مريم يحيى تتحدى بجيدها الجميل قُبح إلهكم



علي الخليفي
2014 / 6 / 2

أقتلني .. لا تنتهك حريتي .

هذا هو الشعار الذي رفعته مريم يحيى .. في وجه إلهكم المُنتقم الجبار .. ذاك القابع تحت شجرة سدره .. مستظلاً بأوراقها التي تشبه أذان الفيلة .. محتمياً بزبانيته الشداد الغِلاظ .. يُقلب أحجار سعيره في ملل .. ويتسلى بنقش ملامح الحوريات .. وتعديل تركيبة جهازهن الجنسي .. ليكون حسب طلب أتباعه من المؤمنين الأبرار .. في إنتظار أن يأتي يومه الموعود ليجعل عاليَّ هذه الأرض سافِلها .. ليخربها ويجلس على تلها.

أقتلني .. لاتنتهك حريتي.كانت هذه كلمات مريم البسيطة ، التي كشفت كل أكاذيبكم ومزاعمكم ، التي حَبرتم بها أطنان الورق عن سماحة دينكم ، الذي تزعمون أنه إنتشر بالحُجة والإقناع وليس بالسيف والرمح .

بجيدها العاري تتحدى مريم سيوفكم المشحوذة، وأعواد مشانقكم ، وسياط جلاديكم ، وكل أدوات إلهكم البدوي المُرعب .
تتحدى تعاليم إلهكم العُنصرية ، التي تسمح للذكور من المؤمنين به ، بالزواج ممن يسميهم بأهل الكتاب ، وتحرم ذلك على النساء.

تتحدى مريم رجولتكم المُخنتة ، وهي ترفض مقايضة حُرية عقلها بهذه الحياة ، التي جعلتها تعاليم بداوتكم بائسة ولا تستحق أن تُعاش.

تكشف مريم للدنيا بأسرها سماحة دينكم، وكرم أخلاق إلهكم ، الذي سمح لها بأن تضع وليدها داخل قضبان السجن ، وسيسمح لها لاحقاً ، بأن ترضعه لحولين ، قبل أن يهوي السيف على رقبتها. فيا لسماحتكم وسماحة ربكم.

ليس لمريم يحيى مكان في جنة إلهكم ، التي تجري من تحتها أنهار الخمر واللبن والعسل ، لن يكون لمريم نصيب في حور وحوريات وولدان إلهكم المُخلدون ، لن تنال مريم الوسيلة ، والفضيلة ، والدرجة العالية الرفيعة ، في فردوس إلهكم ، لأنها لم تمتثل لأوامره ،فهي لم تغتصب طفل يبلغ من العُمر تسع سنوات لتنال رضاه، وهي لم تُفخخ جسدها وتقتل الأبرياء كما أمرها ، ولم تقطع رأس أحد ، ولا إستلت قلب أحد من بين أضلاعه ، هي لم تجاهد جهاد النكاح ، ولم تمنح جسدها ليصب فيه المُتخلفين عقلين من دواعش ربكم الأبرار قاذوراتهم.

ولذا إتهمتموها بالزنا ، وهي أشرف من أشرفكم، وإتهمتموها بالتخلي عن إيمانها ، وهي أكثر إيماناً منكم ، ومن كل أنبيائكم ورسلكم وصحابتكم .

مريم لم تفقد إيمانها ، أنتم فاقدي الإيمان بالإله الحق إله الناس أجمعين ، أنتم عبدة هُبل ، الذي حولتموه من حجر قبيح قابع في صحراء البدو ، إلى أيقونة مُعلقة في السماء .

مريم ليست زانية ، فالزاني هو من ينكح المثنى والثُلاث والرُباع ، الزاني هو من يغتصب براءة الطفولة ، ويُبيح الزواج من طفلة لم تتجاوز التسع سنوات .
الزاني والمريض جنسياً هو أنتم ، يامن جعلتم أبديتكم ماخور للدعارة ، يامن شوهتم صورة الآلهة ، بنسبة شيطانكم البدوي إليهم ، انتم فاقدي الإيمان يامن جعلتم عقد إيمانكم مع إلهكم تجارة وقرض ، تقرضونه فيه الموت والخراب ، ليعيد إليكم قرضكم دعارة وجنس وخمور وولدان .

أنتم الزُناة يامن تمنحون عقولكم لتعاليم البداوة لتزني بها .