نضال النساء معركة كل العمال



المناضل-ة
2005 / 7 / 9

بما ان استغلال العمال واضطهاد النساء يستندان على نفس القواعد ، أي نظام الملكية الخاصة ، لابد ان تكون ثمة روابط وثيقة بين نضال الحركة العمالية والنضال ضد اضطهاد النساء.ويجب ان يستهدف النضالان معا إلغاء النظام الرأسمالي .رغم ان مطالب العمال ، سواء تعلقت بالأجور او ضمان الشغل او ظروف العمل ، تعني العاملات كما العمال ، فانه يتعين على الحركة العمالية ان تعترف بواقع ان للعاملات ولربات البيوت ، علاوة على ذلك ، مطالب خاصة نظرا لوجود اضطهاد خاص بالنساء . وتوجد النساء اللواتي يمثلن جزءا من الحركة العمالية المنظمة في موقع مناسب جدا للتقدم بها وللبحث عن دعم مجموع الحركة .فهن بصفتهن عاملات يتعرضن مباشرة للاستغلال الرأسمالي ولآثار التمييز ضدهن . انها ظروف قمينة بجعلهن يدركن حجم اضطهادهن الجماعي لاسيما إذا قررت الحركة النقابية خوض النضال ضد كل أشكال هذا الاضطهاد .إضافة الى ان كونهن قسما من منظمة تناضل يوميا ضد الاستغلال الرأسمالي يعطيهن إمكانية استعمال ديناميتها ومواردها للتقدم بنضالهن .
لذا من بالغ الأهمية ان تخوض نساء الحركة العمالية النضال من اجل تحرر النساء وان تنضم الى مختلف المجموعات المناضلة ضد مختلف اوجه اضطهاد النساء وكذا الى المجموعات التي تناضل لاجل إلغاء النظام الرأسمالي .هذا بهدف توحيد معركة النساء والعمال من اجل التحرر وبهدف وضع مجموع هذه المطالب في منظور يشخص بوضوح الأسباب الحقيقية لاضطهاد النساء. لا يمكن للنساء ان يقتصرن على النضال لتحسين وضعنا الخاص.وإذا لم يتصدين للسبب العميق لاضطهادهن بالمشاركة في نضال الحركة العمالية ضد الرأسمالية فان نضالهن سيصل بسرعة الى طريق مسدودة لأنه ليس ثمة نظام رأسمالي قادر على تلبية مطالبهن .
يجب على العمال الذين يدركون ان إلغاء النظام الرأسمالي ضروري لتحرر الطبقة العاملة والذين يناضلون من اجل الاشتراكية ان يدركوا ان نصف العالم نساء وان نصف الطبقة العاملة نساء سواء كن عاملات او ربات بيوت

يجب ان يشارك الرجال في نضالات النساء

كي تتمكن النساء من المشاركة مثل الرجال من اللازم ان يدعم الرجال مطالبهن ويشاركوا في نضالاتهن . يجب تغيير شروط حياة النساء(انعزال في البيت ويوم عمل مزدوج)كي لا تظل عائقا أمام مشاركتهن .بهذا المعنى يتيح كل مكسب تظفر به النساء في مطالبهن الخاصة مشاركتهن على نحو اكبر في نضال الجميع .
التناقضات التي تعترض العمل النقابي هي من نفس طبيعة تلك التي تعترض حركة تحرر النساء فالحركة النقابية تكرس القسم الأعظم من طاقاتها للنضال لاجل تلبية المطالب الآنية لمختلف فئات العمال ، وغالبا ما تخوض معارك طويلة وضارية للحصول على مكاسب لايبدو انها تهدد النظام مباشرة . وتظل هذه النضالات أساسية لأنها ضرورية لتحسين شروط العمل والتصدي لتعسف أرباب العمل الذي لا يكف، ولصيانة مكاسب الطبقة العاملة ، سواء على المستوى الاقتصادي كالنضال لاجل السلم المتحرك للأجور والأسعار مثلا او النضال لاجل الحقوق الديمقراطية كحق الإضراب او التنظيم .
لكن الأهمية السياسية لهذه المعارك ليست جلية دوما عند البقاء في مظهر المطالب . تتمثل إذن إحدى المهام الأساسية الملقاة على عاتق الحركة النقابية في إبراز الأهمية السياسية لهذه النضالات بتوحيد النضالات المعزولة وربطها بالرهانات السياسية لمعركة الطبقة العاملة ضد البورجوازية .
على هذا النحو ، وحتى إن تعذر كسب نهائي لتوسيع الحقوق الديمقراطية في ظل النظام الرأسمالي ، كحقي الإضراب والتنظيم ، فان الأمر يتعلق برهان أساسي للحركة العمالية لأنه يهم الشروط التي تتيح العمل النضالي للحركة العمالية . لذا تناضل الحركة النقابية بكل ضراوة ضد كل هجمة على هذه الحقوق الأساسية حتى ولو كان ذلك في إطار نزاع معزول لا يهم في الظاهر غير مجموعة صغيرة من العمال . كذلك الأمر بالنسبة للحقوق التي تطالب بها النساء . لا غنى عن المطالبة بعدد من الإجراءات كي لا يكون حق المشاركة في العمل الاجتماعي مبدأ مجردا بل يصبح واقعا سواء تعلق الأمر بتساوي الأجور او إقامة نظام حضانات شامل. لكن جلي انه يستحيل في النظام الرأسمالي ، الذي يخلق التضخم والبطالة ، الاعتراف الكلي للنساء بهذا المطلب. لكن يمكن لنضالات مستمرة ان تنتزع تطبيق بعض الإجراءات التي تخفض درجة اضطهاد النساء وتسهل مشاركتهن في العمل الاجتماعي وكذا مشاركتهن في النضال ضد كل أشكال الاستغلال التي تستند عليها الرأسمالية .يجب على العمال ، وهم يناضلون لاجل تحسين أوضاعهم في ظل النظام الرأسمالي، أن يبددوا وهم إمكانية إلغاء اضطهاد النساء شيئا فشيئا عير جملة تحسينات تدريجية في ظل نظام رأسمالي .