أنا و أوباما ... ومناسبة زواجنا !



نبيل محمد سمارة
2014 / 3 / 5

كانت زوجتي جالسة بقربي بأحدى الليالي وهي تتصفح احدى المجلات ,ثم فجأة اكفهر وجهها وراحت دمعة ساخنة تسيل على خديها , خير؟ ما الخبر ؟من مات ؟ , رمت بالمجلة نحوي وأشارت الى خبر في احدى الصفحات وقالت : اقرأ وتعلم .. حتى أوباما , الذي هو رئيس أقوى دولة في العالم , لم ينس ذكرى زواجه , وقد أرسل عبارة حب الى زوجته بهذه المناسبة ! , تلقفت المجلة وأنا حائر أتساءل عن علاقتي بالموضوع , وقرأت رسالة أوباما الموجزة التي يقول فيها انه , قبل أثنا وعشرون عاما تزوج بحب حياته وأفضل صديقاته ,ثم يخاطب تلك الزوجة والصديقة متمنيا لها عيدا سعيدا مسحت زوجتي دمعتها الحرى , ووجهت الي الكلام , صريحا , هذه المرة :" هل مشاغلك بقدر مشاغل رئيس أمريكا ؟ هل أنت مسؤول عن كذا مليون مواطن , وعن مشكلات البطالة والمخدرات ؟ هل تملك شيفرة الأسلحة النووية ؟ , لا ومع هذا تجد الأعذار لكي تنسى ذكرى زواجنا , على الرغم من أنه لم يمض على زواجنا اكثر من أربعة عشر سنة
الان فهمت . ان زوجتي تريدني أن أكون مثل الرجل الذي يمتلك طاقما من المساعدين والسكرتيرات الذين يمتلك كل واحد منهم أجندة الكترونية نووية عابرة للقارات والمحيطات ..لا يا عزيزتي , لست مشغولا مثل أوباما ولا أقبل أن تعيريني به , فأنا لست رئيس الولايات المتحدة ولا أقوى رجل في العالم , لكنني زوج طبيعي يتذكر وينسى , يجوع ويعطش واذهب مرات الى مطعم قدوري لافطر ( باجلة بالدهن ) , واخرج بدشداشتي البياض الى السوق بصحبة زميلي الحلاق نزار المصلاوي ,ولا أملك حمايات يرواتب كل واحد منهم عشرة الاف دولار في الشهر ...
ومع هذا فان حبي لزوجتي لا يقل عن حب أوباما لزوجته , بل أزعم أنني مع زوجتي ومع أولادي الثلاث وقتا أكثر بعدة أضعاف مما يمضيه سيادة الرئيس مع زوجته وابنتيه ,وهو لو كان مهتما بالفعل , اما عايدها بل شفاها , الفم على الفم , مع هدية تليق بالمقام , مقام الرجل القوي ومقام السيدة الأولى , لقد تعلمت شيئا واحدا من الخبر النشور في المجلة , وهو أنني والرئيس الأمريكي تزوجنا في نفس الشهر , وقد تفوقت عليه بانجاب ثلاثة اولاد حلوين في أكثر من أربعة عشر سنة , بينما لم يفلح هو بأكثر من بنتين في أثنا وعشرون سنة