أوقفوا مطالباتكم بحقوق للمرأة أو الاحتفال بيوم خاص بها ؛ فهي بشر



طلال الصالحي
2014 / 3 / 8

أوقفوا مطالباتكم بحقوق للمرأة أو الاحتفال بيوم خاص بها ؛ فهي بشر


تنتابني مشاعر قلقة عميقة كلّما سقطت أمام نظري دعوة مطالبة بحقوق للمرأة أو الاحتفال "بعيد" لها , أشعر وكأنّ هناك طرف آخر هو نفسه من اضطهد الرجل اضطهد أيضاً المرأة , إحساس لا أريد قراءته مع نفسي كي لا أزيد في إقحام كدأ فوق كدأي بالشعور بالاضطهاد بعد أن شببت على مسلّمة أنّ المرأة كالرجل وأنّ الرجل كالمرأة وكلاهما ينافس الأخر وعيب أن يستسلم أيّ طرف منهما للآخر يطالبه حقوقه ! .. القرآن مثلاً وهو كتاب ثوري بجميع المواصفات , لم يشر لا من قريب ولا من بعيد بخطاب مباشر للناس أشعرهم أنّ النصف البشري الآخر "قد التوى كاحله" مثلاً وبحاجة لعون ؟! , بل دخل مباشرةً , فإذا ما صدر نصّ قرآني منه يخصّ موضوع اجتماعي ما , تطلّب ذكر الرجل فيه , بحضور المرأة , نجده يقدّم كلمة الرجل على المرأة ؛ مؤمنون أو مسلمون أو رجال أو ذكور على كلمة مؤمنات أو مسلمات أو أنثى , أمّا إنّ , في نصّ قرآني , تطلّب ذكر المرأة فيه , لحلّ إشكال اجتماعي ما , فنجد القرآن يقدّم المرأة على الرجل ؛ مؤمنات مسلمات نساء إناث , أمّا هذا التراث المتوارث المليء بإهانات للمرآة لما تسمّى "تفاسير" أو غيرها ( على أساس أنّ حوّاء هي من أغرت آدم فأخرجته من الجنّة ) أو ( أنّ المرأة خلقها الله من ضلع الرجل ) فهي تفاهات ولم يذكرها القرآن , ولو لاحظنا أنّ مثل هذه الادّعاءات الّتي تتّخذ صبغة القداسة في أغلب الأحيان تظهر للوجود أو تنتشر في عصور العطش الفكري والقحط المعرفي والتخلّف والانقطاع الحضاري , وهو ما حصل منذ الاستيلاء الديني على بلاط خلفاء بني أميّة وبني العبّاس حين تمّ إطفاء وهج الاسلام الحقّ ما أن استشهد الراشد عليّ بن أبي طالب , يجب أن نفهم أنّ لا فضل لأيّ طرف على آخر , الرجل أو المرأة , إلاّ "بما فضّل الله" أيّ أنّ العضلات عند الرجل للزوم الاشغال والعمل لكسب لقمة العيش "لوعورة الطبيعة وتفاصيل الحياة آنذاك" لذلك مع تقدّم الميكانيكا اليوم بدأت الفوارق بين الاثنين تتقلّص وتتضائلّ , والمرأة فضّل الله عليها بمسؤوليّة استمرار التناسل البشري بالدرجة الأولى "بما فضّل الله" ومنّ عليها "بأجهزة طرد مركزي" إن صحّ التعبير فاستوجب بدنها لهذه المسؤوليّة مستلزمات أخرى مكمّلة عواطف زائدة عن الرجل نعومة رقّة "تغذية" صبر الخ هي مكمّلات لمهام ألقيت على عاتقها لو توقّفت هذه الوظيفة فستتحوّل لا إلى رجل بل إلى قوّة أخرى هو ما يسمّى بالرجل فيما بعد وصل إليها فسمّي رجل! أي مرحلة "الرجل" ليست خاصّة بالذكر وحده بل بالأنثى أيضاً إذا ما تخلّت عن ما "فضّل الله عليها" , ووفق طبيعة بدنها المعدّة للغرض المعروف اقتضى عملها بوضائف معيشيّة بما يتلائم ووضعها ولا شيء آخر كما يظنّ "المُهايعون" , فطالما العقل متساو عند الاثنين الذكر والأنثى فالتحوّل لكليهما قابل بنفس المستوى , والمجالات العلميّة الّتي طرقتها "المرأة" أثبتت أنّها لا تقلّ قيد أنملة عن المدرك عند "الرجل" , لذا فالأولى بنا أن نحتفل بعيد الرجل والمرأة معاً فهما معاً القاسم المشترك للوعي الكوني , وما وجودهما المشترك إلاّ حالة ليست أكثر من صراع بينهما تنافسي دائم , فلِم نحكم بخسارة طرف منهما ندّعي "لتقديم المساعدة له" أي "المرأة" والنزال بينهما لا زال مستمرّاً لم ينته ولن ينتهي إلاّ بالنهاية الحتميّة "للمرحلة الخلقيّة البشريّة الأولى" !؟ ..