لالالا ................لا تكتبي !



ناديه كاظم شبيل
2014 / 5 / 20

بأمكان الرجل اي رجل كان ان يخلّد افكاره من خلال الكتابة ، حتى وان كانت افكاره تلك شاذة وغريبه عن مجتمعه ، اوربما تكون تلك االافكار سببا لاهدار دماء بريئة وكثيره ، او ربما تكون مسؤولة عن اوجاعا مزمنة تعاني منها مجتمعاتنا الحزينة دائما وابدا ، لا شئ يخدش حياء الرجل كونه ليس عوره ، فبمقدوره ان يتغزل علنا بمن يشاء ، سواء كان الحبيب ذكرا ام انثى فشعره يكاد ان يكون منزلا من السماء، ان يحتسي الخمور علنا ، ان يصاحب الرخيصات ويتبجح بلياليه الحمراء ، ماله (ان كان ثريا ) ينفقه حيث يشاء وانّا يشاء ، يسافر شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، وحيدا كطير غرّيد ، يتنقل هنا وهناك بلا (محرمه) ، فهو سيد نفسه ، يعيش حريته (المكبله ) بزفرات زوجته القابعه في حضن العبوديه ، فهي دائما وابدا تحتضر وتحلم في يوم تختزل فيه الزمن ، زمن الرجل ، سيدها رغم انف العدل والضمير الانساني والرقي والتحضر .
تصرخ حروف الرجل بكل كبرياء وغرور هاانذا الكائن العظيم ، خليفة الله في الارض ، اسيّس العالم كما اريد ، فلي حصة كاملة ونصف حصتي للانثى ، او لاشئ على الاطلاق ، فهي انثى وليس الذكر كالانثى .
هاانذا الرجل العظيم اهيم في بقاع الكون اشهرا بل سنوات ، اتزوج واملك ذوات اليمين ، من كلا الجنسين ، اتصرف بحياتهم وفق شريعتي المقدسة والكل قانعون ، فحكم الله لا اعتراض عليه .
هاانذا الرجل اسير في الطرقات عاريا واصلي شبه عار وفي الحرم الشريف ، والمرأة تتعثر بفستانها الطويل وتغطي جسدها كله الا الوجه والكفين ، والافضل لها ان لا تبد سوى العينين ، فهي عورة وانا لست بذلك ، فأنا سيدها وكلامي لا بد وان يطاع .
انا السيد الرجل اطلقها متى اشاء واهجرها متى اشاء وربما تركتها معلقة فلا هي زوجة ولا مطلقة ، فأنا ! وكلكم تعلمون ان كلامي منزل من السماء . احتللت بلادا كثيرة وسبيت نساء كثيرة ، وكنزت وتزوجت نساءا كثيرات ، وكان نسلي بعدد رمال الارض ، ولكن نسلي مفضل عليكم جميعا فأنهم ساداتكم ، ولستم سوى عبيد تجمعون لهم الاموال مذعنين فيغتنون باموالكم بينما تعيشون انتم على الفتات ، ولا ضير في ذلك مادام الله يبارك عطاياكم من السماء .
في كل يوم تتوضأ ارض بلادي ، بلاد الشمس والنخيل بدماء بنيها وبناتها ا ، وتصحو على اصوات النحيب والعويل ، السني يقتل الشيعي والشيعي يقتل السني ، هه ! وامر الامرين ان يحلل الشيعي دم الشيعي ويجامله السني فيحذو حذوفه ، ويزداد عدد الارامل والايتام ويشمخ اللون الاسود رغم انف الحياة ، كل يريد الفوز بالاخرة اما الدنيا فسحقا لها ، يقولون بأفواههم عكس مايضمرون ، ولله في خلقه شؤون .
تتزاحم اسماء الاحزاب الدينية في الساحة السياسية والكل يعرف ان العراقي من خشيته من بطش الله ، يطاطا رأسة لكل عمامة كبيرة كانت ام صغيرة ، سوداء كانت ام بيضاء ام حمراء ، لا يهم فالله منسوج في خيوط العمائم كلها ، حتى وان كان يعلم ان الرأس التي تلبس العمامة راس حمار (اجلكم الله ) ، لا يفقة من الحياة شيئا الا النجاسة والنظافة ، والحيض والنفاس واحكام سخيفة لا تغني فقيرا ولا تشبع جائعا .ولكن هكذا حد علمنا ولرجل الدين الحمد والشكر .
لاينتقد الرجل على المصيبة التي فتكت بالقيم الانسانية الراقيه بسبب احكامه وقوانينه الجائره ، فلقد علمناها ودرسناها ووعيناها قبل ان تلدنا امهاتنا بقرون ، ان الرجل رجلا والمرأة امرأه ، فخضعنا لها دهورا ، وفجعنا بها دهورا ، ولكن يبقى قانون الحياة هو الاكثر عدلا ، فمتى ماازيل ركام العهود المظلمه الى نور الحياة الحقيقيه ، روح العدالة والمساواة بين الانسان واخيه ومتى وعينا ان الذكر والانثى بعضهما يكمل الاخر ، او قد يستغني احدهما عن الاخر ،ربما يعترضني البعض عن العبارة الاخيره ، فاكرر واقول نعم فكما يحق للرجل ان يطلق زوجته بكلمه ، يكون من حقها ايضا ان تطلقه بكلمه ، وكفى الله المؤمنين شر القتال .
كتبت ماكتبت بعد صمت طويل، سببه رسائل ظالمه تلقيتها من اناس احببتهم حبا جما ، تلقيت خلالها وطيلة السنوات التي كنت اكتب فيها كما هائلا من الرسائل المؤلمه والكلمات الجارحه ، لا لذنب اذنبته سوى محاولتي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئه التي تقبلناها بكل رحابة صدر رغم ظلمها لاهم شريحة في المجتمع وهي المرأه ولم ينج الرجل من بعض الظلم ايضا ، ولكن المرأة لها حصة الاسد من الغنيمه . وشكرا للرجل الذي لم اتشرف بمعرفته سابقا والذي دفعني للعودة للكتابة مجددا .
© 2014 Microsoft Villkor Sekretess och cookies Utvecklare Svenska
nadia kadhom
Twitter
Twitter
Anslut
Innehå-;---;--ll frå-;---;--n FacebookTwitter
Mer information|Inaktivera