ازواج ناشزون



سلمى مهنا
2014 / 6 / 22

عزيزى القارىء لا تتعجل فى اصادر حكمك على المقال من عنوانه ،فقد ارتبطت كلمة (ناشز)بالمرأة فقط ،وهى كلمة تطلق على المراة التى لا تطيع زوجها ولا تعطيه حقه الشرعى ،ولكن فى الحقيقه هناك رجال ناشزون ايضا ،ولكى نضع تعريفا واضحا للنشوز يجب اولا ان نعرف معنى كلمة (نشوز)فى اللغة العربية ويليها حكم المراة الناشز فى الشرع .
-تعريف (النشوز)فى اللغة العربية ( معناه الإرتفاع والعلو يقال أرض ناشز يعني مرتفعة).
-حكم المرأة الناشز.
سميت المرأة ناشزا إذا علت وارتفعت وتكبرت على زوجها وهذا التعريف ليس مقتصرا على الامتناع عن المعاشره ،وتسقط نفقتها طوال فترة نشوزها .

اذا الرجل ينفق على زوجته فى مقابل ممارسة الجنس معه وطاعتة ،فما هو الفرق بينها وبين العاهرة التى تمارس البغاء فى مقابل مادى من زبائنها ؟،الفرق الوحيد بين الزوجة والمومس هو عقد الزواج واقتصار الممارسه على رجل واحد ،اذا امتنعت الزوجة عن ممارسة الجنس مع زوجها فبالتاكيد توجد هناك مشاكل زوجية ادت الى امتناعها عن الممارسه ،وليس الحل باجبارها على العلاقه والا امتنع عن الانفاق عليها ،هذا الحكم هو تشيجع للرجال على اغتصاب زوجاتهم ولا يعالج جذور المشكلة ،وكيف للرجل ان يجبر زوجتة على الممارسة وهو يعلم انها لا ترغب به ؟،هنا يجب البحث عن الاسباب اولا ومعالجتها او الطلاق ،والادعاء بان هذا التشريع للحفاظ على الرجال من الوقع فى الزنا ،وان شهوة الرجل تفوق شهوة المراة هو اداعاء لا اساس له من الصحة ،فليس هناك وحدة قياس لشهوة النساء والرجال او جهاز يمكننا به قياس شهوتهما لنحدد من منهم شهوته اكبر من الثانى ،كما ان النساء ليسو جميعا متشابهات ولا الرجال ايضا فهناك من تكون شهوتها تفوق شهوة زوجها.
طبقا لما ورد فى تعريف النشوز فهناك رجال ناشزون يعرضون عن زوجاتهم ويتكبرون عليهم ولكن التعاطى مع اعراضهم مختلف تماما عن المراة ،فاما الطلاق واما الاصلاح،اذا النشوز ليس مقتصرا على المراة فقط .

-لماذا يغتصب الرجل زوجتة ؟

قد لا يكون الرجل متدين ،وقد لا يؤدى الفروض التى نص عليها دينه ولكنة دائما ما يردد على مسامع زوجتة حقوقه التى اعطاها الله له ،ولا ضير من ترديد الاحاديث التى وردت لتثبت حق الرجل فى ممارسة العنف ضد زوجتة ،واقتطاع بعض الايات من سياقها ،ليعطى لكلماته شرعية دينيه ،وليفوت الفرصه على زوجته من ان تثور عليه وتطالب بحقوقها كانسانه قبل ان تكون امراة ،وامام كلمات الرب واحاديث رسوله ليس امام المراة الا الخنوع والنزول عند رغبات زوجها ،فهنا تحول الامر من مشكله شخصيه الى الامتثال لامر الهى،لقد حسم الامرفلا مجال للنقاش او التمرد والا اصبحت بحكم الشرع ناشز،فهى ليس لها الحق فى الامتناع عن معاشرة زوجها بدون عذر شرعى،نحن لسنا بصدد طرح الاغتصاب الزوجى من النحاية الدينيه ،ولكن من حقنا ان نسال اذا كان احد شروط عقد الزواج هو الايجاب والقبول فهل من الممكن ان تمارس العلاقه الجنسيه دون رضاء احد الاطرفين؟،اليست العلاقة يجب ان تقام برضا الطرفين كما هو الحال فى عقد الزواج ام ان الرجل وحده يستمتع بالمراة ولا يحق لها هى الاستمتاع بزوجها ؟،فالعلاقة بين الزوجين تسمى بالعلاقة الحميمة لانها برضا الطرفين وكلاهما يستمتع بالاخر اما دون ذلك فهو اغتصاب مهما تعددت صورة .

الإغتصاب الزواجي
هو نوع من العنف يتلبس بالفعل الجنسي، وهو رغبة من الزوج في إثبات رجولته التي ربما تكون قد عانت قهرًا من قوى أخرى فتزيح هذا القهر نحو الحلقة الأضعف في نظره وهي زوجته، وقد لوحظ زيادة حالات الإغتصاب الزواجي في الطبقات الأكثر فقراً، ربما لأن الزوج الفقير المعدم لا يشعر بكرامته ولا برجولته بينما هو لا يستطيع توفير حاجات أسرته وربما يشعر بالدونية لفقره، فيحول كل هذه المشاعر السلبية إلى طاقة قهر وإذلال لزوجته عله يتخلص من تلك المشاعر ويثبت لنفسه ولها أنه مازال رجلاً وأنه مازال مسيطرا وقادرًا وقوياً"،فالفقر المادي وحده قد لا يكون سببا وحيدا للإغتصاب الزوجي، ولكن في أغلب الحالات نجد أن الفقر المادي يتضافر معه أنواع أخرى من الفقر العاطفي والفكري والثقافي لكي ينتج هذه الحالة من القهر والقهر المزاح، قهر للرجل من ظروف حياته القاسية يزيحه نحو زوجته حين يقهرها على علاقة جنسية لا ترغبها فيشعر هو بالنصر والتوازن النفسي المؤقت الذي يغريه بمعاودة السلوك لأنه الوسيلة الوحيدة التي يشعر فيها يكينونته الذكورية والرجولية".(منقول)
ويضيف علماء اخرون ان تعاطى المخدرات احد اسباب ممارسة العنف من قبل الزوج ضد زوجته ومنها الاغتصاب على فراش الزوجية .

-لماذا تتقبل المرأة الاغتصاب الزواجى؟
الزوجة تتقبل هذا الإغتصاب الزواجي لأنها لا تملك خيارات أخرى، وهي تعيش ذليلة تحت ضغط الحاجة للقمة العيش وتربية الأولاد، ومن المعروف أن العنف يزداد في الطبقات الفقيرة والمستويات الإجتماعية الأدنى، وهنا يتلون الجنس في مثل هذه الظروف بالعنف، بل وتتحدد معاني الرجولة بقدر ما تحوي من مزيج العنف والقدرة الجنسية والقهر للمرأة".(منقول)

بعض الرجال يرفضون ان تعمل زوجاتهم ،بل انهم ايضا يرفضون الزواج بامراة تعمل ،وقد يشترط ان تترك عملها قبل الزواج،حتى لا تكون زوجته ندا له ،وهنا لا تستطيع الزوجه ان تعارضه ان تزوج عليها وليس من حقها ان تثور او ان تشتكى زوجها فى حاله اعتدائه عليها بالضرب والا فقدت المورد المادى الوحيد الذى يوفرلها احتياجتها ،الثابت عند الرجال ان المراة العامله تتكبر على زوجها بما تنفقه على المنزل ولكن فى الحقيقه هو ياخذ الموضوع على كرامته اكثرمن اللازم ،وكل هذه الادعائات باطله ،وليس عيبا ان يكون للمراة مورد مادى يتيح لها الاستقلال عن زوجها فهذا لن يقلل من شأن الزوج ،ولكن ما سيقلل من شأنه حقا ان تعيش معه زوجته من اجل ما ينفقه عليها لان ليس لها مورد مادى اخر غيره.