حاملة العنقاء الذهبية



شوان عثمان بابان
2005 / 7 / 29


دؤوبة ، خفيف الظل ، دائمة الحركة ، غزيرة الانتاج ، ذات فكر وقاد وذاكرة حادة ، تراها تشحذ من اليوم ساعته الخامسة والعشرين ، تعدو مع الريح تارة وتمتطي حافلة الشعر تارة أخرى وتغرق بين الحروف بحثا عن الحقيقة في ابداعاتها الصحفية ، بيد تبني بيت الحياة والاخرى مشغولة بمسح واجهة التاريخ من الخدوش التي تركتها عصبية الرجال على ملامح المرأة ، بدأت مشوار الابداع في مدينة السليمانية التي سميت تيمنا بخاتم النبي سليمان في اول اساس حفر ولعلها منه تعلم لغة الطيور لتغرد للسلام والمارة من الاطفال الكبار المجردون من براءة الاطفال يرشقونها بحجارة الغضب وهي ترشقهم بثمرة المودة ، قفزة مع الوالد الفنان ادى بها الى مدينة وهران الجزائرية في مهمة للوالد وهو تعليم الاولاد الصغار في هذه الدولة العربية اللغة العربية ، محطتها الثانية كانت مدينة السلام التي تبكي للسلام المنحور بساطور الاشرار ، هناك تعلمت من دجلة الخير سيرورة الحياة وسرمديتها الخالدة ، رحلة الاياب الى نقطة البداية ، السليمانية التي احبها واحبتها كانت مثقلة بفلسفة الاشياء وصيحة الحلاج التي لم يفهمها جلادوه ليترك بدمه على ارض الجريمة آثار تلك الصيحة المدّوية الى يوم الدين ، في السليمانية الغت مرحلة الحك والشطب وبدأت تسمع خرس الاوراق صمت شعرها ، وبدأت رحلة مهنة المتاعب في اول محطة للتلفزيون انشأها الكورد في زمن الانعتاق وثم افرزت عصارة مجهودها الصحفي في جريدة المؤتمر وجريدة الاتحاد التي اصبحت بيتها الثاني ، رحلتها الاخيرة الى اخفض بلاد الله تلزمها مجلد بذاته او رواية كروايات دستوفسكي لست ادري لماذا لم تلد بعد ، ربما تولد يوما لتكون شقيقة للمحروس روز ، وفي كل المراحل يتقدمها الاعلامي والكاتب فريدون جلال حاملا القنديل امامها ، هنالك في تلك الارض المنخفظة لم ترفع يدها عالية اشارة للاستسلام ، بل لونت مواقع الانترنيت وصفحات الجرائد والمجلات بقوس قزح القصيدة وفسيفساء المقالة وملئت شاشات التلفزة صياحا دفاعا عن المخلوقة التي تكنى في بلادها ب ( الحرمة ) فاستحقت بجدارة جائزة العنقاء الذهبية .
تلك هي الشاعرة والكاتبة الصحفية فينوس فائق .