رسالة إلي امرأة قبطية



عمرو عبد الرحمن
2014 / 2 / 21

إلي كل امرأة قبطية علي أرض مصر.. إلي كل من ادعي أنه "مسلم" وآذي ابنة من بنات مصر، إما خطفا أو إجبارا علي الدخول في الإسلام، وإلي كل المدافعين عن حقوق أبناء مصر في مواطنة حقيقية وحرية اعتقاد لا شائبة فيها، هذه رسالتي إليكم؛

لا شك أن مخطط الفوضي الخلاقة الذي غرسه الكيان الصهيوأميركي وأطلقته الأفعي الماسونية "كوندوليزا رايس عام 2008 من قلب العدو الصهيوني في تل أبيب، تضمن إلي جانب إعادة تشكيل خريطة المنطقة علي اساس إثني "طائفي" حزمة من الجرائم اللا إنسانية، اضطلع بارتكابها أذناب الكيان في المنطقة وهم جماعة الإخوان "المتأسلمون" وأذرهم الإرهابية من تنظيم القاعدة وما تفرع عنه أخيرا مثل جبهة النصرة، ثم ما تشكل حديثا مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وجماعة أنصار بيت المقدس، وغيرها من الجماعات المجرمة في حق كل ما عرفته البشرية من الدين.

وفي الوقت الذي كانت جرائم تهجير وإبادة وذبح الأقباط في سورية الشقيقة، كانت جماعة الإخوان الإرهابية تقوم بدورها المطلوب منها تماما ألا وهو إذكاء النعرات الطائفية، سواء بين "سنة" و"شيعة"، كما شهدنا جريمى ذبح عدد من مشايخ الشيعة في الجيزة بدم بارد وبتعليمات الجاسوس الماسوني "مرسي" الذي رفض أوباما لقاءه حتي لا تصيبه لعنته، أو بين مسلمين ومسيحيين، سواء كان هذا إبان السنة السوداء التي حكمت فيها الجماعة مصر، بمنح الفرصة للمتطرفين لكي يقوموا بإجبار بعض فتيات مصر الأقباط علي الأسلمة، ثم خطف أخريات، دون تدخل من الحكومة الإرهابية، أو عقب سقوط النظام الارهابي، فإذا بأنصاره يشعلون النيران في ستين كنيسة قبطية مصرية علي أرض المحروسة، في محاولة فاضحة لتحويل أنظار الشعب إلي الفتنة الطائفية، بدلا من التوحد علي جبهة واحدة في معركة واحدة ضد الإرهاب الذي هو مجرد أداة في يد الكيان الماسوني العالمي، في إدار ما يسمي بالمرحلة الرابعة من الحروب.

وفي إطار محاولات جرت حثيثا من عدد من المنظمات الحقوقية بهدف حل هذه القضية الشائكة، كانت الحكومة التي قام الدكتور البرادعي بغرسها كعقبة كؤود في طريق مسيرة مصر الثورة إلي طريق النهضة الحقيقية، وراينا كيف أن الببلاوي العاجز عن معالجة أي قضية اقتصادية أو سياسية او أمنية، كان من الطبيعي أن يقف أكثر عجزا أمام قضية هي إنسانية بالدرجة الأولي، ولم تعد طائفية عقب زوال السحابة السوداء عن أرض مصر.

الواقع يفرض أن علي الجميع التكاتف الآن بهدف بناء الدولة المصرية الجديدة، حيث لا دولة ولا نظام في مصر حتي هذه اللحظة، إلا من دستور، لكن لا برلمان ولا حكومة حقيقية ولا رئيس.

علينا ان نتحرك وفورا لتأسيس دولة حرة مستقلة جريئة في مواجهة مشاكلها، علي النقيض مما مضي من حياتنا في مصر منذ نصف قرن وحتي الآن.

لا أقول علينا أن نصبر، بل أن نتحرك ولكن في الاتجاه الصحيح.

نحو حماية استقلال بلادنا، وفي نفس الوقت بناء المؤسسات القوية القادرة علي إنهاء أي ملف علي اساس الحق في المواطنة وحرية الاعتقاد.

لنتذكر جيدا، أن الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو غيرها لم نسمع منها كلمة واحدة بشأن الجرائم التي لم تعرفها البشرية في سورية، وفي القلب منها جرائم إبادة وتهجير أقباطها كما في منطقة الرقة وحلب، لماذا؟؟؟؟؟

لأن من مصلحتها أن يبقي المشهد داميا ومشتعلا ومشوها في أعين الناظرين، ما يبرر للاتحاد الأوروبي وهو وجه العملة التي وجهها الآخر حلف النيتو، لكي يغزو سورية.

وبالنسبة لمصر فالاتحاد الأوروبي الذي يضغط علي مصر من أجل وضع ايديها بأيدي قذرة من المنتمين لجماعة إرهابية - ماسونية بامتياز، لم يتدخل لحماية أقباط مصر من مسلميها هكذا وكأنه قادم في سفينة نوح تحملها الملائكة... بل إذا تدخل فلن يكون إلا في إطار المخطط المرسوم لمصر، وهو إشعال الفتنة وسط ابناء شعبها المتلاحم من آلاف السنين، وهو لم ينسي مقولة البابا بطرس السابع الجأولي الذي رفض الحماية من بريطانيا - رأس العالم القبطي - علي مصر.

والسؤال الآن؛ من ذا الذي يريد أن تتلوث يده بالمشاركة في هذه الجريمة؟

من ذا الذي يريد خيرا ببلده، فـ"يقسم" ظهرها، ويفرق أهلها شيعاً؟؟؟

حتي وإن كانت الجريمة - جريمة تقسيم مصر - واقعة لا محالة، لا قدر الله، فلن يكون ذلك وانا علي قيد الحياه، الموت استشهادا في سبيل الله، دفاعا عن أمن وطني وحدود أرضي وأشقائي في بلدي، أهون عليَْ.

***

أخشي أن مصر الآن باتت تشكو إلي الله - عز وجل - قولها: اللهم احمني من أبنائي .. أما أعدائي فأنا كفيلة بهم.!!!