المرأة..و العادة الشهرية



ماجدة منصور
2014 / 5 / 14

العادة الشهرية اللعينة تقض مضجع كثيرات من النساء و أنا واحدة من هؤلاء السيدات اللواتي يعانين من هذه العادة التي لا بد منها.
أتدري حقا أيها الرجل ماذا يحصل للمرأة في تلك الفترة الصعبة من حياتها؟؟
هناك من النساء من تقرف من الجنس بشدة قيل موعد العادة بإسبوع على الأقل حيث لا يمكن للمرأة أن تبقى في حالة طبيعية و مهما كانت درجة الحب التي تربطها بشريكها.
وهناك من السيدات من تعاني من العصبية الشديدة حيث أن أعصابها تبقى مشدودة كأوتار الكمنجة قبل العادة الشهرية و أثنائها.
و هناك فئة أخرى تعاني من الكآبة و تتراوح شدتها من كآبة بسيطة الى متوسطة و من الممكن أن تكون كآبة عالية الشدة.
و لا يجب أن أنسى أن هناك فئة ليست بالقليلة من السيدات يعانين من تعب عام يصيب الجسم كله.
عام 2006 اصدر المعهد الإسترالي للدراسات السيكولوجية بأن 90 بالمائة من جرائم النساء، ترتكب وقت حدوث العادة الشهرية.
الغالبية العظمى من النساء تعاني من آلام شديدة في منطقة البطن و الظهر.
صديقتي تنثني الى نصفين من شدة الألم وهي ترقد في السرير لمدة إسبوع على الأقل مما أثر بشكل مباشر على عملها حيث أنها تطرد دائما من وظيفتها بعد ستة شهور على أحسن تقدير.
معظم النساء يتعاطين مسكنات للألم و من النادر أن تجد نساء لا يحملن في حقائبهن مسكنات للألم أثناء العادة الشهرية.
هناك نساء يعانين من الإدمان على مسكنات الألم...يبدو أن المرأة قد أدمنت الألم في معظم مراحل حياتها.
في كل شهر من حياة المرأة تتراقص الهرمونات بجنون في جسدها الرقيق و في هذا الحفل الهرموني المتكرر، تتكرر آلام المرأة و عذابها.
يبدو أن الطبيعة تعاقب المرأة بهذه العادة اللعينة رغم أن الطبيعة أنثى!!! أو أنه من الجائز أن الطبيعة تهيئ المرأة لآلام أشد و أدهى وهي آلام الحمل و الولادة.
هذه حقائق أقدمها الى الرجل علَه يفهم ما نعاني منه فيكف فورا عن قهرنا و إستفزازنا و إلا فإن الرجل لن يلوم إلا نفسه إذا وجد الأطباق و الكؤوس تتطاير فوق رأسه لأتفه سبب.
يجب أيضا أن لا ننسى الهواجس التي تنتاب المرأة قيل موعد العادة الشهرية بإسبوع على الأقل.
إسبوع هواجس بالإضافة الى إسبوع من الألم و التوتر وبعملية حسابية بسيطة نجد أن المرأة تضيع نصف حياتها في الألم و النصف الآخر في تربية الأولاد و فوق هذا كله تحاول إرضاء رجلها و الذي لم يفهم أبدا ما تعانيه ز
وجته.
هذه حقائق أقدمها للرجل كي يفهم ما تعانيه المرأة فيتوقف عن قهرها و إستفزازها .
لكن ، ورغم كل تلك الآلام و المعاناة فإن المرأة قادرة حقا على مواصلة الحياة بل إن المرأة قد طوَرت آليات كثيرة تستطيع من خلالها التعايش مع آلامها المستدامة بحيث أنها قد صادقت الألم كي تستطيع العيش معه جنبا الى جنب.