للمرآة حقوقها التي بين الدين والدنيا



محمود هادي الجواري
2014 / 3 / 3

هل اقر الاسلام للمرأة حقوقها ...
اذن لماذا باتت الحقوق بين الدين والدنيا ..
بقلم الكاتب - محمود هادي الجواري
النظرة التكوينية للمرأة ككائن بشري لا يختلف عن الرجل من حيث الخلق فكلاهما ينتميان الى بني البشر .. الاختلاف الذي ظل قائما بلا اجوبة قاطعة من الناحية الزمنية في الخلق والتكوين اي الزمن الذي خلق فيه ابو الانسانية جمعاء وهو آدم وما لم يتم اثباته علميا هل ان السيدة حواء هي خلقت في ذات الزمن الذي خلق فيه آدم ام انها اخرجت اليه سواء من بين الجبال او انها كانت طائر في السماء وهبطت على تلك الشجرة المذكورة في قصة التكوين الانساني .. ولكن ما يختلف عليه العلم والدين ..فكلاهما لم يعطيان التوصيف الحقيقي لحدث الخلق الاول وكما ليس هناك من قصص متكاملة الاوجه سواء كانت من الابداع الانساني او من الاسرار اللالهية فليس لدينا ما بين ايدينا ما هو قادر لكي يقنع العقل البشري من كل ما ورد الينا وأصبح اصبح موروثا ولست بصدد نظرية الايمان او الالحاد فهناك قصص للعلم والنظرية الدار ونية التي هي الاخرى لم تلق القبول المطلق وكما اسلفت تبعا لقوة الايمان او ضعفه ولو اثبت العلم صحة النظرية وبشكل مطلق لكنها ستبقى في تقاطع مع الدين ولذوي الايمان المطلق وغير القابل للنقاش او التأويل وعلى حد سواء ..وكثيرا ما يتردد اي من الجنسين خلق قبل الاخر وهل ان التكوين ووفقا للاعتقاد السائد الذي هو غير مثبت علميا ايضا ولا يسمح لنا بالرجوع الى النظريات العلمية ان وجدت بحيث قيل ان نبي الله آدم اخرج من بين ضلوع حواء .. في بعض الاحيان يقول آخرون عكس ذلك الاعتقاد فتكون حواء هي التي أخرجت من بين اضلاع آدم وفي كل الاحوال هذه الاعتقادات لا ترقى الى مستوى النظرية العلمية ولعدم وجود الدليل الزمني او اثر تاريخي يثبت ما نذهب اليه في تصوراتنا .. وكما اسلفت ان ما يبنى على اسس لها علاقة بالتاريخ والأساطير وفي بعض الاحيان تكون مقاربة الى النصوص الدينية هي التي تفرض نفسها وبقوة وتبعا لاستجابة العقل من عدمه .. ...اذن ذلك الاعتقاد المختلف علية سواء المفند من جهات علمية او دينية آوالمدحوض من جهات اخرى يقودنا الى التفكير العميق في توفير اجواء مبكرة في اسباب نشوء ا الهيمنة التي تمنح الحق التسلطي لأي من كلا الجنسين ليكون صاحب الفضل في تكوين الاخر وبمعنى ادق من له الفضل الاول ومن كان السبب في تكثير البشرية التي كانت انسانا واحدا لا يستطيع فعل شئ بمفرده فلو كانت المرأة اخرجت من بين اضلاع آدم هنا يكون الفضل لصاحب التكوين وهو آدم .. اي ان آدم هو المولد الحقيقي للبشرية بغض النظر الى خصوصية حواء وانفرادها بالإنجاب كي تحافظ على المسيرة التناسلية وهي التي تكون مسئولة في الحفاظ على بني الانسان من الانقراض .. يقول الله في كتابه العزيز (وخلقنا الزوجين الذكر والأنثى ).. لاحظ ليس هناك اشارة لزمن واحد او تفاوت زمني في الخلق .. ولكن في النصوص القرآنية يقول الله عز وجل وعلمنا آدم الاسماء كلها..فلم يقل الله وعلمنا الزوجين الاسماء كلها ..من هنا ومن هذه الدالة الدينية نستطيع ان نقول ان الله هو اول من وضع التمايز بين المرأة والرجل وحمل الرجل المسؤولية الاولى في بدء التكوين .. ومن هذه الدالة القرآنية التي حمل فيها المسؤولية للرجل وألقاها على عاتقه هي وضعت حجر الاساس في للاختلافات التي وردت في الكتب السماوية بين الرجل والمرأة ومن بين اهمها حمل الرجل المسؤولية وفي كافة الاديان السماوية ...لذا سيتبادر الى اذهاننا سؤال وهو اللغز المحير لماذا لا نقبل في هذا التباين اذا كنا نؤمن بالإسلام كدين قادر على تقويم حياتنا وتهذيبها واحترام الله وبني الانسان ..ولماذا انعترض على حقوق المرأة التي وردت في الميراث من قوله ( وللذكر مثل حظ الانثيين ).. كذلك ان الله منح الرجل الحق في تسريح المرأة اي ان تذهب الى حياتها الحرة ولكن في نفس الوقت لم يعط المرأة ذات الحق في تسريح الرجل بالإحسان ..وكذلك قال الله في كتابه ( الرجال قوامون على النساء ) .. ولكن كل ذلك لا يعفينا من ان نكن الاحترام للمرآة ..وهذا هو مبحث للحق الحقيقي المطالب به من قبل الرجل وقبل المرأة التي شعرت بالظلم الموروث تاريخيا مع التقدم العلمي وفي كافة الميادين وانتعاش المدنية كضمانة في نيل حقها من الاحترام الذي هو الهاجس المخيف في تكرار احداث التأريخ وقصصه المروعة ..ولعل السبب يعود وفي كل مرة لأسباب غريزية وأخرى بايلوجية وكذلك اقتصادية وكلها تشترك سوية في التقليل من شأن المراة وخاصة في اتون الحروب التي شهدها العالم ومن الغزوات التي جعلت من المرأة ان تكون الغنيمة الحية قبل المادة الجامدة من الاموال والنفائس وخاصة في الغزوات التي سبقت الاسلام والتي ما زلنا نعتد ونمارسهاعلى انها كسر لشكيمة القبيلة ولاعتبار ان المرأة هي اصل للعار والوقار وعلى انها مفاتيح لخزائن شرف القبيلة ورفعتها وعفتها ..في ذكرى يوم المرأة والذي لم يكن موجودا قبل قرون من الزمن فبالمقابل لم يكن هناك حقوق للإنسان ايضا بالرغم من تعالي اصوات المطالبين بهذا الحق ولكن في الاخر عاد الانسان لرشده وابتعد عن غلوه وكبريائه لا بإرادته ولكن لما سببت له الحروب من عدم الاستقرار ليعيد النظر في نفسه ومن اجل خلق قاعدة للاستقرار والتسامح بين الانسان وأخيه الانسان من اجل حياة منعمة مرفهة ومسالمة وكان للمراة النصيب الاكبر من ذلك الاستقرار .. اضع بين يدي القارئ الكريم خلاصة هامة تمنحنا الحق في الحديث عن الحقوق وخاصة حقوق المرأة التي يتحدث عنها الرجال قبل النساء هو امر لا يخلو من التطرف وخاصة نحن نعيش في ظل مفاهيم مدنية وخاصة في العراق الذي ساوى بين المرأة والرجل وفي منطقة عربية محيطة بنا وفي الاربعينيات من القرن الماضي .. فالدول المحيطة بقطرنا المتمدن والحضاري لا زالت تلك الدول تريد العودة الى الوراء اي الى العصور الجاهلية القبلية وخاصة المحيطين بالعراق وأقولها دون التردد المملكة وقطر ومن لف لفهما. لذا اقول علينا ان لا نسرف في الحديث عن حقوق المرأة العراقية وإنما علينا البحث في كيفية صناعة الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة وهذا هو الحق الشرعي والقانوني وتحت اي مسمى هو سيعود على المراة بالطمآنينة والاستقرارين النظري والعملي .. فولا شعور المرأة بالإجحاف من الجهلة واللاواعيين فاني اقولها بحق ان المرأة العراقية هي جديرة بالاحترام والتقدير في اسرتها وفي مكان عملها دون تمييز فلم تكون مطالبتها كالشوكة الرنانة التي تصدر الاصوات في اعلى تردداتها والتي تخفت كلما قل التردد وهكذا ننهض حين يحين موعد الاحتفاء ونتناسى في رحيلها .. المرأة العراقية لا يمكن قياسها بالمرأة السعودية او الاخرى القطرية التي تباع وتشترى وكما تباع وتشترى البهائم .. ليس في العراقيين من يشتري المرأة الكورية او الفيتنامية ولكن ابناء الخليج يفعلوها استخفافا بقييمهم القبلية وبنسائهم اللواتي كن يبحثن عن الغنى والثراء قبل الاحترام والبحث عن دعائم الانخراط في المجتمع المدني المقصور على الرجل والمحجوب عن المراة .. اذن احترامنا للمرأة على انها الام والأخت والمعلمة والمربية هو منحها لكافة حقوقها التي هي ذاتها لا تبحث عنها ولكننا اذا ما غضضنا ابصارنا عنها فأننا حقا نكون الهاضمين لحقوقها التي اقرها الدين والدنيا ..