الرجل المسلم مريض أخلاقيا



جهاد علاونه
2014 / 5 / 21

من أخطاء الإسلام الكبرى من حيث نظرته إلى المرأة هو أن الإسلام حجب المرأة عن أعين الرجال من خلال حشوها في ملابس تشبه أكياس النفايات ولم يطور أخلاقيات الرجال في تعاملهم مع المرأة,فالأخلاق تتغير وتتبدل من مجتمع إلى مجتمع ومن عصر إلى عصر والذي كان قبل مائة عام عيبا اليوم نراه شيئا عاديا,والذي أراه أنا عيبا ربما تراه أنت شيئا عاديا ذلك أن أخلاقي تطورت بتطور المجتمعات وأنماط الإنتاج وطرائق الإنتاج,وهنا نحكم على الرجل الذي لم يطور أخلاقه بأنه مريض أخلاقيا, وهنا ندخل للموضوع من الأخلاق الواسع جدا, فالرجل الذي يشتهي أي امرأة لمجرد أنها تلبس ملابس كاشفة لمحاسنها هو رجل ليس عنده أخلاق الإنسان المعاصر ومريض نفسيا, أقصد الرجل المسلم على أبلغ تقدير, هذا الرجل الذي لا يستطيع أن يحافظ على توازنه عند رؤيته لجسم امرأة جميلة, يجب اليوم أن تتطور أخلاق الرجل المسلم وأن يثقف الرجل نفسه وأن يُهذب نفسه وأن يسيطر على أعصابه عند رؤيته لامرأة تلبس فوق الركبتين وحين تظهر للعيان جزء من لحمها الأبيض أو الأسمر أو الأشقر, الإسلام على الأغلب يتهم المرأة في تخريب سيرة الرجال الأخلاقية ويحاول أن يقتل المرأة لتحسين أخلاقيات الرجل, وهذه المسألة بالذات مثلها مثل قتل الفقراء للقضاء على الفقر وقتل الإرهابيين للقضاء على الإرهاب وقتل المجرمين للقضاء على الإجرام, المسألة ببساطة ليست هكذا, فقتل الفقراء لا يحل مشكلة الفقر, وقتل المرأة ودفن جمالها لا يحل مشكلة الانحراف الأخلاقي عند الرجل, يجب تعليم الرجال وتثقيفهم, بدل تكميم المرأة يجب تربية الرجل تربية أخلاقية سليمة وتغطية المرأة من أخمص القدمين إلى أعلى الرأس,ولبس الحجاب والألبسة الطويلة وتسترها عن أعين الرجال لا يعني بالنسبة لي إلا شيئا واحدا,وهو أن عقلية الرجل عقلية مريضة ونفسية الرجل نفسية مريضة يشتهي كل أنثى حتى لو كانت حمارة, وهذه العادة من ممارسة الجنس مع الحمارة أي أنثى الحمار كانت سارية المفعول عند الرجال قبل خمسين عاما وهي تدل على نفسية مريضة تشتهي كل شيء حتى الإناث من الحيوانات, وهذا دليل على أن الرجل حتى اليوم لم يتعلم كيف يتصرف في حضور المرأة الجميلة سواء أكانت في بيته أم في الشارع أم في العمل, فلباس المرأة كما قلنا مرارا وتكرارا لا يعتبر مقياسا لأخلاقها ولا يعني مقياسا لشرفها وحسبها ونسبها,لباس المرأة أو أزياء الناس لا تدل على شرف المكانة ولا يعني أنها عاهرة أو غير عاهرة, المجتمعات التي تعمل على تكميم جسم المرأة من الأعلى إلى الأسفل هي مجتمعات مريضة, الذين يرون أن جسم المرأة وجمالها عورة أو فتنة للرجل لا يعني هذا أن هذا المقياس صحيح 100%, هنالك حسابات أخرى وتربية أخرى وثقافة أخرى هي التي تعني الشرف والمكانة والأخلاق.

وأشاهد في المجتمع الذي أعيش فيه بعض الرجال تحمر وجوههم إذا رأوا إبنة لهم أو أختاً لهم وهي تلبس ملابس فاضحة أو مغرية أو مكشوفة, ويستلون خناجرهم وينتفخون شرفا ويتصبب العرقُ من جبينهم لمنظر امرأة تظهر للعيان بعض محاسنها, ويسعون هؤلاء إلى تثقيف المرأة بثقافة البدو ويعملون على تثقيف المرأة مع ثقافة الحجاب والنقاب والخِمار,وكل ذلك من أجل حماية أعين الرجال من محاسن المرأة, فالمرأة في نظر هؤلاء عبارة عن فتنة وعبارة عن شيطان وعبارة عن رجس ونجاسة, ولست أدري لماذا لا يثقف الرجال أنفسهم وأن يسموا بأخلاقهم بعيدا عن ضوضاء محاسن المرأة؟.

يجب على المرأة أن تلبس ما تراه هي مناسبا لها وأن تظهر محاسنها للناس لأن هذا ليس عيبا بل جمالا يجب أن يراه الجميع, ويجب على الرجال أن يحجبوا أعينهم وأعضاءهم الجنسية ضد كل ما هو غير لائق بأخلاقيات المجتمع المدني الحديث, فبدل أن يأمر الإسلام المرأة بالتستر عن اعين الرجال يجب على الإسلام أو كان من الواجب على الإسلام أن يسعى إلى تثقيف الرجل جنسيا وأخلاقيا بدل أن يفرض على المرأة الحجاب, يجب على أعين الرجال أن تتوقف عن تصيد النساء والنظر إليهن نظرة جنسية, فالمرأة لم تخلق للجنس وحده وإنما خُلقت لأشياء أهم من ذلك بكثير إنها اليوم تستطيع أن تفعل ما يفعله الرجل وعقلها قادر على قيادة الأسرة والشركات والمؤسسات وقيادة السيارات والطائرات, المرأة ليست عورة, وكان وما زال الإسلام لا يوجه نقده لمجتمع الذكور بكف أذاهم عن النساء, الإسلام لم يهتم بالأخلاق وبالتربية الأخلاقية على أصولها, وبدل أن يثقف الإسلامُ الرجل أخلاقيا اتجه إلى تغطية هذا النقص بحرمان المرأة من إظهار محاسنها وجمالها.

الرجل الذي يأمر زوجته أو أخته أو ابنته بتغطية الجسم من الأعلى إلى الأسفل يكون بذلك قد أثبت لنفسه وللناس وللمتحضرين بأن عقليته عقلية مريضة وبأن أخلاقه وتربيته تستطيع قطعة صغيرة من جسم المرأة بحجم حبة الرمان أن تهزم أخلاق الرجل ومبادئ الرجل ونفسية الرجل, جسم المرأة لا يمكن أن يكون ثورة تخريبية بهذا الشكل, جسم المرأة ليس دمارا بل جمالا والله خلق الجمال وأودعه في النساء, وليس من المفروض على المرأة بأن تغطي جسدها بالكامل لكي تحافظ على أخلاقيات الرجل, بل من المفترض بالرجل أن يحافظ على سياسة ضبط النفس حين يرى امرأة جميلة بهذا الشكل, يجب على الرجل أن يضبط نفسه وشهواته من خلال تربيته السليمة ومن خلال محافظته على التوازن الأخلاقي في داخل نفسيته.

الرجل الذي لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه أمام أرجل امرأة جميلة هو المريض نفسيا, والرجل الذي لا يستطيع أن يبقى هادئا عند رؤيته لشعر امرأة جميلة هو الفتنة, والرجل الذي لا يستطيع أن يتحكم بشهواته هو الشيطان , في المجتمع المدني الحديث الرجل هو الذي يجب عليه أن يتستر وأن لا يتحرش بالنساء, وليس من المفروض على المرأة أن تخبئ جمالها, الرجل هو الذي يجب عليه أن يحافظ على نفسه أمام ابنته أو أخته أو عمته أو خالته أو ابنة الجيران أو أي امرأة من المارة بالشوارع والأسواق المزدحمة.

الرجال عادة هم الشهوانيون وهم الذين يسعون خلف المرأة بكل الطرق والوسائل , والرجل ما زال بربريا قاسيا ومتوحشا ويعيش وفق قانون الغاب ولم يتحضر بعد ولم يهندس شخصيته ولم يُهذب أخلاقياته, وما زال ينظر للمرأة على أساس جنسي فقط لا غير ولا زال يعتبر المرأة جارية , وما زال99% من الرجال العرب المسلمين يأمرون المرأة بالتستر عن أعين الرجال وهم بهذا لا يعرفون بأنهم يشيرون إلى حماقاتهم وإلى أنهم غير قادرين أن يسيطروا على أنفسهم وأن يضبطوا انفعالاتهم , وبأن يحدوا من شهواتهم, وأن لا ينظروا أيضا إلى غشاء البكارة على أساس أنه الدليل الوحيد على شرف المرأة من عدمه.