اني ابن عمي مشايفني



علي داود
2014 / 4 / 16

(اني ابن عمي مشايفني)

لا يخفى على مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الاكثر رواجاً في العالم (فيس بوك) ما يحدث داخل الصفحات العراقية من مشادات لأسباب غالباً ماتكون تافهة وفي إحدى المشادات بين فتاتين كتبت إحداهن للأخرى بداعي المفاخرة (إحترمي نفسج لج أني ابن عمي مشايفني) في الحقيقة أزعجني هذا التعليق كثيراً وجرني إلى التفكير باحثاً عن الأسباب التي دفعت هذه الفتاة لكتابته.قد أثبت علم الإجتماع الحديث أن تصرفات الإنسان غالباً ما لم تكن ناتجة عن رغبته كما يظن بل هي نتاج لتكيفه مع المجتمع الذي نشأ فيه ولا شك في أن كاتبة التعليق قد نشأت في محيط رسخ في عقلها مفاهيماً رجعية جعلتها في معزلٍ عن العالم للخضوع إلى ضوابط همجية لا تمت إلى المنهاج الخلقي بصلة .
إن المرأة الشرقية العصرية تحولت بفعل الغزو البدوي إلى آلة منزلية لا أكثر حتى المرأة العاملة تمني النفس لو تركت وظيفتها للتفرغ إلى العمل المنزلي الذي تكاد تظن أنه وجد معها من هنا كان منطلق المشاكل التي كونت حاجزاً حال دون وصول الوعي الأنثوي إلى الشرق لأن الصحون لا تبث للمرأة سوى اليأسليس هذا فحسب بل إن السعي وراء الفصل بين الجنسين ليس سوى توسيع للفجوة بينهما مما يولد الحرمان الذي كان أحد أهم الأسباب وراء الكوارث الإجتماعية في عصرنا هذا،للأسف الشديد هناك العديد من المنظرين الذين يسعون وراء مناصرة المرأة لكن بطريقة فاشلة على سبيل المثال كان أحدهم يوجهني إلى النظر نحو الأرض اذا ما صادفتني فتاة أو الإبتعاد عنها عند الجلوس إلى جانبها في سيارة الأجرة من وجهة نظري هذه التصرفات ليست سوى إهانة للكيان الأنثوي فإحترام الشخص مرتبط بمعاملته كإنسان لا الإبتعاد عنه كما وإنها تشترك مع المفاهيم البدوية في مسألة الفصل الجنسي والنتيجة واحدة هي طامة الحرمان التي تجرف المجتمع بإتجاهات بائسة .
من خلال علاقاتي الإجتماعية وجدت أن هناك نسبة كبيرة من أفراد المجتمع الشرقي لا سيما الشباب منهم قد سأموا من المبادئ التي لُقِنوا عليها لكن للأسف نحن نمتلك الرغبة في التغيير ولا نلجأ إليه لخوفنا من الإتهام بالإنحلال الخلقي لكن هناك فرق شاسع بين التحرر ولإنحلال فالأول ناتج عن الوعي على عكس الإنحلال الناتج عن الكبت والتضييق أما بالنسبة لقضية التحرر الأنثوي فهي لا تصب في مصلحة المرأة فحسب وإنما تكون حلاً جذرياٍ لعدد كبير من المشاكل الإجتماعية،وأنا أدرك مدى صعوبة الوصول إلى هذا المسعى ومدى ضرورة الوصول إليه لذلك أدعو إلى تسخير القدرات من أجل فك قيود المرأة وإخراجها من زنزانة الخيمة