هل يستطيع العلمانيين رجال ونساء ان يحققوا هذا الانجاز للمراءة , اي المساوات اذا تدخل الدين ؟



سلام فضيل
2005 / 6 / 30

قبل عدة سنوات قدم الى احد الزعماء العرب مشروع قرار( ينتقص) من حقوق المراءة , وينص على ان يكون حق للرجل بالزواج باكثر من امراءة , والمدهش ان الذي قدم المشروع الجمعيات النسائية في ذلك البلد ويقولن هذا ماتطالب به المراءة في ليبيا وكان سؤال الرئيس ((من الذي صاغ هذا القرار ؟ فردت المتحدثة باسم النساء , النساء هن من يطالب بسن هذا القانون , وسالها الرئيس , هل اخذتن رئيء من سجنت بمطبخ البيت مع نصف دزينة من الاطفال ؟ ودون ان ينتظر الجواب قال اشك بذلك )) ومزق الاوراق التي قدمت له مكتوب فيها نص القرار وكان ذلك يبث على اكثرمن فضائية عربية .
اقول هذا ليس لان الرئيس المعني مغرم بالحرية وانما لانه مثال من واقعنا العربي ,
والان تجري كتابة د ستور العراق الجديد ,والذي يفترض ان تكون العدالةوالمساوات من اهم بنوده وخصوصا المساوات بين المراءة والرجل , ولانعرف هل اثيرت هذه المادة ام مازلت مؤجلة لانها اثارت جدلا , وكان عليها اعتراض من القوى الاسلامية عندما اقر قانون الدولة المؤقت من قبل مجلس الحكم السابق , ولكن هذه المرة سيكون الامر مختلف , لان الدستور سيخضع للتصويت من قبل الشعب , والان القوى المهيمنة على الشارع هي القوى الا سلامية بكل اشكالها , وهذه القوى , ستتفق جميعها على (تحريم ) مساواة المراءة بالرجل , وان اختلفوا في كل شئ , وسيطالبون بالاحتكام للتصويت , وحينها ستكون النتائج على الاغلب لصالحهم وسيكون ناخبهم الاول هي المراءة , (مع احترامي لها ) ولكن المراءة لايمكن ان تخرج بهذه السرعة من كل عصور التميز العنصري والتي مورست ومايزال الكثير منها يمارس فهذا اشبه بحلم ان تخرج من ذلك القمع وتمارس حريتها , واذا ما عرفنا ان الفتاوي التي استخدمت في الانتخابات التي جرت في بداية هذه السنة وكانت خجولة وغير معلنه بصورة واضحة , وفعلت فعلها , فبكتابة الدستور وفي مايخص المراءة على وجه الخصوص ستكون الفتاوي بالجملة ومعلنة للجميع بوضوح تام , وعلى من يشك بذلك فليذهب ويتحدث مع كل من يصادفه من الحركات الاسلاميه , الحزبية وغير الحزبية , وسيسمع ردهم واضح دون اية مواربة , وهنا اود ان اضع هذا المثال ليس كقياس يحكم من خلاله , وانما كمثال للدلالة,
قبل ايام قليلة حضرت ندوة لاحد وكلاء احد المراجع الكبار وهو ايضا مقرب من احد الاحزاب الاسلامية المؤثرة حاليافي كتابة الدستور , وسالته وغالبية من تواجد في تلك الندوة , هل ستقبلون ان يقر الدستور موساوات المراءة والرجل في كل شئ بما فيها (الارث والوظائف حتى ريئاسة الدولة ) ؟ فكان رده هل تعتقد ان مسلما يمتلك ذره من العقل يقبل بهذا ؟ واكمل هذا مستحيل , والاخرين كلهم اجابوا بعدم قبولهم بهذا , . وقبل ايام نشرت الصحف العراقية خبر عن المسلحين الذين هاجموا محلات الموسيقى في مدينة البصرة جنوب العراق , وفي بغداد يقتل الحلاقين وفي الفلوجة , جلد امام الملئ من وجد معه كاسيت موسيقىوان كان يخفيه في احد زوايا محله ..., ووسط كل هذا الغبار ودخان السيارات المفخخة , التي تحصد ارواح الابرياء ,
هل يستطيع العلمانيين رجال ونساء ان يحققوا هذا الانجاز للمراءة اي المساوات لوحدهم اذا تدخل الدين ؟