حريه المرأه وحريه المجتمع لاتتجزاء



جورج المصري
2005 / 7 / 28

في الدعوه الي مسانده المراه العراقيه لضمان حصولها علي حقوقها المشروعه كمواطنه لها كافه الحقوق التي يتمتع بها الرجل العراقي دليل كافي علي ان النظام الاسلامي السابق و الحالي و المزعوم اقامته كلها انظمه ديكتاتوريه.

عندما تنادي المرأه العراقيه الان بمساوتها مع الرجل بعد تحرير العراق من القوي الفاشيه التي حكمت العراق يدل علي ان الفاشيه السياسيه انتهت و الفاشيه الدينيه ستبداء ان لم تكن بدأت بالفعل.

حين يتجاهل المجتمعون حق المرأه في المساواه فأذن هذه الحرب التي ازهقت الارواح وخربت البلاد تعتبر حرب دون اي سبب لانها لم تُقدم تقدوم ملحوظ علي الساحه الديموقراطيه لكافه فئات الشعب العراقي.
فمهما زعمت امريكا او انجلترا بأنهم ارسوحجر الاساس في اول مجتمع ديموقراطي عربي في العراق وجب التنويه ان هذه المزاعم ليس لها اساس من الصحه. ليس عن تعمد مقصود من امريكا او انجلترا بل عن جهل عظيم.

وهو تأكيد ان الديموقراطيه التي تعم دول الغرب لاتصلح للدول الاسلاميه وان الاسلام لايصلح للدول الغربيه.

فالشرق اعتاد علي نخس حق المرأه في كل شئ ولايمكن من تطويره باي حال من الاحوال كما حدث وتطورت المجتمعات الغربيه. المشكله التي تحيط بالمرأه في العراق ليست بمشكله جديده بل هي مشكله ممتده الجذور لـ 1400 عام وهذه المشكله هي مشكله لاتسقط بالتقادم اي بمرور الوقت لان السبب الرئيسي في اجحاف حق المراه العربيه سببه المباشر الشريعه الاسلاميه العنصريه. فتلك الشريعه تعطي للرجل الحق المطلق في معامله المرأه معامله التابع او العبد او الخادم فهي لتربيه الاطفال ومتعه الرجل الجنسيه فقط.

وكما نعرف جميعا ان ابسط حقوق المرأه في المعامله بالمثل منتهكه في جميع الدول العربيه و الاسلاميه بالذات . فمثلا لايحق لزوج المرأه العراقيه الاجنبي ان يتجنس بجنسيتها العراقيه وهذا الوضع المشين لاتستأثر به العراق فقط بل جميع الدول العربيه و الاسلاميه في حين ان الرجل في تلك الشعوب المتخلفه له الحق في ان يتزوج من الاجنبيات ومن حقهن اخذ جنسيه الرجل دون اي نقاش بالطبع ان اسلمت يكون افضل واسرع وان كان شئ يضغط به علي غير المسلمات لكي يسلمن ان اردن ميراث الزوج او الاحتفاظ بحضانه الاطفال (هذا فيه جدال عظيم ايضا لانه حق مجحف للمراه المسلمه ايضا) عند الانفصال وهذا موضوع اخر ليس مجاله الان .
ناهيك عن المناصب القياديه وغيره من مظاهر التعصب الاعمي ضدها في الميراث و حق حضانه الاطفال عند الطلاق وارغامها علي قبول مبدأ تعدد الزوجات وتطليقها بكلمه . بل يصر الرجل العراقي و العربي المسلم و المسلم عامه علي فرض الشريعة الاسلامية و اعتبارها المصدر الوحيد للتشريع وبالتبعيه هذا يعني دونية المرأة عن مكانه الرجل ويؤكد وبل يرسيخ التمييز العنصري ويحطم ويسحق كرامتها الانسانية .

وهذا هو احد اسباب نقمه الرجال المسلمين علي المجتمعات الغربيه وبالذات امريكا وانجلترا وهذا هو احد اسباب الارهاب الاسلامي ضد تلك الدول . فحجه ان الارهاب سببه وجودهم في العراق و افغانستان هي حجج واهيه لانهم يخشون علي الحقوق المطلقه التي يتمتع بها الرجل المسلم وتهددها الحضاره الغربيه وهذا هو مصدر الرعب لهؤلاء العنصريين .

فالديموقراطيه في تلك الدول علي الطريقه الغربيه يتصادم تصادم الرأس في الرأس بين تسلط الرجل في المرأه المسلمه وهذا مايدعيه المسلمون في الدول الغربيه ويطلقون عليه الانحلال الاخلاقي.

فالانحلال الاخلاقي ان تختار المرأه من تتزوجه او ان يكون لها حق متساو في الميراث مع الرجل او يكون لها الحق بل الافضليه في الوظائف فهذا يهدد الرجوله الاسلاميه المستبده المستمده من الشريعه الاسلاميه.

ونساء العرب بل نساء المسلمين يعرفون تماما ان الشريعه الاسلاميه كما انها ضد كل من هو غير مسلم فهي ايضا ضد المرأه المسلمه المغلوبه علي امرها.

لايغركم مظهر النساء في الدول العربيه والاسلاميه الذي يطلق عليها دول متفتحه فهم ليسوا اكثر حريه من نساء افغانستان من الظاهر فقط للعين الغير خبيره او عين الاجنبي .

فالمرأه سجينه العادات و التقاليد المستقاه من شريعه الغاب المسماه بالشريعه الاسلاميه التي هي في الواقع اشد عنصريه من الشريعه القبليه في شبه الجزيره التي كانت موجوده قبل الاسلام.

الي المرأه العربيه المسلمه و المرأه العراقيه بالذات ان تهاونتم في حقوقكن الان ستجرون نساء العالم الاسلامي الي الهاويه باسرع مما تتخيلن لان ماسيطبق في العراق سيطبق في بقيه الدول العربيه.

ولكي تثبت المراه العراقيه انها اكثر نساء العرب حبا لحريتها وكرامتها وتؤكد الان دعمها للحوار الديموقراطي يجب ان تدافع عنها حقوقها بكل قوتها لان الحقوق تكتسب لاتمنح .
الدول الغربيه لن تجرواء ان تتدخل في شؤن الدين مبالك انهم يرفضون تدخلهم في التحديث السياسي.
وكما تعلمي ياسيدتي ان كلمه السياسه من معناها هي الاخذ و العطاء و المسايسه في نقاط الاختلاف . ان كان الرجال راس الاسره فالسيدات الرقبه التي تحرك الرأس وبدونها تقع