لا

تخيل معي بشاعة هذا المجتمع .! تخيل أن تخرج فتاة من رحم العروبة والتدين والتزمت , من خرافة أخترعت في السابق تدعى " العادات والتقاليد " أختيرت كنهج في الحياة والسير على خطاها كمرجع ودليل لايمكن التخلي عنه , والمضحك بالأمر أن الغالب منها عموماً لايتناسب ولايتماشى مع التطور والحداثة التي نواكبها وتعيشنا والتي تفرض علينا أن نحكم عقولنا وأن نفيد ونستفيد من كل ماهو جديد ومبتكر , تخيل معي فضاعة هذا المجتمع : ببساطة فتاة تدعو لقمع كل من الظلم , الحقد , الكره والخداع واستبدالها بالحب والود , الصدق والمساواة , العيش بعفوية كأناس طبيعيون بلا حيونة بلا عقول متحجرة بلا أشياء وأمور لا تعقلها البشرية , فتاة تندد كل عنصرية ومسميات ليس من الداع لها فتدعو للعيش سوياً كطائفة واحدة تدعى " الانسانية " دعنا من الحلم والخيال والهروب من الواقع المرير فمجرد " لا " في مجتمع الخضوع والخنوع والاستبداد في هذا المجتمع الذكوري الغريب ذو الشخصية الازدواجية بل الشخصيات المتعددة .! أتصدق هذا الأمر لوحده قضية تعاقب عليها هذه الفتاة التي لاذنب لها سوى انها تدعو للعيش الكريم وأحقيتها بالعيش كأي كائن بشري , العيش بحرية بلا قيود ظالمة قاسية تقوقعها وتحد من طموحها وتفكيرها بل تمحو هويتها ودورها الأهم في المجتمع , تخيل معي فقط تخيل لا أريد منك شئ سوى أن تتخيل , في مجتمعنا هذا من تدعو للحرية تعاقب أما بالزواج أو الحكم عليها بمسمى فتاة سيئة .!

دعاء صبيح النعيمي