تجهيل المرأه وصل للجامعات



محمد خضير عباس
2014 / 5 / 9

عودنا الاسلام السياسي ان يتحفنا بين الفينة والاخرى ببدعة من بدعه المتخلفة واخرها ما جرى في جامعة الكوفة وفي كلية التربية للبنات تحديدا اذ قررت عمادة الكلية غلق معرض للكتاب بعد يوم واحد من افتتاحه بسبب وجود عناوين كتب تدعو الى ( الالحاد ) من شأنها ان تؤثرعلى افكارطالبات الكلية وبعد البحث والتقصي ونقلاٌ عن لسان المتعهد الذي اقام المعرض قال ان عمادة الكلية قامت باستدعائي لاقامة معرض للكتاب في الكلية باعتباري صاحب اكبر مكتبة خاصة في الكوفة وسبق وان اقمت اكثر من فعالية ثقافية مشابهة في هذا المجال وشهد يوم الافتتاح اقبالا واسعا من الطالبات والاساتذة وحققت فيه مبيعات جيدة وصلت الى اكثر من مليون ونصف المليون دينارخلال اليوم الاول وفي ثاني ايام المعرض فوجئت باستدعائي للمكتب الاعلامي للكلية وتبليغي بغلق المعرض فورا وبين ان السبب كان وجودكتب للمفكروالباحث الايراني علي شريعتي مثل ( المرأه مسؤوليتي ) و( التشيع مسؤولية ) وكتب للكاتب الوجودي عبد الرزاق جبران وان الكلية تضم فيها بنات مراجع ورجال دين ويجب ان نحافظ على افكارهن من التشتت والضياع . واشار المتعهد ان عميدة الكلية وهي تحمل شهادة الدكتورا في اللغة العربية رفضت لقائي معها والتحدث بهذا الموضوع وقالت بالحرف الواحد ( اما انا او المعرض ) مبينا ان المعرض ضم800 عنوان توزعت بين الادب والنقد والتاريخ وعلم النفس والدين وكتب عامة اخرى . وبغض النظر عن السبب الحقيقي للاغلاق ولنفرض جدلا ان السبب المعلن للغلق هو كما ورد في اعلاه فلماذا الخوف على طالباتنا من الاطلاع على الثقافات الاخرى خاصة وهن في مرحلة التعليم الجامعي والمفروض ان تكون المرأه الجامعية مثقفة بالحد الادنى من المعلومات فيما يخص الاداب الاجنبية والحضارات الاخرى وهل ان بنات المراجع الكرام ورجال الدين المحصنات بالاسلام منذ ولادتهن ولحد الان تهتز افكارهن بمجرد قراءة كتاب او كتابين ؟ اي دين هذا الذي نخاف عليه من الردة بمجرد الاطلاع على الافكار التنويرية الاخرى . ان السبب الحقيقي لغلق المعرض ليس كما جاء على لسان الناطق الاعلامي للكلية. وانما جاء بناء على تعليمات عليا صدرت من اصحاب القرار السياسي الديني لان الباحث د.علي شريعتي هو اول من تصدى للافكار الدينية المتخلفة القابعة في قم وطهران وحارب المدرسة الدينية فيهما وهاجم رجال الدين في خطبه ومؤلفاته ايام حكم الشاه لذلك فان ترويج كتبه يعتبر خط احمر اقلها في المؤسسات الحكومية وان كل من يتجاوز على ولاية الفقيه يعتبر خائن وعميل وخير مثال قريب على ذاكرتنا ما تعرضت له جريدة الصباح الجديد من اعتداء اجرامي لنشرها رسم كاريكاتوري للمرشد الاعلى الايراني ففي الحقيقة نحن لا نعرف تحت اي نظام حكم نستظل فالمتعارف عليه وبعد عام 2003 اصبح نظام الحكم عندنا ديمقراطي برلماني حر ولكن في الواقع لا هو ديمقراطي ولا حر وفي كل يوم نصطدم بقرار يصدر من مسؤول حكومي لا يمت باي صلة الى الدستور او الحريات المذكوره فيه فألى من نوجه سؤالنا الى عميدة الكلية او رئيس جامعة الكوفة او وزير التعليم العالي والبحث العلمي والذين كلهم يحملون نفس الفكر الديني المتعصب ( متى تقرأ وتتثقف المرأة العراقية ) في الحقيقة انهم لا يريدون للمرأه العراقية ان تقرأ وتزداد معرفة وثقافه هم يردونها ان تتعلم فنون الطبخ والتنظيف والانجاب والاهتمام بتربية الاطفال وتلبية متطلبات ( سي السيد ) المرتقب ويريدونها جاهلة لا تعرف حقوقها لكي يتزوجوها وهي في سن الحادي عشر كما ورد في قانونهم المزعوم الذين يحاولون تمريره في مجلس النواب ولكن هيهات ان عجلة التقدم لا ترجع الى الوراء وان افكارهم في العصر الراهن اصبحت ظربا من ظروب الخيال ويبدو انهم لا يقرئون لعالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي الذي فند هذه الافكار واوجز خلاصة قوله ان المجتمع هو الذي يفرض افكاره وتقاليده على الناس وليس العكس .