وداعاً - الروائيّة غادة السّمان -



بابلو سعيدة
2014 / 4 / 18

إننا نعيش في عالم استهلاكي لا إنسانوي حيث استبدل التواصل البشري بالتواصل الوهمي .
(( يا لرعب العصر القادم ، الذي سيستبدل عيون إلزا حبيبة آراغون بإبرة فولاذية معقّمة )) . (25)
وترفض غادة إفرازات العالم الاصطناعي .
لأن أفضـل ما تدهـن به شـفاه الإنسان ، هو الصدق ، الصدق في النصوص وصدق الإنسان مع ذاته ، ومع الآخر والحياة معاً .
ولا تميل غادة إلى عالم النجوم الكلاسيكيين والفانتازيين والعبثيين. ولا تهتم بالبطل الدون كيشوتي والدونجواني والزوربي. ولا تؤمن بالحتمية القدرية . ((كلمة نصيب لا نصيب لها من احترامي)) .(26)
وهي تحترم وتستهجن الآخر في حضوره لا في غيابه .
وترى أن الإنسان الذي يرفع راية الحب والتسامح في يدٍ ، ويرفع راية الحقد والانتقام في يدٍ أخرى ، هو إنسان شرير وشيطان ذاته .
وهي غزيرة في منتوجاتها الأدبي / الفكري .
وترجمت نصوصها إلى معظم اللغات الرئيسية في العالم ، وبمعدّل منتوج مؤلف كل عام . وأثبتت حضورها المتألق على المستويين الإقليمي والعالمي .
وظلّت غادة طلقة فكرية ثقافية ، ونجمة عربية مضيئة في حوض المتوسط .
وهي صرخة احتجاجية على الواقع العربي الرسمي منه والأهلي .
(( حين تصير اللغة قناعاً إضافياً
والصداقة فرصة للاعتداء ، وذريعة للحقد
وحين ينتحر الفرح وهو وليد
ويبيع قيس ، ثياب ليلى في المزاد
تصبح عبارة وداعاً ، نشيدي الوطني )) .