في بناء المجتمع وكذلك مع النسوة الأخريات في الزقاق أو مجال العمل ثم تنطلق الى المنظمات النسوية أو مؤسسات المجتمع المدني وفي كل الأحوال تكون المرأة ايجابية العطاء وبهذا يتجلى لنا دور المرأة التي هي الزوجة والأم وربة البيت كيف يجب أن تكون ولتعلم المرأة أن العمل في هذا المجال يخصها هي بالذات فما يصيب المجتمع من تصدع وانشقاقات وصراعات يؤثر على أسرتها فلتدفع الأذى وتدافع عن هذه الأسرة التي أعطينا مقدمة عنها وكيف تكونت هذه الأسرة بعد جهد جهيد وأننا نرى لما قدمنا أن للمرأة دوراً كبيراً في بناء المجتمع ضمن المسار الصحيح .
المصدر . كتاب قديسات ما بعد الحداثة , العنف ضد المراة , طبعه اولى تأليف قصي طارق مراجعة وتدقيق واشراف داني براون فايد ,ص220-235