ثورة المراة المصرية - طوبى لنساء 8 مارس



محمود حافظ
2014 / 3 / 8

يبقى هذا اليوم فى ذاكرة المرأة هو يومها كما قررته المواثيق الدولية هو يومها تحتفل به المرأة فى بقاع العالم حتى تفخر بنضالها الذى دعم حقوقها المشروعة يوم دفعت فيه المرأة دماً أمام قسوة الرجل ففى هذا اليوم وذكراه العطرة وفى بداية النصف الثانى من القرن التاسع عشر وتحديداص يوم 8مارس 1857 م حينما خرجت المرأة الأمريكية لتطالب بحقها فى أن تعيش حياة محترمة أسوة بالرجل فهي تعمل كما يعمل الرجل ولكنها أيضاً تتولى أسرة ترعاها فكانت ثورتها ضد هذه الظروف اللإنسانية التى تمر بها المرأة ولكن يد البطش الذكورية ومن جهاز الأمن فى نيويورك مايعنى شرطتها تدخلت بهذه الطريقة الغير آدمية لتفريق مظاهرات المرأة ومنذ هذا التاريخ حفر فى ذاكرة المرأة يوم 8 مارس يوم يرمز لنضال المرأة ضد تعصف الرجل كما أنه يوم تطالب فيه المرأة العاملة بحقوقها فكان يوم 8مارس وفى نفس المدينة نيويورك أن خرجت المرأة لنفس المطالب كحقوق للمرأة العاملة من ساعات عمل وعدم تشغيل الأطفال أنها حقوق تعنى بها المرأة التى هى عماد الأسرة ويبقى هذا اليوم هو يوم خلاص المرأة ويوم مساواتها يوم أجهضت فيه المرأة وإلى الأبد المجتمع الذكورى للرجل وأصبحت شريكاً متساوياً .
أما فى عالمنا العربى ورغم نضال المرأة العربية وخاصة المصرية منذ لداية القرن العشرين نضال تحقق بصلابة المرأة ضد المجتمع الذكورى المصرى والذى تمثل فى إمرأة مصرية كهدى شعراوى هذا النضال الذى تمثل فى أبهى صوره فى تمثال نهضة مصر التى ازاحت فيه المراة هذا الستار عن وجهها .
ولكن هل إستمر هذا النضال فاعلاً كان لابد أن يكون هناك نضالاً طالما كان هناك أفكار ماضوية تجر المراة إلى الرجوع للخلف كلن الرجل الشرقى دوما يخيف المرأة بأنهاى هى ذلك الكائن الضعيف المغلوب على أمره الذى يدفع الثمن دوماً عندما يعتدى عليه من كرامته وشرفه حتى أصبحت هذه هى عقدة الشرق دفع بها واصلها الرجل الشرقى حتى يبقى صاحب اليد العليا وصاحب الولاية على المرأة هذا الكيان الضعيف المقهور دوماً والذى أصبح دوماً يعيش خلف ستار خوفاً من هذا الرجل الذى يخدش حيائها .
لقد عادت المرأة المصرية ومعها العربية إلى التخفى وراء الحجب بعدما أزاحت هذه الحجب هذه المرأة بتسلط الرجل البدوى الصحراوى هذه الرجل الذى إستحضر القيم بإسم الدين إستحضر الماضى ليقهر به المرأة كان لابد أن يحدث ذلك فى بيئة بدوية أصبحت تغرف غرفاً ممن وهبها الله من خيرات تمثلت فى البترودولار ولكى يتمتع الرجل وحده ويبقى صاحب الولاية بالأموال جعل من المرأة شيئاً ثم بهذه الأموال أشاع فكره الذى تماهى مع روح القهر الإستعمارية فى قهر هذه الأمة وبقيت فى ذاكرة الأمة الأمريكية أن المراة هى التى قادت حركات التحرر من العبودية وسيطرت الرجل فى 8 مارس فلتبقى المرأة العربية حبيسة خدرها وبدلاً من أن تكون متساوية مع الرجل فى العمل كتف بكتف تبقى المرأة هذا الشيئ البيتى المخصص للمتعة هذا التماهى الذى تقاطعت فيه عبودية الرجل الشرقى للمراة لإستغلالها وعبودية الإستعمار التى تقوده أمريكا لكل العرب التى جعلوا من شريكة حياتهم أمة ولتبقى أمة حتى يتم إستغلالها وإستغلال الرجل من ورائها .
لقد رضخت المرأة العربية ومعها المصرية حتى تم تجريف الحياة فى المجتمعات العربية هذا التجريف الذى نتج عنه أن الوطن أصبح والمرأة سواء سلعة تباع فى سوق النخاسة بل أدى الأمر إلى إلغاء فكرة المواطنة ذاتها وأصبح وبإسم الماضوية الدينية الوطن مجرد سكن وطالما أصبحت فكرة المواطنة هى الفكرة الغائبة أصبحت الإنتهاكات وخاصة للمرأة هى الفكرة السائدة وكل شيئ مباح طالما أصبح التشيؤ هو الأساس فإنعدم المفهوم الإنسانى للإنسان واصبح الإنتهاك لهذه الحقوق هو الشائع ويبقى الإنتهاك فى صورته البشعة هو إنتهاك شرف وكرامة المرأة .
لقد كانت ثورة 25 يناير والتى لعبت فيها المرأة الدور الرئيسى هى ثورة تأجيج المشاعر الماضوية ضد المرأة لقهر الثورة التى قام بها الشعب وأصبح الشائع لدى المرأة التى أحكمت وحكمت عقلها إن إنتهاك حقوقها والتحرش بها فى ميادين الثورة هو ذلك القهر التى مورس ضدها لإستعباد الوطن وقهره فقهر المرأة هو هو قهر الوطن وإستدعاء الماضوية القهرية بإسم الدين أصبحت حيل مكشوفة أمام المرأة التى وقفت تناهض الفكر الماضوى وعادت لديها روح تحرر المراة العالمية روح 8مارس وروح هدى شعراوى وكما كانت ميادين نيويورك أصبحت ميادين القاهرة هى ميادين المرأة لقهر الماضوية الدينية التى تمثل فاشية مغطاه بما هو دينى فكان خروج المراة فى ثورتها الثانية بدءاً من 30 يونيو 2013 م رغم كل ما لعبته الإمبريالية العالمية لإفشال ثورة الشعب المصرى وثورة المراة المصرية ورغم كل إستدعاءات الماضوية وإستدعاءات الروابط الإمبريالية التى تتحدث بإسم حقوق الإنسان وكما أصبح الدين ستاراً للتخلف كذلك أصبحت حقوق الإنسان ستاراً للرجعية فكما تم التحايل على القيم الدينية التى ترقى بالإنسان أيضاً تم التحايل على القيم الإنسانية التى رسختها الحضارة الإنسانية فى حقوق الإنسان وأصبحت هذه الحقوق يتم التلاعب بها من القوى الإمبريالية والرجعية حليفة الإمبريالية ولكن المرأة المصرية التى إكتشفت عورات هذه الإدعاءات الباطلة بإسم حقوق الإنسان كما إكتشفت الإدعاءات الباطلة بإسم الماضوية الدينية أيقنت الحقيقة وزحفت فى ميادين مصر داعمة ومساندة وأصيلة فى ثورة الشعب المصرى الثانية والاى صححت بها مسار الثورة الولى فى يناير 2011 م فكانت ثورة 30 يونيو 2013 م هى ثورة المرأة المصرية ضد الإمبريالية وروافدها الرجعية .
لقد قهرت المرأة المصرية العربية إرهاب الماضوية المدعية إسلامية فكانت وقفتها فى الإستفتاء على الدستور المصرى وحراستها للجان الإنتخابية المصرية من بداية ساعات الفجر الأولى كان الصورة المشرفة للمراة المصرية فى حربها ضد الإرهاب الماضوى وضد الإستعمار العالمى والتى ساندت وبقوة القرار المصرى فى إعادة الدولة المصرية الوطنية من التبعية الإمبريالية هذه هى المرأة المصرية العربية وهذه هى روح التأييد الغير مسبوق من المرأة العربية هذا الدور الذى مارسته المرأة الإماراتية فى الشارع المصرى ومعها كافة النساء العربيات إنها روح 8 مارس روح إستعادة الحقوق المشروعة للمراة العربية حتى تكون إنساناً لاشيئاً .